اسباب تشغيل الأطفال

اسباب تشغيل الأطفال

تعرفي على أسباب تشغيل الأطفال

ظاهرة تشغيل الأطفال من أبرز الظواهر التي حرصت المنظمات الدولية على مجابهتها وبذل قصارى الجهود في القضاء عليها إيمانًا بحق الأطفال بالحياة الكريمة التي تتناسب مع الفئة العمرية التي يمرون بها، ومن أبرز أسباب تشغيل الأطفال:[١][٢][٣]

الفقر

يُعدّ هذا هو السبب الرئيس والأساسي في تشغيل العائلات أطفالهم، إما ليساعدهم الأطفال في مصاريف المنزل من طعام وشراب وأجار السكن والكهرباء وغيرها من المصاريف، أو ليعتمد الطفل على نفسه في مصروفه اليومي وفي حاجاته الأساسية بسبب انشغال الوالدين بتوفير الحاجات الأساسية للمنزل، ويكون ذلك غالبًا في البلاد النامية والفقيرة.

الرغبة الذاتية

من الوارد أن يشتغل الطفل من تلقاء نفسه دون إكراه من الأهل، وذلك لكونه غير مهتم في الدراسة أو لا يحبها، ويعتقد بالتالي أن العمل أفضل له من المدرسة، وأن العمل سيمنحه استقلالًا ويقوي شخصيته، كما يمكن أن يساهم جهل أحد الوالدين أو كليهما بأهمية التعليم في التفريط بضرورة حصول أبنائهم على التعليم.

جشع أرباب العمل

يفضل عدد من أصحاب المهن الحرفية تشغيل الأطفال بدلًا من الكبار، وذلك لأن الأطفال يقبلون بأجور متدنية ويعجزون عن الاعتراض، وهذا يوفر على أصحاب العمل التكلفة، ويزيد من الإنتاجية، وفي الواقع أن ذلك يتسبب بظهور عدةِ مشكلات على ضوءِ ذلك؛ فتتفاقم مشكلة البطالة بين الباحثين البالغين عنه، ويزيد استغلال الأطفال ماديًّا.

ثقافة المجتمع

في بعض المجتمعات إيمانٌ عميق بأعرافٍ اجتماعية ترفض التعليم للجنسين؛ فينشأ الطفل باحثًا عن العمل مباشرةً بغية توفير دخلٍ مادي يلبي احتياجاته وأسرته، كما يمكن أيضًا أن يوجد إيمان بدور العمل في الطفولة مع تنمية مهارات الطفل وتقوية شخصيته، أو حتى المضي على خطى الوالدين في ممارسة مهنة ما؛ فيترتب على ذلك تشغيل الأطفال.

التفكك الأسري

يعد التفكك الأسري عاملًا من العوامل المسببة لتشغيل الأطفال، كطلاق الوالدين أو هجر أحدهما للمنزل، وبالتالي يضطر الطفل إلى ترك المدرسة والتوجه إلى العمل ليعيل نفسه أو لعدم وجود من يهتم بأمره ويتابع شؤونه.

الظروف السائدة

قد يضطر الأطفال للعمل في بعض الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، كالحروب أو المجاعات أو الكساد.

العمل في أوقات الفراغ

قد يتجه الطفل للعمل لملء وقت فراغه أيام العطل، أو في العطل بين الفصلين، بالرغم من أن هذا السبب تتعدد الآراء حوله؛ إلا أنه سبب وجيه من أسباب تشغيل الأطفال؛ إذ إن بعض الأطفال يلجؤون إلى العمل في العطلات المدرسية، وفي الأوقات الخارجة عن ساعات الدوام؛ فيشار إلى أن ذلك يسهم في تنمية الرفاهية للأسر وتوفير الخبرة والمهارة لدى الطفل طالما كان العمل خارج تصنيف الأعمال الخطيرة، ولا يترك أي أثر سلبي على الصحة والتعليم والنمو الشخصي.

ما أثر تشغيل الأطفال؟

لم يأتِ اهتمام المنظمات الدولية والشرائع الدينية بضرورة صونِ حقوق الطفل والحفاظ عليها من فراغ؛ بل تُوجد آثار سلبية عميقة مترتبة على ذلك، ومن أبرز الآثار المترتبة على تشغيل الأطفال ما يأتي:[٤]

  • تفشي الجهل والأمية، وذلك بحرمان الطفل من الحصول على التعليم، فتتزايد أعداد الأميين البالغين في كل مرة يفقد فيها طفل حقه بالتعليم والالتحاق بأبناء سنه في المدارس؛ وبالتالي انتشار الأمية.
  • استعباد الأطفال وإذلالهم، فمن المتعارف عليه أن الأطفال فئة عمرية ضعيفة جسديًّا ومعنويًّا إجمالًا عند الوقوف في مواجهة البالغين، فيلجأ أرباب العمل إلى فرض السيطرة عليهم وإجبارهم على العمل في ظروفٍ مهينة للغاية متنافية مع المبادئ والقيم والمبادئ السائدة في الطبيعة البشرية.
  • إهانة أخلاق الطفل، ويتمثل ذلك بإجباره على المشاركة في المواد الإباحية؛ فحتمًا سينجم عن ذلك جيل فاسد في المستقبل في حال عدم التصدي لذلك، وفي ذلك انتهاك لخصوصية الطفل وإهانة لكرامته وأخلاقه بما يتنافى مع الشرائع السماوية وبنود المنظمات الدولية واتفاقياتها.
  • سوء التغذية، يعاني الأطفال العاملون من سوء التغذية عامةً؛ إذ ينجم ذلك عن وجود أولويات يقدمونها على الأكل، أو عدم كفاية الأجر للحصول على الغذاء الذي يحتاجه الطفل، بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن يؤدي الاستغلال الجسدي والجنسي والمعنوي إلى ذلك، بالإضافة إلى ازدياد فرص الإصابة بالأمراض الخطيرة.
  • الانجراف في تيار المهالك، ويتمثل ذلك بازدياد فرص إدمان المخدرات والبيع غير المشروع والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى مواجهة الأخطار في الشوارع والمدن التي تعاني من درجات أمانٍ متدنية نسبيًّا.

ما علاج ظاهرة تشغيل الأطفال؟

من أبرز طرق علاج ظاهرة تشغيل الأطفال والقضاء عليها تمامًا ما يأتي:[٥]

  • سن القوانين والتشريعات الصارمة في منع تشغيل الأطفال وفرض العقوبات على من يخالف ذلك.
  • وضع قانون يوضح الحد الأدنى للسن المسموح به ببدء العمل للإنسان.
  • تسهيل وتسخير كافة السبل والطرق في الوصول إلى التعليم والحصول عليه.
  • رفع جودة التعليم والتوعية بمدى أهميته.
  • التخلص من العنف في المدارس إن وجدت وترغيب الطفل بحقه بالتعليم.
  • توفير برامج فعالة في الحماية الاجتماعية.
  • المساهمة في رفع المستوى الاقتصادي للعائلات الفقيرة بعيدًا عن تشغيل الأطفال.
  • التأكيد والتشديد على حماية حقوق الطفل وتعزيز الأنظمة ذات العلاقة بذلك.
  • توحيد الجهود بين الحكومات والمنظمات وتسييرها نحو الحد من ظاهرة تشغيل الأطفال؛ وذلك من خلال منع ذلك والحرص على إعادة تأهيل الطفل العامل وتوجيهه إلى الطريق الصائب.
  • نشر التوعية وتثقيف الأهالي بمدى خطورة عمل الأطفال من خلال عقد الندوات والدورات.

حقائق وأرقام في تشغيل الأطفال

فيما يلي مجموعة من أهم الحقائق والأرقام حول ظاهرة تشغيل الأطفال عالميًّا:[١][٢]

  • في عام 2017م كشفت البيانات الصادرة عن منظمة العمل الدولية بأن 152 مليون طفل حول العالم يدرجون ضمن عمالة الأطفال، وتتفاوت أعمارهم ما بين 5 سنوات وحتى 17 سنة، وتتمثل النسب على النحو الآتي:
    • يعمل الأطفال في قطاع الزراعة بنسبةِ 70.9%.
    • يعمل الأطفال في قطاع الخدمات ما نسبته 17.2 من الأطفال.
    • يعمل في قطاع الصناعات الثقيلة أطفالٌ تصل نسبتهم إلى 11.9% من إجمالي عدد العاملين في العالم.
  • في عام 2005م كانت بعض دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا هي الأكثر تسجيلًا لأعداد الأطفال العاملين وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، ويأتي ذلك بحكمِ الأوضاع الاقتصادية المتردية وسعيًا للحصول على الدخل لتوفير الحاجات الأساسية للعائلات.
  • في عام 2006م كشف تقرير دقيق أصدرته الأمم المتحدة أن أكثر من 75 مليون طفل متغيبين عن مقاعد الدراسة، ولم يلتحقوا بها أساسًا، ويشير ذلك إلى أن مستقبل الطفل ومجتمعه في خطر.

تشغيل البنات

في سياقِ الحديثِ عن تشغيل الأطفال؛ تنخرط الإناث أيضًا في العمل منذ نعومة أظفارهن في الكثير من المناطق وتحديدًا الريفية منها، إذ تبدأ بالعمل في المنزل والحرمان من حق التعليم لدخول سوق العمل والحصول على الأجر؛ وغالبًا ما يكون العمل كعاملات في المنازل، ويزداد الأمر سوءًا تدريجيًّا عند تهريب الأطفال بين المدن والدول بعيدًا عن ذويهم للعمل.[٦]

ويشار إلى أن عدم القدرة على التحدث باللغة المحلية للمنطقة التي يعملون بها يجعل من الإناث العاملات عرضة للإتجار بهن، وتشير المعلومات إلى أنه تُوجد علاقة وثيقة بين الاتجار بالبشر ونوع الجنس؛ فالإناث أكثر تعرضًا لذلك نظرًا لاستغلالهن جنسيًّا، وبالرغم من ذلك، فإن الذكور لم يسلموا من الاستغلال الجنسي والاتجار بهم أيضًا.[٦]

وفي تعريف مصطلح تشغيل الأطفال بناءً على تعريف منظمات الطفل له، فإنه يعني أن ينخرط الطفل في سوق العمل قبل بلوغ سن 18 عامًا؛ إذ يُعدّ هذا السن القانوني المسموح للعمل، ودون ذلك فإن الطفل يعد قاصرًا وغير مهيأ نفسيًّا أو جسديًّا للعمل، وفي حالات يمكن أن يكون عمل الطفل تطوعًا منه أو إجبارًا من أهله، ويعد ذلك هو الأسوأ والأكثر انتشارًا في المجتمعات الفقيرة في أنحاء العالم، ويذكر بأن كل عمل يلحق الضرر بالنمو البدني والاجتماعي والروحي والعقلي ويؤثر معنويًّا على الطفل محظور وممنوع دوليًّا وفقًا للمعاهدات والاتفاقيات المبرمة دوليًّا.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "About child labour", stopchildlabour.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Causes", ilo.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  3. "What is child labour", ilo.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  4. "Child Labour", humanium.org,23-7-2010، Retrieved 24-10-2019. Edited.
  5. "child labour in india", unicef.in, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Child labour: Are girls affected differently from boys?"، unicef.org، Retrieved 24-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

993 مشاهدة