إدنبرة
تتخذ إسكتلندا من مدينة إدنبرة عاصمةً لها، وتأتي بالمرتبة الثانية من حيث التعداد السكاني على مستوى البلاد؛ إذ يستوطن في أراضيها نحو 487.500 نسمة تبعًا لإحصائيات التعداد السكاني لعام 2013م، أما على مستوى المملكة المتحدة فتحتل المرتبة السابعة، ولا تقتصر أهمية إدنبرة على الجانب الإداري فحسب؛ بل تتمتع بأهمية اقتصادية وسياحية عظيمة؛ فهي موطن لحقول النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري وغيرها الكثير من الموارد الطبيعية الثمينة.
بالإضافة إلى ما تقدم؛ فإن إدنبرة من المدن التي تحظى بتاريخٍ عريق، إذ شهدت العديد من المعارك المندلعة بين إنجلترا والرومان، كما كانت أيضًا شاهدة على معركة الاستقلال التي خاضها الاسكتلنديين، وتؤكد سطور التاريخ على أن التاريخ الاسكتلندي وتحديدًا في إدنبرة قد بدأ منذ القرن الأول الميلادي بالتزامنِ مع وصول الفايكنج والرومان إلى هناك، وقد اتخذت اسكتلندا من مدينة إدنبرة عاصمةً لها في أواسط القرن الخامس عشر نظرًا لأهميتها الكبيرة[١].
موقع إدنبرة
تقع إدنبرة العاصمة الاسكتلندية فوق السواحل الجنوبية الشرقية للبلاد، وتشكل بحكم موقعها الجغرافي ذلك الثلث الشمالي من دولة بريطانيا العظمى، وتمتاز بوجودِ عدة بحار من مختلف الاتجاهات؛ فتشترك بحدودٍ مع بحر الشمال من الجهة الشرقية ويفصلها عن مختلف مناطق القارة الأوروبية وتحديدًا النرويج ومختلف الدول الإسكندنافية[١]، وتغطي إدنبرة مساحة 78 كيلو متر مربع على الأقل، وتشرف على الشواطئ الشرقية بالنسبة للحزام المركزي على مقربة من بحر الشمال، وتستضيف إدنبرة مقر البرلمان الاسكتلندي وعددًا من المعالم البالغة الأهمية منها جامعة إدنبرة والعديد من المواقع المدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لسنة 1995م[٢].
جغرافيا إدنبرة
تحظى مدينة إدنبرة عاصمة اسكتلندا بطبيعة خلابة ساهمت بجعلها وجهةً سياحيةً هامةً، إذ تتواجد فيها الجبال شاهقة الارتفاع المكسوة بغطاءٍ أخضر، وتنتشر فيها لحدائق، ويقدر أعلى ارتفاع للجبال فيها 1343 متر فوق مستوى سطح البحر؛ وهو جبل بن نيفيس، كما تنتشر في أراضيها التلال والسواحل، ففي المناطق الغربية تكثر السواحل، وكانت أيضًا منطقة غنية بالجليد إلا أن النسبة قد تراجعت نسبيًا وشكلت الوديان الخلابة التي تعتمد على الأنهار الجليدية في تغذيتها.
فيما يتعلق بالمناخ، فإن إدنبرة تتأثر بالمناخ المحيطي كما هو الحال في بقية أرجاء اسكتلندا، فيكون الجو باردًا رطبًا معتدًلا تؤثر به بطريقة ملحوظة تيارات الخليج الدافئ القادمة من منطقة المحيط الأطلسي[٣].
اقتصاد إدنبرة
تعد إدنبرة موطنًا لمجموعة من أكثر الأسواق العالمية شهرةً نظرًا للطبيعة الخلابة التي تتمتع بها، وتكثر فيها آبار النفط والغاز الطبيعي وتحديدًا في بحر الشمال، أما المنخفضات الوسطى فتكثر فيها ترسبات الفحم الحجري، وتعد المنطقة محطةً مميزةً للصناعات الغذائية والهندسية والإلكترونية والتحويلية والمعدنية وغيرها، وما زاد من المكانة الاقتصادية لها هو ذلك الموقع الجغرافي فوق خليج فورث، فأصبحت منطقةً تجاريةً وبحريةً هامةً جدًا فوق بحر الشمال، كما ساهم وجود البنوك العالمية وشركات النقل والتأمين أيضًا بجعلها ذات أهمية تجارية، ومن أبرز الصادرات التي تشتهر بها المدينة هي الأخشاب والخمور والفولاذ والفحم والحديد، وتعد كل من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا الشمالية وأميركا من أكثر وجهات التصدير التي تتعامل معها المدينة[١].
السياحة في إدنبرة
تتمتع مدينة إدنبرة بمكانةٍ سياحية هامة على مستوى اسكتلندا، وتنفرد بوفرة المعالم التاريخية والمعمارية والسياحية منذ القرون الوسطى، وتُقام أيضًا في أراضيها عددًا من المهرجانات السنوية وفعالياته التي تُعقد في فترة شهر أغسطس، كما تقام أيضًا حفلات الموسيقى والإبداعات الفنية ومهرجانات الموسيقى الدولي ومعارض الكتب، كما يقام أيضًا فيها العرض الملكي العسكري لإدنبرة وغيرها الكثير، وتقام أيضًا هناك مهرجانات أوروبية فنية شاملة تحظى بتاريخٍ قديم يرجع إلى أواخر الحرب العالمية الثانية، وتتواجد فيها العديد من المعالم التي تثير إحساس متميز في نفس الزائر خلال الترحال والتجوال في ربوع المدينة، ومنها[٤]:
- قلعة أدنبرة، تتربع فوق فوهة البركان القديم، ويذكر بأن البركان قد ثار منذ أكثر من 400 مليون سنة،.
- البلدة القديمة، هي منطقة غنية بالمناظر الجذابة وتكثر فيها المعالم السياحية كالمتحف الوطني الاسكتلندي ومطعم البرج.
- المناظر الطبيعية الخلابة، والأزقة الضيقة القديمة الموجودة منذ أكثر من مئات السنين، وتنشطر إلى مدينة قديمة وجديدة، وتعد حدائق برنسيس ستريت المشيدة سنة 1816م حدًا فاصلًا بينهما.
- ساحات سانت إندرو وجورج سكوير وتشارلوت سكوير، وتعد من أبرز الساحات القائمة وفقًا للطراز الجورجي الأصيل.
- المتاحف، مثل المتحف الملكي ومتحف اسكتلندا ومتحف إدنبرة، ومبنى البرلمان الاسكتلندي.
- المكتبة الوطنية.
- المسارح، إذ تُعرض العديد من الأعمال الكلاسيكية على خشبة مسرح كينغز ثيبتر، بالإضافة إلى إدنبرة بلاي هاوس وذي رويال ليسيوم.
- اليخت الملكي، الذي يعد مرفأً يؤدي دورًا بالغ الأهمية نظرًا لدوره بربط المدينة مع العالم الخارجي، إذ تنطلق الرحلات اليومية فيه باتجاه الدنمارك وهولندا وألمانيا والسويد.
المراجع
- ^ أ ب ت "إدنبرة"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "مدن اسكتلندا"، studyco، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2019. بتصرّف.
- ↑ أسماء سعد الدين (13-11-2016)، "ما هي عاصمة إدنبرة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2019. بتصرّف.
- ↑ نورما نعمات (25-2-2018)، "أدنبره عاصمة إسكتلندا من المدن السياحية الأكثر تألقاً"، الحياة، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2019. بتصرّف.