المشاعر الإنسانية
يعيش الإنسان على هذه الأرض متفاعلًا مع كل ما حوله من بشر ومن طبيعة وجمادات وأحداث، فهو يعطي ويأخذ حسب حاجاته الجسمية والنفسية والتي تضمن استمراره في الحياة.
ومن أهم الأشياء التي يحتاجها الإنسان في حياته استقرار المشاعر والتفاعل النفسي والروحي مع الأشياء والأشخاص، فكل ما يحمله الشخص من مشاعر تجاه من هم حوله، سواءًا أصدقاء أو أقارب أو حتى أشياء محيطة به ،هي شكل من أشكال التفاعل.
ومن المشاعر التي يمكن أن يعيشها الإنسان ويتفاعل بها مع من هم حوله الحب والكره والحقد والرضا والامتنان وغيرها الكثير، ولكن الشعور الأبرز الذي يتحكم فيها جميعًا هو الحب. [١]
الحب الحقيقي
الحب شعور عظيم يحمله الإنسان في قلبه لأشخاص معيَّنين، وشعوره بالحب تجاه الأشخاص هو ما يجعله يتحرك نحوهم بالمشاعر الأخرى مثل الامتنان أو الرضا أو الإعجاب أو الرغبة، وطبعًا ضد هذا الشعور الإيجابي هو الكره والذي يُشعر الإنسان بمشاعر أخرى مرتبطة به كالحقد والبغضاء والإنكار وغيرها.
وعلى الرغم من جمال الحب يبقى الإنسان محتارًا في كثير من الأحيان في تفسيره، فهل هو يعيش حبًا حقيقيًا أو أن من حوله يبادلونه حبًا حقيقيًا، أم أنه مجرد اختلاط في المشاعر لديه أو لديهم، ومن أجل هذا كان لا بد من البحث في معايير يمكن للشخص من خلالها قياس الحب والحكم على درجته، وإذا ما كان حقيقيًا أم لا [٢].
مقياس الحب الحقيقي
هناك مجموعة من المعايير التي يمكن اعتمادها واتباعها لقياس الحب والحكم على حقيقته وزيفه وهي كما يلي [٣]:
- الشعور الدائم بالفرح: فما يختلط على الناس في مشاعر الحب أنه يختلط دائمًا بالألم والعذاب والغيرة المبالغ فيها، وفي بعض الأحيان الشك، وفي أحيان أخرى تقييد الحريات وغيرها من الأمور التي باتت ترافق الحب، وهذا كله لا يمت للحب الحقيقي بصلة، فالحب الحقيقي الفعلي يقاس بمدى الحرية التي يعطيها كل طرف للآخر مع ثقته المطلقة بأن الشريك سيكون أهلًا لهذه الثقة.
- الاستعداد للتضحية: فالحب الحقيقي يدفع كل طرف إلى التضحية وبذل كل ما بوسعه من أجل أن يرى شريكه سعيدًا، ولهذا دائمًا يقال أنه ليس بعد حب الأم حب، فهي الشخص الوحيد الذي يثبت ملايين المرات أن حبه حقيقي لدوام التضحية، فحبها مبني على الأفعال لا الأقوال.
- تقبل العيوب: فالمحب يتقبل أي عيب في محبوبه مهما كان، فلا يعايره به أو يتذمر منه، بل يتعاون معه في التخلص منه في حال أمكن ذلك، كأن يكون الشخص بخيلًا أو غيورًا أو لديه أي من الصفات التي يمكن أن تتغير في الإنسان في حال أراد هو ذلك.
- التسامح والصفح المستمر: فالمحب الحقيقي يتسامح مع من يحبه إلى أبعد الحدود، ولا ينتظر منه اعتذارًا على ما اقترف لأنه يعلم أن نواياه يستحيل أن تجلب السوء له.
- الصراحة: فالمحب الحقيقي يحاول دائمًا أن يقدم لمن يحب الحقيقة مهما كانت جارحةً أو موجعةً لأنه يريد بهذا صالحه وهو يعلم أيضًا أن الكذب والمجاملة لن تكون في صالحه أبدًا.
المراجع
- ↑ "كيف تعرف من يحبك في علم النفس "، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2018. بتصرف.
- ↑ "معايير الحب الحقيقي"، الوطن اون لاين ، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرف.
- ↑ "عشر علامات للحب الحقيقي "، haltaalam، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرف.