محتويات
الماء
يعد الماء أحد أهم عناصر البيئة، وهو الشريان الرئيسي للحياة، والركيزة الأساسية التي تقوم عليها تنمية الموارد الطبيعية، وتشكل المياه في الكرة الأرضية ما نسبته 3/2 من مساحتها الكلية، وهي تفوق نسبة اليابسة، كما تشكل المياه 70% من جسم الإنسان فهي المكون الأساسي له ويُعتمد على الماء في جميع الوظائف الحيوية، أما مصادر المياه فهي الأنهار والبحار والبحيرات والمحيطات، وتتوزع الماء في الطبيعة إلى مياه سطحية ومياه جوفية ويشار إلى أن مصادره قليلة في الوطن العربي، ويعد الأردن من أكثر البلدان العالمية فقرًا من حيث نسبة المياه المتوفرة للاحتياجات الأساسية، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على مشكلة شح المياه في الأردن، والمصادر الرئيسية للمياه، بالإضافة للأساليب التي يمكن اتباعها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.[١][٢]
أسباب شح المياه في الأردن
تعد الأردن ثالث أفقر دولة في العالم من حيث المياه، ويعود ذلك للعديد من الأسباب التي ساهمت في هذه المعضلة المائية، وفيما يأتي بعض أهم تلك الأسباب:[١][٣]
- يعاني الأردن من الهدر الزراعي للمياه، فقد أوضح الخبير الأردني دريد محاسنة أنه في عام 2004م، استهلك القطاع الزراعي الأردني ما نسبته 62% من المياه في المملكة الأردنية برمّتها، كما أوضح أن هذه النسبة قابلة للزيادة في الأعوام المقبلة، والجدير بالذكر أن الناتج الزراعي ضئيل نسبيًّا بالمقارنة بحجم الماء المستهلك.
- يعيش ثلاثة أرباع سكان الأردن في المدن الحضرية، والتي لا تملك مصادر قريبة للمياه، وبالتالي يتعين على الحكومة الأردنية نقل المياه لمسافات بعيدة، مما يؤدي لارتفاع التكلفة لهذا الأمر.
- يؤدي هطول الأمطار القليل الذي يُعاني منه الأردن، والذي يتفاوت بين العام والآخر، إلى شح المياه في الأردن، فضلًا عن تبخّر ما نسبته 90% من مياه الأمطار قبل تجميعها والاستفادة منها، بالإضافة للتناقص المتزايد في مستويات المياه الجوفية في البلاد.
- يعد التلوث من أكبر أسباب شح المياه في الأردن، كما أن الحدود المائية للدولة لا تتجاوز 23 كيلومترًا، وهي التي تمتلكها البلاد في مدينة العقبة الواقعة على خليج العقبة، وبالرغم من ذلك فإن الأردن لا تحمي سوى سبعة كيلومترات من هذه المساحة المائية، والتي تعاني من تلوث كبير، بفعل الجريان السطحي للمياه بالإضافة للعديد من العوامل الأخرى.
- تزايد عدد سكان الأردن بالمقارنة مع استهلاك المياه، فضلًا عن الأعداد الكبيرة من اللاجئين من دول الجوار نظرًا للحروب القائمة في المنطقة.
- الإفراط في ضخ المياه الجوفية، والنسبة الخاطئة للمواد الكيميائية الخطرة، والذي أدى لزيادة نسبة التلوث للموارد الجوفية عامةً، والتي تشكل ما نسبته 54% من الموارد الإجمالية في البلاد.
- تعثّر وجود مصادر مياه بديلة، كما أن الهدر المائي ساهم كثيرًا في استنزاف الموارد المائية في البلاد، إذ إن المناطق الشمالية تصل فيها نسبة الهدر المائي إلى ما يقارب 70% من إجمالي الموارد المائية، وذلك لعدة أسباب من أهمها الشبكات القديمة للمياه.
مصادر المياه في الأردن
تتعدد الموارد المائية في المملكة الأردنية لعدة مصادر رئيسية، إذ إن المياه الجوفية المتجددة هي المورد الأكبر للمياه في الأردن والتي تشكل ما نسبته 52% من إجمالي الكمية المائية في البلاد تبعًا للمرجع المأخوذ منه القيمة، والتي تبلغ حسب إحصاءات الرسمية لعام 2013م نحو 433 مليون متر مكعب من الماء، وتليها المياه السطحية المتجددة والتي تتمثل بالسدود والمسطحات المائية في أراضي الدولة، والتي تشكل ما نسبته 28% من إجمالي حجم المياه في الأردن، والتي تقدر بنحو 239 مليون متر مكعب من الماء، منها 50 مليون متر مكعب تأتي من إسرائيل حسب اتفاقية السلام المبرمة في عام 1994م، أما بقية الكميات المائية فهي تنتمي للمياه الأحفورية المستخرجة من باطن الأرض، وهي من مصادر المياه الجوفية غير المتجددة، والتي تشكل ما نسبته 9% من إجمالي الحجم المائي، والتي تقدر بما يقارب 75 مليون متر مكعب من الماء، وبالإضافة لذلك فإن المياه المكررة، أو المياه العادمة المعالجة تقنيًّا، تشكل ما نسبته 12% من إجمالي الموارد المائية للبلاد، والتي تقدر بما يقارب 102 مليون متر مكعب من الماء.[٣][٤]
طرق للحد من هدر المياه في الأردن
تُفقد الكثير من المياه وتُهدر، لذا يجب الاهتمام بالتوعية والوقف من هذا الهدر، من قِبل الجهات المعنية والمجتمع المحلي والمنازل، وقد أنشأت الجهات المعنية محطة لتحلية المياه في ميناء العقبة، وتوجد أساليب يجب التقيد بها للمحافظة على المياه، وفيما يأتي بعض تلك الأساليب:[٥][١][٣]
- عمل صيانة عامة لشبكات المياه القديمة بما في ذلك شبكات المياه المنزلية، إذ إن معظم المياه تذهب هدرًا بسبب تلف تلك الشبكات، وتقدر نسبة الهدر في المياه في الأردن بقرابة ترليون جالون من الماء، وهو ما يكفي لتزويد شيكاغو ولوس أنجلوس وميامي بالمياه لعام كامل.
- زراعة النباتات التي لا تحتاج إلى استهلاك الكثير من المياه، كما يجب استخدام وسائل حديثة للري، عن طريق إدخال تقنيات حديثة تُرشد استهلاك المياه، وتقلل من نسبة الهدر المائي في النظام الزراعي.
- يجرى البحث من قبل الحكومة الأردنية على عمل قناة لسحب كمية من مياه البحر الأحمر المطلة على خليج العقبة، وضخها إلى البحر الميت.
- وضع منهجية خاصة بترشيد استهلاك المياه في الأماكن التعليمية لنشر أهميتها بين الطلاب، ليكبروا ويكونوا محافظين على موارد الدولة المحدودة، ثمّ يتطور المجتمع ويعي قيمة المسؤولية التي هو بصددها وأهميتها له.
في الختام يجب التنويه إلى أن مشكلة شح المياه في الأردن، تتزايد عامًا بعد عام، وذلك نظرًا للضغط المتواصل على الموارد المائية، مما أدى لاستنزاف كبير في المياه الجوفية والسطحية في الدولة، فقد وصلت المستويات الجوفية للمياه إلى حدٍ منخفض نسبيًّا، بينما ترتفع نسبة الطلب على المياه من الجهة الأخرى، بالإضافة للمشكلات التي تواجه الأردن في هذا المجال، والتي من أهمها التلوث البيئي، وسوء الإدارات للموارد المائية في الدولة، لذا فإن هذه المعضلة الكبرى تشكل خطرًا جمًّا على التنمية الصناعية، والتقدم الاقتصادي للبلاد، كما أنه من الواجب البدء بعمل خطط استراتيجية للحد من هذه المشكلة، بالإضافة لتكاتف الجميع في مواجهتها.
المراجع
- ^ أ ب ت "Water Shortages in Jordan", ei.columbia, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ "The Importance of Water: #WaterIsLife", africa, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Water Woes in Jordan", ecomena, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ "Water Resources", water.fanack, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ "Reducing Water Use", water.fanack, Retrieved 16-10-2019. Edited.