محتويات
جزر المالديف
تُعدّ جزر المالديف مجموعةً من الجزر التي تتألف من 26 جزيرة مرجانية، إذ تقع في قارة آسيا وتحديدًا في المحيط الهندي بالقرب من خط الاستواء، ويحدّها من الجنوب جزر لاكشواديب الهندية ومن الغرب سيرلانكا[١]، ولشدة جمال الطبيعة والبيئة التي توجد فيها تلك الجزر احتُلّت من قبل بريطانيا مدة سبعة وسبعين عامًا على اعتبار أنها محمية بريطانية، لذا تأخرت جزر المالديف في الحصول على استقلالها، فهي لم تحظ به إلا في عام 1965 للميلاد، إذ حصل الرئيس إبراهيم ناصر على عضوية الأمم المتحدة في 21 سبتمبر 1965، ورُفِع علم المالديف في مقر الأمم المتحدة في 12 أكتوبر 1965[٢]، وفي جزر المالديف نجد أن اللغة الرسمية هي لغة ديفهي، والديانة الرسمية هي الديانة الإسلامية[٣]، وعاصمة الجمهورية وأكبر مدنها هي مدينة ماليه[٤].
تاريخ جزر المالديف
جمال جزر المالديف جعل منها مطمعًا لعدد من الدول والمحتلين، إذ خضعت لحكم الدين الإسلامي ونجم عن ذلك إسلام حاكمها وكافة أفراد شعبها، ليصلها بعد ذلك الاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر للميلاد، لتتبع بعد ذلك للحكم الهولندي في القرن السابع عشر للميلاد، ولتصبح الجمهورية في المرحلة اللاحقة واحدة من المحميات البريطانية، وبعد هذا الاحتلال الجائر سعت جزر المالديف إلى الحصول على استقلالها من بريطانيا تدريجيًّا، ففي البداية سُمِح للجمهورية بإدارة شؤونها الداخلية، في حين أن بريطانيا تولت إدارة شؤونها الخارجية، بعد ذلك سُمِح لجزر المالديف بإدارة أغلب شؤونها الخارجية مقابل سيطرة القوات البريطانية على أجواء الجمهورية، ليُعلن بعد ذلك استقلال جزر المالديف تمامًا في عام 1968 للميلاد[٥].
سكان جزر المالديف
تمتازُ جمهورية المالديف أنّ سكانها يُمثّلون نسيجًا عرقيًّا يمزج بين عدد من الثقافات، والتي يعد أهمها: الهندية، والسريلانكية، والماليزية، والعربية، والفارسية، والإندونيسية وحتى الإفريقية لنجد أن هذا التنوع أثّر على الكثير من الأمور في الجمهورية بما فيها اللغة المعترف بها في الجزر[٦]، فاللغة الديفيهية تعد لغة مشتقة من اللغة السنهالية[٧]، ولكن أسلوب الكتابة فيها مشتق من اللغة العربية، إذ تأثّرت بها اللّغة المنتشرة في جزر المالديف على مدى واسع[٣]، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة معتنقي الديانة الإسلامية في الجزر تصل إلى 100%، إذ يحتوي الدستور المالديفي على مادة يندر وجودها في دستور باقي دول العالم، وهي مادة تنصّ على أنّه لا يمكن إعطاء الجنسية لشخص غير مسلم، لتجد أن جميع مواطني الجزر مسلمون[٨].
مناخ جزر المالديف
تتمتّع جزر المالديف بمناخ مداري حار على مدار السّنة وتتأثر بالرياح الموسميّة، إذ تكون الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من أواخر أبريل إلى سبتمبر أقوى في الجزر الشمالية وترافقها الرياح التي يمكن أن تجعل البحر هائجًا، وبالتالي قد تثبط الأنشطة المائية مثل الغوص، كما ترافقها أيضًا رطوبة عالية وغيوم ضبابية كثيفة، أمّا الرياح الموسمية الشمالية الشرقية من أكتوبر إلى ديسمبر فهي أكثر هدوءًا وتؤدي ببساطة إلى حدوث زخات وعواصف رعدية في فترة ما بعد الظهر أو في المساء خاصة في الجزر المرجانية الجنوبية، وتمتد الفترة الأشد جفافًا خارج الرياح الموسمية من يناير إلى أبريل، وتكون ملموسة في الجزر المرجانية الشمالية[٩].
الأجواء في جزر المالديف لطيفة، إذ تتراوح فيها درجات الحرارة من خمس وعشرين وحتى ثلاثين درجة مئوية، ويعود الفضل في ذلك إلى المحيط الهندي الذي يسهم في تقليل درجات الحرارة بسبب امتصاصه لها، أما الرطوبة فهي عالية جدًّا ولكن نسمات الهواء في البحر تجعل منها باردة[٩].
اقتصاد جزر المالديف
تُصنّف جزر المالديف بأنّها دولة فقيرة ذات قطاع اقتصادي نامٍ، إذ يعتمد اقتصاد الدولة اعتمادًا رئيسيًّا على السياحة والصيد، بالإضافة إلى مجموعة من الحرف اليدوية التي يُعدّ أشهرها بناء القوارب، وزراعة الفواكه الاستوائية وجوز الهند، إذ تحصل الدولة على إيراداتها المالية من تصدير الأسماك إلى سريلانكا[١٠]، والتي تستطيع بعد ذلك أن تجد طريقها نحو موانئ العالم كافة، أمّا فيما يخص مجال السياحة فتجدُ أنّ حركة السياح تنشط خلال فصل الشتاء، عندما يكون الطقس جافًّا مع حد أدنى من فرص هطول الأمطار، لنجد أن أغلب المنتجعات والفنادق حجزت خلال تلك الفترة من السنة، فجغرافيتها الاستثنائية وطبيعتها الخلابة جعلتها واحدة من أهم مراكز جذب السياح حول العالم، لما توفّره من أجواء هادئة ومريحة للاستجمام ولقضاء شهر العسل، ناهيك عن توفيرها لكافة الخدمات التي تساعد العائلات على قضاء عطلة ممتعة، لما تمنحه لروادها من شتى المغامرات والألعاب المائية المتنوعة[١١]، وتجدر الإشارة إلى أنه ولعدة قرون كان اقتصاد جمهورية المالديف قائمًا كلّيًّا على صيد الأسماك والسياحة[١٠]، وبما أنّ جزر المالديف تمتلك نسبة صغيرة جدًّا من الأراضي الصالحة للزراعة والتي تصل نسبتها إلى 13% فقط، فإن الأسماك والأطعمة المستوردة تشكل الجزء الأكبر من الوجبات الغذائية لمعظم الأشخاص سواء كانوا سيّاحًا أو سكانًا محليين[٨].
السياحة في جزر المالديف
تُعد جزر المالديف من أشهر الجزر العالمية سياحيًا، إذ إنّ تجربة السياحة فيها مميزة وفريدة وممتعة لما تحمله الجزر من أجواء دافئة وشواطئ بيضاء رملية وتنوع حيوي مذهل تحت الماء، إلى جانب الأنشطة الترفيهية مثل الغوص والغطس وركوب الأمواج التي تجذب الكثير من السياح، وبالرجوع إلى تاريخ السياحة في المالديف فقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة للتنمية بعد زيارتها لجزر المالديف عام 1960 أنّ الجزر غير مناسبة للسياحة إلى أن أثبتت جزر المالديف خلاف ذلك، فمنذ افتتاح أول منتجع سياحي عام 1972 إلى الوقت الحاضر تزدهر السياحة فيها؛ فقد زار ما مجموعه 1.3 مليون سائح لهذه الجزر لغاية عام 2017 كما يُمثّل الإيراد من قطاع السياحة ما نسبته 28 % من إجمالي الناتج المحلي، وأكثر من 90 % من عائدات الضرائب الحكومية تأتي من رسوم الاستيراد والضرائب المتعلقة بالسياحة، ونستعرض فيما يأتي أشهر الجزر في المالديف وهي[١٢][١٣]:
- جزيرة ماليه: وهي عاصمة المالديف، وتُعدّ من أصغر العواصم الوطنيّة في العالم بمساحة 6 كيلو مترات مربعة تقريبًا، وتعداد سكاني يصل إلى 150,000 نسمة تمكّن قاصديها بالتجوّل خلالها واستكشافها في غضون بضع ساعات، وقضاء أجمل الأوقات بالاسترخاء ومشاهدة معالمها السياحية مع الاستمتاع بشرب مشروبات باردة وتناول وجبات لذيذة يقدمها أهل جزيرة ماليه، وقد صُممت الجزيرة وأنشئت تماشيًا مع نمط شبكي يُسهّل على المواطنين والزوّار التحرّك بحرية دون التيه أثناء التنقل بين المباني السكنية، ومن الجدير بالذكر أنّ طبيعة المجتمع المالديفي هي طبيعة محافظة وملتزمة دينيًا، لذلك يُنصح عند زيارتها مراعاة بعض الأمور المتعلقة باللباس والمشروبات الروحية[١٤].
- جزيرة آدوو المرجانية: وهي جزيرة ذات مناظر خلابة، تقع أقصى جنوب جزر المالديف، وتبعد حوالي 335 ميلًا جنوب العاصمة مالي، كما أنّها الوحيدة من الجزر التي تقع في الجزء الجنوبي للكرة الأرضية، وقد تشكّلت تضاريس هذه الجزيرة على مر السنين متخذة شكل القلب، واستخدمت كقاعدة بحرية ملكية من قبل البريطانيين في عام 1941، وما تزال جميع الثكنات والمباني القديمة موجودةً، إلا أنّها تتحول ببطء من قبل المستثمرين إلى مساكن وفنادق، وهي مليئة بالمرجان الذي يأتي السياح للاستمتاع به، ومحلات تجارية ومن الجدير بالذكر أنّ جزيرة آدوو هي موطن لمجموعة من الأسماك والثدييات والطيور الفريدة من نوعها ويوجد في هذه الجزيرة قرية تدعى مارادو وتضم هذه القرية فقط 3000 مواطن معظمهم مسلمين، ويُوجد مسجد كبير في وسط هذه القرية وبعض الطرق الرملية لممارسة رياضة المشي[١٥].
نصائح لكِ قبل السفر إلى جزر المالديف
فيما يلي بعض النصائح الهامة التي يجب عليكِ مراعاتها عند السفر إلى جزر المالديف[٨]:
- اختاري المنتجع بعناية شديدة، وفي حال وجود أي شكوك تجاه المنتجع، فاطلبي الحصول على بعض المعلومات الخاصة بسجلهم، وفي حال الرفض فمن الأفضل أن تبحثي عن منتجع آخر، وذلك بناءً على عدة أمور تساعد المجتمع البيئي في جزر المالديف، وهي:
- عدم استخدام الزجاجات البلاستيكية لتقديم المشروبات في المنتجع.
- استخدام الخشب السليم بيئيًّا لمبانيهم.
- تقديم الطعام من مصادر مستدامة فقط في مطاعمهم.
- إدارة برامج التثقيف البيئي للمجتمع المحلي.
- إدارة تحفيز نمو الشعاب المرجانية.
- تجنّبي رمي أي زجاجات أو قطع بلاستيكية في أي مكان.
- احترمي القواعد المتعلّقة بعدم لمس المرجان عند الغوص أو الغطس.
- التقطي أيّ فضلات قد تكون موجودة على الشاطئ.
- لا تُسرفي باستخدام المياه وتكييف الهواء.
- تجنّبي المياه المعدنية المستوردة، واشربي المياه المحلاة بدلًا منها.
- تجنبي استبدال المناشف الخاصة يوميًّا.
- تجنبي شراء الهدايا التذكارية المصنوعة من السلاحف أو المرجان.
- يُمكنكِ شراء الطعام عند الشعور بالجوع، ففي كل جزيرة يوجد متجر أو اثنين لبيع الوجبات الخفيفة الشهية، والتي يمكن إيجادها بكلّ سهولة.
- يُمكنكِ شراء السمك الطازج من الميناء مع عودة قوارب الصيد.
المراجع
- ↑ "Your guide to where is Maldives Located", guesthouses-in-maldives, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Timeline – Story of Independence", maldivesindependent,26-7-2015، Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ethnicity, Language, & Religion of Maldives", safaritheglobe, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Major Islands Of The Maldives", worldatlas, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Maldives country profile", bbc,24-9-208، Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "Culture and Tradition in the Maldives", villanovo, Retrieved 11-9-2019. Edited.
- ↑ "Languages of Maldives: A Complete Guide", holidify, Retrieved 11-9-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "MALDIVES IN DETAIL", lonelyplanet, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Climate - Maldives", climatestotravel, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Maldives - Economy", globalsecurity, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ Impreet Singh Kohli, "Maldives In December 2019: A Guide To Explore This Tropical Paradise, The Way You Want To!"، traveltriangle, Retrieved 19-10-2019. Edited.
- ↑ "The Birth of Tourism in the Maldives", themaldivesexpert, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "Maldives", newworldencyclopedia, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "the Maldives: A three-minute guide", traveller, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "A GUIDE TO ADDU ATOLL", meanderingwild., Retrieved 14-11-2019. Edited.