موقع مدينة تطوان
تقع مدينة تطوان ذات الطابع الريفي الساحلي باللمسة الأندلسية العتيقة في غرب المغرب، وهي مطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، في منطقة فلاحية بالقرب من طنجة، بين جبال درسة وسلسلة جبال الريف قاتمة اللون، مما يبرز جمال اللون الأبيض الذي يتميز به عمران المدينة، ويحدها من الغرب مضيق جبل طارق، ويحدها من الجانب الجنوبي الشرقي مدينة طنجة، وتبلغ مساحتها 11570 كم2 تقريبًا، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من نصف مليون نسمة، وتبعد مسافة قرابة 279 كيلومترًا والتي تحتاج زمن ثلاث ساعات ونصف[١].
تاريخ مدينة تطوان
تطوان أو تطاون كلمة أمازيغية تعني عيون المياه، وتلقب مدينة تطوان بين أهلها بالحمامة البيضاء، ويجسّد هذا اللقب التمثال الموجود عند باب المدينة، وهي مدينة منغلقة على نفسها منفتحة على العالم أجمع في الوقت ذاته، وتتمتع بموروث ثقافي حضاري غني، وقد عرفت كيف تحافظ على التراث الإسلامي الأندلسي، ولكن عندما غادرتها العائلات التقليدية التي كانت تحمل القيم الثقافية الأندلسية تأثر المضمون الثقافي الأصيل، ولكن ما زال التطواني الأصيل يشتهر باعتداده بنفسه وتميزه عن باقي سكان المغرب، فهم موفوروا الكرامة وعرفوا كيف يعيشوا عزيزي الجانب، وأطلقوا على المغاربة الآخرين من خارج تطوان اسم سكان الداخل.
تعد تطوان ضاربة في القدم، فقد بنيت على أنقاض مدينة تمودة التي دمرت من قبل الجيوش الرومانية، وفيها حفريات وآثار من مدينة تمودة تعود في تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وبدأ تاريخ تطوان الحديث عند سقوط غرناطة عام 1492م في أواخر القرن الخامس عشر[٢].
معلومات عن مدينة تطوان
أهم الحضارات التي تعاقبت على مدينة تطوان[٣]:
- تأثر عمران المدينة تأثرًا كبيرًا عند اندلاع المواجهات العسكرية بين البرتغال وإسبانيا، فقد بنيت القلاع والأسوار حول المدينة للحفاظ عليها، وذلك لأن أساطيل تطوان كانت تشكل خطرًا دائمًا على مصالح العدو الخارجي.
- تأثرت تجارة المدينة تأثرًا كبيرًا وازدهرت؛ وذلك لأنها كانت في الماضي من أهم الموانئ المغربية، فقد كانت حلقة وصل للتجارة بين المغرب وأوروبا (إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا)، وكانت رحلات البواخر بين تطوان وكل من جبل طارق ومدينة الجزائر ومرسيليا والعديد من المدن.
- تغنى الشعراء بمدينة تطوان فقد لقبت (أخت فأس) نظرًا للعلاقات التجارية والدينية والفكرية بين المدينتين، وأطلق عليها كذلك لقب (أخت غرناطة) أيضًا نظرًا للتشابه بين المدينتين، وتارةً لقبت (بالقدس الصغيرة) تعبيرًا عن علاقتها بالمشرق العربي على إثر زيارة حجاجها لمكة المكرمة والقاهرة ونابلس.
- اتضح أثر الثقافة التركية في اللباس التقليدي، وفي فن الطهي، وصناعة الحلويات مثل البقلاوة والقطايف.
- شهد القرن التاسع عشر انحطاطًا اقتصاديًّا بسبب التدخل الاقتصادي المباشر، والمعاناة من المجاعة وانتشار مرض الطاعون، وحصار مولاي زايد ثم حرب تطوان عام 1860م، فقد استعمرت تطوان من قبل الإسبان لمدة عامين، وسمي بالعصر الأسود.
- سجلت مدينة تطوان كموقع تراث عالمي، إذ تتوفر فيها بنية تحتية سياحية مهمة تشتمل عدة قرى سياحية وفنادق ومحلات تجارية، إضافة لقطاع الصيد البحري، وتلعب جميعها دورًا أساسيًّا في تحريك اقتصاد المدينة.
المراجع
- ↑ "اين تقع تطوان والمسافة بينها وبين اهم مدن المغرب"، رحلاتك، 30-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "تطوان"، المعرفة، 30-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.
- ↑ " مدينة تطوان المغربية.. إحدى عجائب حضارة الأندلس"، العين الاخبارية، 30-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2019. بتصرّف.