محتويات
جزر الكناري
تُطلق تسميّة جزر الكناري على أرخبيلٍ من الجزر الإسبانية الشهيرة عالميًّا والمؤلفة من 7 جزر رئيسية كبيرة فقط وبعض الجزر الصغيرة الأخرى، كما أنها ذات سيادة ذاتية بحتة، وتمتاز جزر الكناري بطبيعتها الخلابة ومناخها شبه الاستوائي وموقعها المميَّز، وينشطر هذا الأرخبيل إلى مقاطعتين رئيسيتين هما لاس بالماس وسانتا كروث دي تينيريفه، وقد اشتق اسم جزر الكناري من المصطلح اللاتيني كناريا المشار به للكلاب، وتتضارب الرّوايات حول الكلب المقصود؛ كلب البحر، أو الكلاب البرية، ولكن التسمية ليست نسبةً لوفرة طائر الكناري كما هو شائع، علمًا بأنها تحمل بعض المسميات الأخرى أيضًا.
كما تعد جزر الكناري من الوجهات السياحية العالمية المميزة، وذلك لما تحتوية من مناظر طبيعية خلابة، مثل الخلجان الرملية، والمناطق الصحراوية المليئة بالكثبان الرملية، والمنتجعات والفنادق السياحية، والجبال البركانية، بالإضافة لكونها تشتهر بالغابات المطيرة وغابات الصنوبر، والشلالات في منطقة لا بالما، والمساحات الخضراء الواسعة، والكثير من المعالم الطبيعية، والحضارية المعمارية التي تستحق الزيارة، ولعلنا في هذا المقال نسلط الضوء على بعض الجوانب السياحية التي تتميز بها هذه الجزر الخلابة، فضلًا عن بعض المعلومات الخاصة بها[١][٢][٣].
السياحة في جزر الكناري
يقترن ذكر جزر الكناري اقترانًا وثيقًا بالسياحة عمومًا، إذ أصبحت وجهةً سياحيةً يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم لقضاء أمتع الأوقات خلال العطلات وشهر العسل وغيرها، وتاليًا أهم معالم السياحة في جزر الكناري:
- جزيرة إل هييرو: بالرغم من كونها أصغر جزر الكناري مساحةً إلّا أنها من أكثر الجزر جمالًا وروعةً على الإطلاق، كما أنّها غنية بالشواطئ الخلابة والطبيعة المميزة وتمتلك العديد من المطاعم السياحية التي تتميز بإطلالاتها الخلابة على الخلجان البحرية والمناظر الطبيعية المتنوعة، ولكن بعد ثوران بركاني في الجزيرة تراجعت الوفود السياحية إلى حدٍ كبير[٤].
- جزيرة فويرتيفنتورا: تأتي هذه الجزيرة والمحمية الطبيعيّة في المرتبة الثّانية بين جزر الكناري من حيث المساحة، كما أنها من أقدم الجزر في الأرخبيل، فضلًا عن كونها أقرب الجزر إلى أفريقيا، إذ لا يفصلها عن سواحل المغرب سوى 52 ميلًا فقط، أما عن مكانتها السياحية فهي من أكثر جزر الكناري جذبًا للسياح إذ يتوافد إليها قرابة 1.8 مليون سائح سنويًّا، وذلك لما تتميز به من شواطئ رائعة، ومناخ معتدل ولطيف، والكثير من الأماكن المميزة للإقامة والاستجمام[٥].
- جزيرة لا غوميرا: تتميز بكونها من الجزر الهامة في المحيط الأطلسي، وهي من أجمل جزر الكناري وأكثرها شهرةً سياحية، وذلك لما تحتضنه من معالم بارزة، مثل متنزّه ومحمية غاراجوناي التي تحظى بمكانة مرموقة في نفوس زوّارها، والتي تشغل حيزًا يمتد إلى ما يقارب 9.325 فدانًا، بالإضافة للموقع التابع للتراث العالمي لليونسكو، والغابات والينابيع العذبة، والممرات المحاطة بأنواع النباتات والأشجار المختلفة، والعديد من المشاهد الطبيعية[٦].
- جزيرة لانزاروت: تعد جزيرة لانزاروت من أجمل الوجهات السياحية، إذ إنها تتمتع بطبيعة خلابة تتمثل بالقمم البركانية التي يبلغ تعدادها 300 مخروط بركاني، والتي تشكل مناظر طبيعية فريدة من نوعها، كما أنها تحتوي على الرمال والصخور السوداء ذات المناظر الطبيعية المميزة، فضلًا عن احتوائها على الحمامات الطبيعية والمساحات الشاسعة التي تناسب محبي رياضة المشي، بالإضافة للكثير من المعالم الحضارية والمطاعم الفاخرة، والأماكن المخصصة للإقامة من منتجعات سياحية وفنادق فخمة، والعديد من الشواطئ الترفيهية التي يمارس السياح على رمالها الكثير من النشاطات الترفيهية الممتعة[٧].
- متحف أتلانتيكو لانزاروت: من أجمل ما يمكن مشاهدته في جزر الكناري هو متحف أتلانتيكو لانزاروت أو متحف النحت تحت الماء، وهو المتحف الوحيد من نوعه في أوروبا، ومن مواقع الغوص الفريدة، كما يعد المتحف من النشاطات السياحية التي تلاقي رواجًا كبيرًا في الوسط السياحي، وذلك لما يتميز به من منحوتات مميزة تحت الماء فضلًا عن متعة الغوص التي تستهوي سياح المغامرة في هذا المكان، ولذلك نال هذا المتحف مكانة سياحية كبيرة على المستوى العالمي[٨].
- جزيرة تينيريفي : تعد هذه الجزيرة هي الأكبر بين جزر الكناري بأكملها، وتمتاز بوفرة المنتجعات السياحية والمواقع الترفيهية التي تتيح الفرصة للسياح لممارسة الأنشطة المختلفة فيها، ومنها الغوص تحت الماء ومختلف أنواع الرياضات المائية، كما يمكن اعتبارها الوجهة الأولى لعشاق الطبيعة، وذلك لما تتميز به من شواطئ سوداء وذهبية، وتنوع نباتي مميز، بالإضافة للمدن الحضارية الخلابة، والكثير من المعالم الأخرى التي يمكن زيارتها في هذه الجزيرة[٩].
جغرافية جزر الكناري
تشغل جزر الكناري حيزًا جغرافيًّا يمتد إلى 7.447 كيلومترًا مربعًا قبالة السواحل الشمالية الغربية للقارة الإفريقية، وبالرغم من ذلك إلا أنها تتبع في سيادتها للقارة الأوروبية، وتمتاز المنطقة بأنها ذات طبيعة بركانية بحتة، إذ تتواجد حتى الآن بعض البراكين النشطة في أراضيها، وقد حصدت بذلك لقب ثالث أطول بركان في العالم، بالإضافة لذلك فهي ذات جغرافيا متنوعة ما بين الشواطئ والمنحدرات والجبال المرتفعة، كما يدعم مناخها الاستوائي وتربتها البركانية نمو العديد من النباتات مثل الحبوب والبطاطا وأشجار الغار والآس وغيرها الكثير من النباتات الاستوائية المختلفة[٣][١٠].
اقتصاد جزر الكناري
يرتكز اقتصاد جزر الكناري ارتكازًا رئيسيًّا على القطاع الزراعي والسياحي والصيد معًا، إلّا أن للقطاع السياحي تأثيرًا عظيمًا في نمو اقتصاد المنطقة، إذ تستقطب جزر الكناري أكثر من 10 مليون سائح سنويًّا يتوافدون لزيارةِ الجزر والاستمتاع بكل تفاصيلها، وبالإضافةِ إلى ما تقدم، فإن المنطقة تعد مُصدرًّا هامًّا لبعض المحاصيل الزراعية للدول الأوروبية وإسبانيا، كالفاكهة ومنها الموز والتين والعنب وقصب السكر والحبوب، والخضروات كالطماطم والبطاطا والبصل، كما تلعب صناعة الأقمشة والمواد الغذائية دورًا رئيسيًّا في تنمية وتحريك اقتصاد المنطقة[١٠].
نبذة تاريخية عن جزر الكناري
كانت لجزر الكناري مكانة مرموقة في الحضارة الرومانية، إذ كان يطلق عليها آنذاك فورتش، وأما عن بدايتها فقد كان يسكنها شعب Guanches وهم السكان الأصليون للجزر، كما أنها خضعت للعديد من الحضارات العظمى في التاريخ، فقد كانت خاضعة للفينيقيين والقرطاجيين واليونانيين، أما مكتشفها فهو الملك جوبا وذلك في القرن الميلادي الأول، وفي بداية القرن الميلادي الخامس عشر بدأت الرحلات الاستكشافية الفرنسية ليبدأ الغزو القشتالي للجزر من قبل الملك هنري الثالث، ثم أعلن البابا نيكولاس الخامس أن سيادة الجزر تتبع للإمبراطورية البرتغالية لتكون بداية التمرد والأزمة في الجزر.
بعد ذلك مرت الجزر بالعديد من الأحداث السياسية الهامة، والتي كان آخرها التنافس بين مدينتي سانتا كروز ولاس بالماس فقد أرادت كل واحدة أن تكون هي مركز العاصمة، حتى قُسّمت الجزر لمقاطعتين ذات سيادة كاملة، وذلك في عام 1927 للميلاد، وفي عام 1936 تمرّد فرانسسكو فرانكو قائد النكاريز تمردًا عسكريًّا تحول لحرب أهلية في إسبانيا، وبعد وفاته عام 1975 تكونت حركة مؤيدة للاستقلال، لتتحول بعد ذلك إسبانيا إلى ملكية دستورية، والتي حصلت على إثرها جزر الكناري على السيادة الكاملة[١١].
المراجع
- ↑ "Welcome to Canary Islands", lonelyplanet, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "17 Interesting Facts About the Canary Islands", everything-everywhere, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Canary Islands", britannica, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "El Hierro: lost in the Canaries", theguardian, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Fuerteventura, Canary Islands", spain-holiday, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Welcome to La Gomera", lonelyplanet, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Welcome to Lanzarote", lonelyplanet, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "MUSEO ATLÁNTICO LANZAROTE", underwatermuseumlanzarote, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "The Top 9 Things to Do in Tenerife, Spain", tripsavvy, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Canary Islands", newworldencyclopedia, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Canary Islands Description", worldatlas, Retrieved 21-10-2019. Edited.