سبب تسمية المسجد الاقصى بهذا الاسم

سبب تسمية المسجد الاقصى بهذا الاسم

المسجد الأقصى

المسجد الأقصى المبارك هو اسم يُطلق على كل ما يدور حوله السور الواقع في فلسطين، وتحديدًا جنوب شرق البلدة القديمة في مدينة القُدس على هضبة موريا، وتبلغ مساحته 144 دونمًا، وهو على هيئة مُضلع غير منتظم، إذ يصل طول ضلعه الغربي إلى 490 مترًا، وطول ضلعه الشرقي 462 مترًا، وضلعه الشمالي 310 أمتار، وضلعه الجنوبي 281 مترًا[١].


ويحظى المسجد الأقصى بمكانة كبيرة عند المسلمين، كيف لا وهو أولى القبلتين، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان على امتداد قرون متعاقبة مركزًا لتدريس العلوم، وتاريخ الحضارة الإسلامية، ومكانًا تُقام فيه الاحتفالات الدينية الكبرى، والمراسم السلطانية[٢].


ويحتوي المسجد الأقصى المبارك على 25 بئرًا للماء العذب، توجد ثمانية منها في صحن الصخرة المشرفة، وسبعة عشر في فناء الأقصى، وتوجد بركة خاصة بالوضوء، وأسبلة للمياه أبرزها سبيل قايتباي المميز بقبته الحجرية، وسبيل قاسم باشا، وسبيل البديري[٢].


سبب تسمية المسجد الأقصى

أُطلق على المسجد الأقصى قديمًا اسم بيت المقدس، وقد ذُكر هذا الاسم في الأحاديث النبوية الشريفة، وبعد مُعجزة الإسراء والمعراج، وسُمي باسم المسجد الأقصى، أي الأبعد، والمقصود هنا بعده عن مكة والمدينة، فهو أبعد المساجد الثلاثة عن أهل مكة المكرمة، وورد هذا الاسم في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة الإسراء، وهو ثاني مسجد وُضع في الأرض بعد المسجد الحرام، والفرق بين بناء المسجدين أربعون سنة، وقد اختُلف فيمن بناه أول مرة، فالبعض يقول بأن الملائكة بنته، والبعض الآخر يقول بأنه نبي الله آدم عليه السلام، ويوجد من يقول بأنه ابن آدم شيث، فلا يوجد تأكيد على من بناه لأول مرة[١].


قباب المسجد الأقصى المبارك

نذكر فيما يأتي قباب المسجد الأقصى المبارك[٣]:

  • قبة الصخرة: شُيدت قبة الصخرة المشرفة في منتصف الحرم القدسي، وتحديدًا في شماله مُقابل الجامع القِبلي فوق الصخرة التي عرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم منها إلى السماوات السبع، وشُيّدت قبة الصخرة بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عندما زار مدينة القدس لتجنيب المُصلين حر الشمس وبرد الشتاء، وتوجد مغارة صخرية أسفل القبة تمامًا، ويبلغ طولها ثمانية أمتار، وعرضها أربعة عشر مترًا، وتقع المغارة أسفل الصخرة، ويدخلها المصلون من الناحية الجنوبية بنزول إحدى عشرة درجة، وشكلها مُربع، ويبلغ طول كل ضلع في المغارة أربعة أمتار ونصف، وتُصنّف قبّة الصخرة بأنها أجمل قبة في العالم الإسلامي.
  • قبة الأرواح: توجد قبة الأرواح شمال قبة الصخرة، وشُيدت في القرن العاشر الهجري، وهي تتألف من بناء يرتكزعلى ثمانية أعمدة رخامية تقوم عليها ثمانية عقود مدببة، وسُميت بهذا الاسم بسبب قربها من مغارة الأرواح.
  • قبة الخضر: توجد قبة الخضر بجوار الرواق الموصل إلى صحن قبة الصخرة، وهي صغيرة الحجم، وقائمة على ستة أعمدة رخامية، وفيها زاوية يُطلق عليها اسم زاوية الخضر.
  • قبة موسى: تتألف قبة موسى من غرفة مربعة عليها قبة، وهي تمتلك عددًا من المحاريب، ومدخلًا شماليًّا، وشُيّدت القبة على يد الصالح أيوب كما أوضحت نقوشها.
  • قبة المعراج: توجد قبة المعراج شمال غرب قبة الصخرة المشرفة، وشُيدت لتكون تذكارًا لعروج نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بأمر من الأمير عز الدين أبو عمرو عثمان الزنجلي متولي القدس الشريف، وهي بناء مثمن الشكل قائم على ثلاثين عمودًا، جدرانه مكسوة بألواح من الرخام الأبيض، أما القبة فهي مكسوة بصفائح من الرصاص.
  • قبة السلسلة: توجد قبة السلسلة في ساحة الحرم القدسي الشريف، والهدف من بنائها جعلها بيتًا للمال.
  • قبة يوسف: توجد قبة يوسف بين المدرسة النحوية، ومنبر برهان الدين جنوب الصخرة المشرفة، والقبة هي مُصلى صغير شيدها علي آغا عام 1861 للميلاد، ويقول البعض بأنها شُيّدت في زمن صلاح الدين الأيوبي، وبأن علي آغا جددها في الزمن العثماني.
  • قبة سليمان: توجد قبة سليمان بجوار باب الملك فيصل، وهي بناء مُثمن الشكل في داخله صخرة ثابتة، ويُقال بأن الأمويين من شيدوها غير أن نمطها المعماري لا يدل على ذلك، وإنما يدل على بدايات القرن السابع للهجرة.
  • قبة النبي: توجد قبة النبي شمال غرب قبة الصخرة، ويُطلق عليها أيضًا اسم محراب النبي، وشُيدت على يد صاحب لواء غزة والقدس محمد شاكر بك سنة 945 للهجرة، وهي ترتكز على ثمانية أعمدة من الرخام، وتعلوها ثمانية عقود مدببة.
  • قبة الشيخ الخليلي: توجد قبة الشيخ الخليلي شمال غرب صحن قبة الصخرة المشرفة، وشُيدت في العهد العثماني، وهي تُمثل غرفة مُستطيلة الشكل يُدخل إليها من الجدار الشرقي، وفيها كهف له محراب، واستعمل القبة الشيخ الخليلي لقراءة الأدعية الصوفية، وللاعتكاف، لذا سُميت باسمه.
  • القبة النحوية: توجد القبة النحوية جنوب غرب قبة الصخرة، وشُيدت في زمن السلطان الملك المعظم عيسى عام 604 للهجرة بهدف تعليم علوم اللغة العربية.
  • قبة أو إيوان العشاق: توجد قبة العشاق جنوب شرق باب العتم، وشُيّدت في زمن السلطان العثماني محمود الثاني عام 1233 للهجرة، وكانت مكانًا لالتقاء الصوفيين الذين عشقوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك سُميت بقبة عشاق النبي.
  • قبة يوسف آغا: توجد قبة يوسف آغا جنوب غرب ساحة الحرم، وتحديدًا بين المتحف الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك، وشُيدت في الزمن العثماني على يد يوسف آغا والي القدس عام 1092 للهجرة.


حريق المسجد الأقصى

تعرّض المسجد الأقصى المبارك في الحادي والعشرين من شهر أغسطس من عام 1969 للميلاد إلى حريق دبرّه الاحتلال الصّهيوني للقضاء على كافّة آثار الحضارة الإسلامية في مدينة القدس، إذ اندفع الصّهاينة إلى المسجد الأقصى من أبوابه، وبوصولهم إلى المُصلى القبلي الذي يُعد المُصلى الرئيسيّ في المسجد أشعلوا النّار، وقطع الاحتلال المياه، وحاول منع وصول الأهالي إليه كي لا يُخمدوا النار، لكن المسلمين والمسيحيين اندفعوا لإطفاء النار رغم أنف المُحتل بواسطة المياه المجلوبة من الآبار، وأسفرت الحادثة عن حرق أكثر من ثلث مساحة المسجد القبلي، وإحراق منبر صلاح الدين الأيوبي، وإلحاق الضرر بالقبة الخشبية الداخلية، وحرق السّجاد الذي يُغطّي المُصلّى الرئيسيّ، وغيرها من الأضرار، وكالمعتاد بررّ الاحتلال فعلته بقوله أنّ سبب الحريق هو حدوث تماس كهربائيّ، وبعد إثبات المهندسين بأنّ الحريق من فعل شخص قيل بأنّ من افتعله هو شخص يهودي أستراليّ، وقالوا بأنّهم سيحاكموه، لكنّهم وبعد مِضي فترة قصيرة ادّعوا بأنّه مُصاب بمرض نفسيّ فأطلقوه[٢].


المراجع

  1. ^ أ ب "المسجد الأقصى"، قصة الإسلام، 18-2-2014، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "ماذا تعرف عن المسجد الأقصى؟"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-5. بتصرّف.
  3. "المعالم الإسلامية في القدس"، منظمة التحرير الفلسطينية، 2013-2-25، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-5. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :