مدينة الرباط المغرب

مدينة الرباط المغرب

مدينة الرباط

تُعدّ مدينة الرباط واحدة من مدن دولة المغرب، والعاصمة الإداريّة لها، والتي تقع على ساحل المحيط الأطلسي وتحديدًا بالقرب من مصب نهر أبي الرقراق الذي يفصل بينها وبين مدينة سلا، وتُقدّر مساحتها الإجماليّة بما يقارب 118 كيلومترًا مربعًا، وتحتلّ الترتيب الثالث من حيث أكبر المدن مساحةً في المغرب، وقد صنّفت هذه المدينة من قبل منظمة اليونسكو كونها تراثًا عالميًّا إنسانيًّا، وفي سطور موضوعنا الآتي سنعرّفكم على هذه المدينة بالتفصيل.[١]


تاريخ مدينة الرباط

يعود تاريخ تأسيس هذه المدينة إلى عدد من الحقبات التاريخيّة، ولكنّ إنشاءها الأول يعود إلى فترة حكم دولة المرابطين والذين شيّدوا فيها حصنًا لضمان أمن المدينة، وليكون مكان تجمع المجاهدين فيه لصد الهجمات البورغواطيّة عنها، وهذا سبب تسميّتها بمدينة الرباط، وفي عهد الموحدي ازدهرت المدينة تاريخيًّا وحضاريًّا إذ شهد الرباط أو الحصن في عهد عبد المؤمن الموحدي التحويل إلى قصبة لتأمين الحماية لجيوشه، والتي كانت بمنزلة نقطة انطلاق لهذه الجيوش خلال حملاتها الجهاديّة المتجهة إلى الأندلس، وفي عهد حفيد القائد الموحدي يعقوب المنصور أصبحت المدينة عاصمة دولته وأخذ يحصنها بالأسوار القويّة ويشيّد فيها مجموعة من المباني والتي يعد أبرزها مسجد حسان وصومعته.[٢]


وشهدت مدينة الرباط عند حلول القرن الرابع عشر للميلاد تراجعًا في قوتها وازدهارها، نتيجة تعرضها لعدد من غارات المرنيين المتتالية بهدف السيطرة عليها، كما أنشؤوا فيها مقبرة ملكيّة في موقع الشالة الأثري، وفي عام 1609 للميلاد أقام المسلمون القادمون من الأندلس في المدينة وشيّدوا فيها المزيد من الأسوار لحمايتها، وقد عرفت تلك الأسوار بالسور الأندلسي، والتي ما زالت قائمة حتى وقتنا الحاضر، وفي عهد السعديين وُحدّت العدوّتان وهما مدينة الرباط ومدينة سلا، تحت حكمٍ واحد وهو حكم دويلة أبي الرقراق، ويشار إلى أنّ مجاهدي القصبة اشتهروا بنشاطاتهم البحريّة، وعرفهم الأوروبيون باسم قراصنة سلا الذين استمروا في الجهاد ضد البواخر الأوروبيّة حتى عام 1829 للميلاد.[٢]


مناخ مدينة الرباط

يسود في مدينة الرباط المناخ التابع للبحر الأبيض المتوسط، والذي يتميّز بشتائه المعتدل والرطب، و بصيفه الحار والجاف، وتنخفض درجات الحرارة إلى الصفر في بعض الأحيان خلال فصل الشتاء، ولكن المناخ عادةً ما يكون معتدلًا ذا درجات حرارة تصل إلى 17 درجة مئويّة خلال الشتاء، وخاصةً في شهري كانون الأول وكانون الثاني، ويصل معدل درجة الحرارة خلال فصل الصيف إلى 25 درجة مئويّة، ويشار إلى أنّ مدينة الرباط ذات مناخ معتدل غالبًا ه بسبب وقوعها بمحاذاة طول المحيط الأطلسي، وتتساقط عليها الأمطار بمعدل 560 مليمترًا سنويًّا.[٣]


مهرجانات مدينة الرباط

تحتضن هذه المدينة مجموعة من الفعاليات والمهرجانات المميّزة والتي يمكن إجمالها في كل مما يأتي:[٣]

  • معرض الزربية: وهو معرض سنوي ضخم يقام في المدينة، ويحضره العديد من الزوار المحليين والأجانب، بالإضافة إلى الحرفيين المهرة القادمين من مختلف المناطق، ومن معروضات هذا المعرض الأعمال اليدويّة المتقنة والمنقوشة بمختلف الزخارف رائعة الجمال وكافة أنواع المنسوجات.
  • مهرجان التصوير الفوتوغرافي: يشارك في هذا المهرجان المقام سنويًّا العديد من محترفي التصوير الفوتوغرافي، والذين يقدمون أجمل ما صوروه طيلة أوقات السنة، والتي تتميّز بروعتها وجاذبيتها التي تجعل الكثير من الأشخاص يشترونها ويحتفظون بها لأنفسهم.


السياحة في مدينة الرباط

من أبرز المعالم السياحيّة التي تحتضنها هذه المدينة، وتجعل منها وجهة سياحيّة جاذبة للسيّاح ما يأتي:[٤]

  • مركز تسوق ميجا مول: وهو أحد أهم مراكز التسوق في المدينة، والواقع بجوار طريق زعير، ويضم هذا المركز عددًا كبيرًا من المحلات التجاريّة التي تعرض مجموعات منوعة ومختلفة من البضائع، كالملابس والمنتجات الغذائيّة والإكسسوارات، ويضاف إلى ذلك احتواؤها على صالات خاصة بالتزلج على الجليد وعدد من دور السينما والمقاهي والمطاعم.
  • المتحف الأثري: وهو واحد من أبرز المتاحف الموجودة في المغرب ككلّ، والذي افتتح في مدينة الرباط عام 1932 للميلاد، ويتميّز هذا المتحف باحتوائه على عدد كبير ومنوع من التحف الأثريّة والآثار العائدة بتاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام وما قبل التاريخ، وعدد من الكائنات المكتشفة من قبل علماء الآثار والتماثيل البرونزيّة وآثار تعود للحقبة التي تسبق العصور الرومانيّة.
  • ضريح محمد الخامس: يتواجد هذا الضريح في جوار صومعة حسان، ويحتوي على قبور للعاهل المغربي، وأبنائه الملك الحسن الثاني والأمير عبدالله، وأهم ما يميّز هذا الضريح أنه مسقوف بالقرميد الأخضر، وجدرانه بيضاء اللون، ويشار إلى أنّ تاريخ تشييد هذا الضريح يعود لعام 1971 للميلاد.
  • موقع الشالة الأثري: هذا الموقع هو مدينة صغيرة تتواجد على مشارف نهر أبي الرقراق، وتعود بتاريخ تشييدها إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهي من أهم المعالم السياحيّة في المدينة، والتي تتميّز باحتوائها على فناء كبير وحمامات قديمة ومعبد رئيسي، ويشار إلى أنّ عددًا كبيرًا من الطيور يتواجد في المكان على الدوام ومن بينها طائر اللقلق.
  • حديقة حيوانات الرباط: أنشئت هذه الحديقة بإشراف من الملك محمد السادس، وفق طراز الهندسة المعماريّة الحديثة على مساحة كبيرة من الأرض لتكون بذلك ثاني أكبر الحدائق مساحة في الجزء الجنوبي من القارة الإفريقيّة، وتحتضن هذه الحديقة قرابة ألف حيوان، والتي تنتمي لعدد من الأنواع المختلفة ذات الأصول الإفريقيّة، ويتبع للحديقة عدد من المحال التجاريّة، والمطاعم، والممرات، وبحيرة اصطناعيّة، ومزرعة بيداغوجية.
  • صومعة حسان: وهي من أبرز المباني التاريخيّة المتواجدة في منتصف مدينة الرباط، والتي يتجاوز عمرها حوالي تسعة قرون، وتتميّز الصومعة بشكلها المربع وارتفاعها الذي يقدر بـ 44 مترًا بالإضافة إلى تصميمها المميّز، إذ ينتشر على جدرانها الداخليّة والخارجيّة عدد من النقوش الإسلاميّة والزخارف كما أنّها مرصعة بالفسيفساء النفيسة، وللصومعة أربعة أبواب رئيسيّة موزعة على جهاته الأربعة، ويعد باب الرياح من أجملها، ويشار إلى أنّ الصومعة تشرف على ممر مصنوع من الرخام وتتوسطه نافورة مياه ذات تصميم غاية في الروعة والجمال.
  • قصبة الوداية: تقع القصبة على الجهة الجنوبيّة من نهر أبي الرقراق، وهي مبنى مكوّن من قلعة تاريخيّة، وحي سكني، وموقع سياحي، كما تتبع لها حديقة ذات طراز شبيه بالحدائق الأندلسيّة، بالإضافة إلى ممراتها الضيقة الملونة بالأزرق، وأهم ما يميّز هذه القصبة أنّها تشرف على النهر، والمحيط الأطلسي معًا، والزائر لهذا المكان يمكنه الذهاب إلى متحف قصبة الوداية المشيّد في القرن السابع عشر للميلاد، والذي يحتضن مجموعة من الأزياء المغربيّة والمجوهرات والأواني الخزفيّة والآلات الموسيقيّة.
  • السور الموحدي: شيّد هذا السور في مدينة الرباط من قبل الموحدين، وذلك بأمر السلطان يعقوب المنصور الموحدي، ويتميّز بطوله البالغ 2263 مترًا، وارتفاعه البالغ عشرة أمتار، ويضاف لذلك أنّه مدعم بأربعة وسبعين برجًا، كما يمتلك خمسة من الأبواب، وهي باب زعير، والرواح، ولعلو، والحد.


المراجع

  1. "الرباط"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مصطفى الأنصاري (14-4-2016)، " تاريخ مدينة الرباط "، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "معلومات عن مدينة الرباط المغرب"، murtahil، 30-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  4. "السياحة في الرباط"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :