سوريا
تقع سوريا في قارة آسيا، ويُقدر عدد سكانها بحوالي 18.27 مليون نسمة، وعاصمتها دمشق، وتضم أربع عشرة محافظة، وتحدها من الشمال تركيا، ومن الشرق العراق، ومن الجنوب الأردن، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، ولبنان وفلسطين، وتُقدر مساحتها بما يزيد عن مئة وخمسةٍ وثمانين كيلو مترًا، وتتميز بتنوع تضاريسها، ومن أشهر معالمها الجامع الكبير؛ وهو أحد أقدم وأكبر المساجد في العالم، ومن أشهر قلاعها قلعة صلاح الدين؛ وقد صُنفت ضمن قائمة مواقع التراث العالمية، وأما أكبر بحيراتها فهي بحيرة الأسد، وهي بحيرة اصطناعية أُنشأت سنة 1968م، وتقدر مساحتها بحوالي 610 كيلو مترًا مربعًا، ويطلق على العاصمة مدينة الياسمين، وهي أحد أقدم المدن في العالم، أما أهم قلاع سوريا؛ فهي قلعة حلب[١].
تدمر
تقع مدينة تدمر وسط سوريا، وترتفع حوالي 400 متر فوق سطح البحر، وتبعد حوالي 243 كيلو مترًا عن مدينة دمشق، وقد صُنفت ضمن قائمة التراث العالمي، وكانت عبارة عن محطة للاستراحة بين روما والصين على طريق الحرير، وأُطلق عليها اسم لؤلؤة الصحراء، وحديثًا أُطلق عليها لقب عروس البادية، وحسب إحصائية أجريت سنة 2004م فقد بلغ عدد سكانها حوالي 76942 نسمة، كما أنها مركز مدينة حمص، وتعتمد في اقتصادها على الزراعة، والفلاحة، وتربية الماشية، كما أن السياحة والصناعة التقليدية من الأمور التي تدعم اقتصادها.
يرجع اسم تدمر إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهو مشتق من دمر أي حمى، وتوجد روايات تقول أنه مشتق من كلمة في اللغة اللاتينية تعني النخيل، ويُقال أن الاسكندر الأكبر عندما دخلها أطلق عليها اسم الميرا؛ لوجود الغابات، والأشجار الجميلة، والنخيل فيها، وقد ذُكر اسم تدمر في النصوص القديمة؛ كالمخطوط الآشوري الذي اكتُشف في مدينة كول تبه الواقعة في منطقة الأناضول في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ويقال إن كلمة تدمر ذُكرت في نصوصٍ تعود إلى مملكة ماري في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وذُكرت أيضًا في نصوص إيمار في القرن الرابع عشر قبل الميلاد [٢][٣].
آثار مدينة تدمر
فيما يأتي ذكر لأهم آثار مدينة تدمر[٣]:
- معبد بل: هو أحد المعابد الدينية المهمة في القرن الأول الميلادي، والواقعة في الشرق الأوسط، إذ إن بل هو إله الآلهة الأكادي، وقد بُني هذا المعبد لعبادته.
- قوس النصر: هو أحد أشهر الأماكن الأثرية في مدينة تدمر، ومن أهم المباني المعمارية على مستوى العالم، ويضم هذا المبنى ثلاثة أقواس، وقد بُني هذا المنصب بعد الامبراطور الروماني سيبتوس سيفيروس الذي حكمها في الفترة الواقعة من 193-211م، كما أنه الطريق الذي يُتبع للوصول إلى معبد بل.
- معبد نابو: يبلغ طول معبد نابو حوالي عشرين مترًا، أما ارتفاعه فيبلغ حوالي ثلاثة أمتار، ومدخله يضم أعمدة مكونة من البروبيلين، ويحتوي المعبد على مذبح، وقد سُمي بنابو رمزًا إلى إله حضارة بلاد ما بين النهرين.
- الأغوار: تتكون الأغوار من ساحة يبلغ طولها حوالي إحدى وسبعين مترًا، وعرضها حوالي ثمانية وأربعين مترًا، وشكلها مستطيل، وبُنيت في القرن الثاني الميلادي، وتحتوي الساحة على عددٍ من الأروقة، وتحتوي أسوارها على نوافذ مستطيلة ومزخرفة.
- معبد بعل شمين: هو أحد المعابد القديمة المهمة لإله الكنعانيين الذي يسمى بعل شمين، ويعود تاريخ تشييد المعبد إلى القرن الأول، ورُمم المعبد عدة مرات.
- متحف الفلكلور: يحتوي متحف الفلكلور على مجموعة متنوعة من الآثار، وعلى الكثير من التماثيل، فقد كانت العائلات الغنية تُكرم موتاها بعمل تماثيل منحوتة لهم.
- وادي القبور: يحتوي وادي القبور على مجموعة من المقابر المخصصة للملوك، ومن أشهرها قبر لا مليكو.
- شارع لأعمدة: يبلغ طول شارع الأعمدة حوالي 1.2كم، ويمر من خلال قوس النصر، ويوجد في آخره معبد نابو.
- المسرح: يعود تاريخ تشييد المسرح إلى القرن الثاني الميلادي، ومن مميزاته وجود مرافق مخصصة لاستقبال الجمهور، وتوجد فيه غرف مخصصة للممثلين.
زنوبيا ملكة تدمر
حكمت الملكة زنوبيا تدمر في الفترة الواقعة بين عامي 267-272م، وقد كانت متزوجة بأوديناثوس حاكم تدمر الذي عُين من قبل الرومانيين، وقد دافع عن تدمر ضد الفرس، وتمكن من إرجاعهم إلى أراضيهم، وبعد موت زوجها أصبحت زنوبيا وصية على ابنها الصغير بالوصاية، وقد كانت امرأة جميلة، وطموحة، وقوية، وجريئة، واستطاعت أن تحكم مساحات شاسعة من العراق حتى مصر، وفي القرن الأول الميلادي أصبحت تدمر تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية؛ ومما زاد في أهميتها موقعها الاستيراتيجي بين الإمبراطوريات الكبرى في قارة آسيا، وفي منتصف القرن الثالث أصبحت تدمر تتمتع بنوع من الاستقلالية رغم أنها دولة داخل الإمبراطورية الرومانية، وقد سعت الملكة زنوبيا لتغيير ذلك مستغلة ضعف الإمبراطورية الرومانية التي سمحت لها بضم أراضٍ من تركيا ومصر وسوريا، وعندما استلم الإمبراطور كلاوديوس غوتيكوس الحكم اعترف بسيادة زنوبيا؛ فحققت الملكة هدفها، وجعلت من تدمر إمبراطورية كروما.
غزت الملكة زنوبيا في سنة 269- 270م مصر التي كانت تحت سيطرة الرومان، وقد اعترض المحافظ الروماني على ذلك، فقطعت الملكة رأسه، ثم احتلت العديد من الأراضي الفلسطينية، واللبنانية، ثم أصبح لزنوبيا عملات معدنية تحمل صورة وجهها، أو صورة وجه ابننها؛ مما استفز الرومان، إلا أنها قطعت إمدادات الحبوب إلى روما؛ مما تسبب في نقص الخبز فيها، وفي سنة 270م سيطر أوريليان على الحكم، وانتصر خلال أربع سنوات من حكمه على القوطيين، وسيطر على مقاطعات إسبانيا والغال، وأعلن الحرب على زنوبيا، فهزمت جيوشها جيوشه في أنطاكيا في تركيا، وفي إيمسا في سوريا، فحاصر مدينة تدمر؛ ورغم محاولتها الهرب وابنها من المدينة، إلا أنه أُلقي القبض عليهما قبل أن يعبرا نهر الفرات فاستسلما، وتختلف الروايات حول مصيرها بعد أن أُسرت، فالبعض يقول أن زنوبيا وابنها حضرا موكب نصر أوريليان في مدينة روما سنة 274م، وبعض الروايات تقول أنها جُوّعت حتى ماتت أثناء ذهابها إلى روما، وتوجد بعض الروايات التي تقول أنها انتحرت، وروايات أخرى تقول أن الحاكم الروماني أوريليان لم يرغب في قتلها لأنها امرأة، فأوصلها وهي أسيرة إلى روما، وروايات أخرى تقول أن رأسها قُطع عندما وصلت إلى مدينة روما[٤].
المراجع
- ↑ "أشياء تشتهر بها سوريا .. أهم المعلومات عن سوريا .."، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-7. بتصرّف.
- ↑ "تدمر.. مدينة زنوبيا التي سيطر عليها البغدادي"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-6. بتصرّف.
- ^ أ ب Rana Abdulhameed، "أين تقع آثار مملكة تدمر"، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-7. بتصرّف.
- ↑ "ذكية وجميلة ومحارِبة.. زنوبيا ملكة تدمُر والمرأة التي تحدَّت روما وانتصرت عليها"، arabicpost، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.