محتويات
مدينة اللاذقية في سوريا
تقع اللاذقية شرق البحر المتوسط شمال غرب سوريا، وتُعد المدينة منفذًا بحريًا رئيسيًا لسوريا، وتبعُد مدينة اللاذقية عن شمال غرب دمشق حوالي 385 كيلو مترًا، كما يوجد لها حدود إدارية مع مدينتي طرطوس وإدلب، وحدود دولية مع تركيا، ومدينة جبلة من ضمن المدن التي تتبعها إداريًا، كما أن مدينة اللاذقية مركزًا اقتصاديًا هامًا يجمع بين التجارة والصناعة والسياحة؛ بفضل موقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق الذي يرجع لسبعة آلاف عام، ووفقًا لتقارير سنة 2008 بلغ عدد سكان مدينة اللاذقية حوالي 1.2 مليون نسمة، ومنذ أن رسمت فرنسا حدود لبنان الحديث سنة 1920 ميلادي باتت اللاذقية أهم ميناء بحري في دولة سوريا، وعلى منوال غالبية المحافظات السورية، تعاقب على مدينة اللاذقية الرومان واليونانيون والبيزنطيون، وفي سنة 638 فتحها المسلمون تزامنًا مع فتحهم للعديد من المدن في بلاد الشام؛ مثل حمص ودمشق، كما توصف مدينة اللاذقية بأنها المدينة الأكثر انفتاحًا على العالم الخارجي، بالإضافة لتنوعها الديني؛ إذ يسكن فيها المسلمون والمسيحيون[١].
مناخ مدينة اللاذقية
يسود مدينة اللاذقية مناخ متوسط نموذجي يتصف بالعذوبة والاعتدال وعدم التطرف، كما أن الفروق الحرارية بين فصلي الشتاء والصيف قليلة لا تتعدى 15 درجةً مئويةً، والشتاء في مدينة اللاذقية ماطر، بسبب مرور وتشكل المنخفضات فوق البحر، كما يبلغ منسوب الأمطار سنويًا حوالي 800 ملم، ويرتفع منسوب الأمطار في الأماكن الجبلية إلى 1200 ملم، وفي فصلي الربيع والخريف يكون المناخ متقلبًا، وتسود الرياح الغربية، والجنوبية الغربية، والشمالية الغربية[٢].
أبرز المناطق الأثرية والسياحية في مدينة اللاذقية
توجد العديد من المناطق الأثرية في مدينة اللاذقية ونذكر منها ما يلي[٣]:
- موقع تل رأس الشمرة (مدينة أوغاريت الأثرية): سُمي بهذا الاسم لكثرة انتشار نبتة الشمرة التي تتميز برائحتها العطرة، وعُرفت المنطقة ذلك الاسم منذ حوالي 4000 عامًا، واسم أوغاريت اشتق من كلمة أوغارو ومعناها باللغة البابلية الحقل، وتبعُد مدينة أوغاريت ما يقارب 11 كيلو مترًا عن مركز اللاذقية، وقد بُنيت المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد، كما تبلغ مساحتها ما يقارب360 دونمًا، والمدينة محاطة ببيارات الحمضيات والبساتين وأشجار الزيتون، بالإضافة إلى وجود مرفأ قريب للمدينة؛ إذ كان حلقة وصل وجسر بينها وبين كافة حضارات ودول البحر الأبيض المتوسط القديمة، كما تُعد تلك المدينة الخالدة من أهم الممالك السورية بتاريخ الشرق القديم، ووجد في المدينة أول لحن مُدون يرجع للألف الثانية قبل الميلاد، بالإضافة للعديد من المكتشفات.
- قلعة صلاح الدين الأيوبي: تبعد القلعة عن سطح البحر بحوالي 450 مترًا، ويبلغ طولها ما يقارب 740 مترًا، وتبلغ مساحتها ما يقارب 50 دونمًا، وتُعد قلعة صلاح الدين من أبرز آثار مدينة اللاذقية، وقد عُرفت منذ القدم باسم "قلعة صهيون"، ومعناها باللغة السريانية "البرج بأعلى الجبل أو الصخرة العالية"، كما تمتلك تلك القلعة وبسبب موقعها المميز أهمية استراتيجية كبيرة، وتبعُد عن شرق مدينة اللاذقية ما يقارب 33 كيلو مترًا، كما أن القلعة بُنيت بعهد الغزوات الصليبية، ووُصفت أنها أكثر القلاع قوة ومناعة بالشرق، كما أن عظمة تلك القلعة تكمن بكونها قائمة على صخرة ملساء الحواف شاهقة، ولا يوجد لها غير ممر صخري واحد، وصلاح الدين هو الوحيد الذي استطاع أن يسيطر عليه؛ لذا سُميت القلعة على اسمه، كما مرت على تلك القلعة الكثير من العهود التاريخية المختلفة والمتنوعة، فاستولى يوحنا تزمسكس الإمبراطور البيزنطي على موقع القلعة من الحمدانيين، وبعد ذلك انتقلت السيطرة على القلعة للفرنجة بعد أن استولوا على مدينة اللاذقية سنة 1108 ميلادي، وفي سنة 1188 ميلادي استولى صلاح الدين على القلعة بعد أن طرد الفرنجة، وتكمن أهميتها التاريخية والحضارية بكونها أهم القلاع التي لا تزال شاهدة على تراثنا وتاريخنا العريق؛ مما جعل عددًا كبيرًا من المفكرين والمؤرخين والرحالة يُعبرون عن إعجابهم بجمال تلك القلعة وروعة موقعها الاستراتيجي وضخامة أبنيتها.
- المتحف الوطني باللاذقية (خان الدخان): وهو مبنى تاريخي قريب من شاطئ البحر، تبلغ مساحة المتحف ما يقارب 2.8 دونمًا، كما تعود فترة إنشائه للعهد العثماني بالقرن السابع عشر، وكان المتحف في أصله فندقًا؛ ولكن بسبب قرب الخان من المرفأ، ومع ازدهار التجارة استخدم لتخزين العديد من المواد ومنها الدخان، إلا أنه يستعمل في الوقت الحالي كمتحف وطني مؤلف من 6 قاعات لعرض الآثار المكتشفة في المدينة، ومنها الآثار الكلاسيكية الرومانية، واليونانية، والبيزنطية، وآثار الشرق القديم مثل آثار ابن هاني وآثار رأس الشمرة، بالإضافة للآثار الإسلامية.
- صلنفة: تبعُد عن شرق مدينة اللاذقية حوالي 50 كيلو مترًا، ويبلغ ارتفاعها حوالي 1200 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتُعد صلنفة من أجمل مصايف السياحة في سوريا؛ إذ تقع للشرق منها محميات وغابات الشوح الطبيعية رائعة الجمال.
- كسب: تبعُد عن شمال مدينة اللاذقية حوالي 65 كيلو مترًا، وترتفع عن مستوى سطح البحر بين 800-1200 مترًا، وتنتشر في كسب غابات السنديان الضخمة والصنوبر، مما حوّلها لمنتجع سياحي يقصده السياح للاستجمام والراحة في الصيف، إذ إن هواءها نقي منعش ومناخها معتدل.
- رأس البسيط والبدروسية: يبعُد عن شمال مدينة اللاذقية حوالي 52 كيلو مترًا، ويقع في مكان جميل يتلاقى فيه البحر مع الجبل، وهذا جعله مقصدًا للسياحة الخارجية والداخلية في ظلال غابات وأحراج السنديان والصنوبر الممتدة من الجبال العالية حتى رمال الشاطئ.
أصل تسمية مدينة اللاذقية
نُعتت مدينة اللاذقية بالكثير من الأسماء بتطور الحقب والمراحل التاريخية التي مرت على المدينة، فأطلق عليها اسم "أوغاريت" في أيام الفينيقيين؛ لأنها كانت الضاحية الجنوبية لأوغاريت المدينة الشهيرة، وسُميت أيضًا "شمرا"، و"ياريموتا" الذي ظهر بمراسلات تل العمارنة، وحُوّل الاسم بعد ذلك إلى "راميتا" ويعني المرتفعة، كما أطلق عليها المؤرخ والفيلسوف فيلون "راماثوس"؛ وهو اسم واحد من الآلهة الفينيقية، أما السكان المحليين فأطلقوا عليها اسم "مزبدا" ومعناها بالعربية زبد البحر، بينما أسماها الصليبيون "لاليش"، أما الامبراطور جوستيان أسماها "تيودوريارس"، وأكثر الأسماء انتشارًا هو الاسم المتداول لليوم، وهو اسم "لاوديكيا" الذي أطلقه الامبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بناءها في القرن الرابع قبل الميلاد، ثم حُرفت لتصبح اللاذقية، وأثناء العهد الروماني أطلق عليها يوليوس قيصر اسم "جوليا" في القرن الأول قبل الميلاد، أما اسم مدينة اللاذقية فقد اعتمد من قبل مجلس المدينة في سنة 1975 ميلادي[٤].
المراجع
- ↑ "مدينة اللاذقية"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "اللاذقية"، www.yuliantours.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "المواقع الأثرية والمعالم السياحية المهمة في مدينة اللاذقية بين الواقع والمأمول"، www.syriandays.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "اللاذقية"، syrianoor.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.