محتويات
مدينة القدس
تُعدّ مدينة القدس واحدةً من المدن العربية الموجودة في الركن الغربي من قارة آسيا وسط فلسطين، وتقع في الجزء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ونشأت منذ أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد على يد الكنعانيين، كما أنها من أكبر المدن في البلاد من حيث المساحة التي تبلغ 125.156 كيلو مترًا مربعًا، ويزيد تعداد سكّانها عن مليون نسمة، ولها العديد من الألقاب والمسميات المتداولة بين العرب، مثل: بيت المقدس، وأولى القبلتين، وأورشليم في العبرية، وتعود أهمية مدينة القدس بأنها ذات مكانة دينية عند المسلمين والمسيحيين واليهود، وفيها يوجد المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، والحائط الغربي[١][٢].
تاريخ مدينة القدس
مرّ تاريخ بيت المقدس بالكثير من المراحل الهامة، ومن أهمها أن مدينة القدس من الظواهر الفريدة بين بلدان العالم، إذ إن المسلمين واليهود والمسيحيين يقدّسونها؛ لأن لكل منهم أسبابًا دينيةً تقودهم إلى ذلك، وهذا ما جعلها منطقة النزاع باستمرار، فالجميع يحاول الدفاع عنها والسيطرة عليها لجعلها ضمن بلده، ويرجع التاريخ الأول للقدس إلى إيليا بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، ويُعدّ اسم إيليا من الأسماء التي لُقّبت بها، وقيل إن أول من بناها هو (مليك صادق) وهو من ملوك اليبوسيين عام 3000 قبل الميلاد، ولقّبت باسم يبوس، وأُطلِق على المليك صادق ملك السلام وذلك لأنه كان تقيًا ومحبًا للسلام.
تضم مدينة القدس المسجد الأقصى الذي له مكانة عند المسلمين، كما يحتوي على جبل صهيون أو ما يسمى بجبل داود الذي يقدّسه اليهود، بالإضافة إلى كنيسة القيامة التي يقدسّها المسيحيون، كما تُحاط القدس بسورٍ من كافة الجهات ويصل ارتفاعه 40 قدمًا، وله سبعة أبوابٍ للدخول إلى مدينة القدس؛ هي: باب النبي داود عليه السلام، وباب العامود، وباب المغاربة، وباب الخليل، وباب الأسباط، وباب الحديد، وباب الساهرة. تعرّضت مدينة القدس في العصر الحديث للكثير من الانتهاكات من قبل الإسرائليين وهيكلهم المزعوم، فتعرّضت قبّة الصخرة لأعمال الهدم والحفر والتخريب؛ وذلك من أجل العثور على شيء يدّعون وجوده لإثبات ملكيتهم للقدس والأراضي الفلسطينية، ولمحو تاريخ القدس وفلسطين الحضاري والثقافي، كما تعرّض المسجد الأقصى للحرق والتدنيس مراتٍ عديدةٍ، وأيضًا قسموا مدينة القدس لجزء شرقي وجزء غربي واتخذوا منها عاصمةً لهم، ورغم ذلك كانت وما زالت القدس صامدةً، حاملةً هويتها الفلسطينية بفضل أبنائها ومن يسعى للدفاع عنها[٣][٤].
مناخ مدينة القدس وبيئتها
مناخ مدينة القدس يختلف من فصل لآخر كما هو في كافة البلاد، وسنذكر في مقالنا هذا عن طبيعة المناخ في القدس وبيئتها[٥][٦]:
- المناخ: يُعد مناخ القدس شبه استوائي، إذ يكون شبه جاف وحارًا صيفًا، وباردًا ماطرًا شتاءً، والمتوسط السنوي لهطول الأمطار 500 ملم، أما بالنسبة لمتوسط درجة الحرارة فتبلغ 9 درجات مئوية في شهر كانون الثاني، و23 درجةً مئويةً في شهر تموز.
- البيئة: تقع القدس على الخط الفاصل بين الصحراء والتلال، وتميّزت بتنوّع النباتات؛ إذ وصل عدد النباتات إلى 1000 نوع مختلف، ويوجد ما يُقارب 70 نوعًا من الطيور طوال السنة، و150 نوعًا من الطيور المهاجرة، ويُعّد ساحل البحر الميت الذي يُعد أخفض بقعة على الأرض والقريب من مدينة القدس الواقع في الجزء السوري الإفريقي من المناطق الغنية بالمعادن.
أشهر المعالم في مدينة القدس
تُوجد الكثير من المعالم الدينية والتاريخية والأثرية في مدينة القدس، لكن في مقالنا هذا سنذكر المعالم الأكثر جمالًا وشهرةً[٧][٨]:
- المسجد الأقصى وقبّة الصخرة: المسجد الأقصى هو قبلة الإسلام الأولى ومسرى الرسول صلَى الله عليه وسلم بالإضافة إلى أنه ذُكِر في القرآن الكريم في سورة الإسراء، ويتميّز المسجد الأقصى بقبتّه الذهبية التي تجذب انتباه الشخص القادم من بعيد، وكان عبد الملك بن مروان أول من بدأ بتشييد قبّة الصخرة، إذ أراد أن يجعلها مزارًا للحجاج، بالإضافة لاحتواء المسلمين الهاربين من برودة الشتاء، وما يميّز قبّة الصخرة أنها تعدّ أقدم أثر إسلامي في تاريخ العمارة الإسلامية، وتقع في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، وفي قلب الحرم القدسي الشريف على امتداد محورها الرئيس، والجدير بالذكر أن قبّة الصخرة شُيِّدت كمشهد يُلائم الطواف حول الصخرة المشرّفة، والتي عرج من فوقها النبي صلَّى الله عليه وسلم إلى السماء، ويبلغ عرضها 42 قدمًا، وطولها ما يقارب 56 قدمًا، وقطرها 20.44 مترًا.
- المسجد الإبراهيمي: يقع المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في فلسطين، ويُعد من الأماكن الإسلامية المقدّسة، وثاني أهم الآثار الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك، فالمسجد الإبراهيمي فيه جثمان النبي إبراهيم عليه السلام والذي بناه حسب المعتقدات الدينية.
- كنيسة القيامة: تقع الكنيسة داخل سور مدينة القدس، وبنتها القديسة هيلانا والدة الإمبراطور قسطنطين الأول، وتُعد الكنيسة من أقدم الكنائس الثلاث في العالم، وتمتاز بجمال تصميمها الداخلي المنقوش بالفسيفساء الفريدة من نوعها ورسوماتها الجملية، كما أنها رمز الوجود المسيحي العربي والشرقي أو ما يسمّى بالأرثوذوكس، فكنيسة القيامة مشتركة بين ثلاث طوائف مسيحية؛ وهي: الروم الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، والرومان الكاثوليك.
- حائط البراق: هو جدار يحيط بالجهة الغربية من المسجد الأقصى، فهو جزء أساسي من الحرم القدسي الشريف، وقد أطلق عليه اليهود اسم الحائط المبكي؛ وذلك لاعتقادهم أنه يعود لبقايا هيكلهم الذي لم يُعثَر عليه حتى هذه اللحظة، ويرجع سبب تسمية حائط البراق بهذا الاسم نسبةً لحادثة الإسراء والمعراج، إذ ركب الرسول صلَى الله عليه وسلم البراق في حادثة الإسراء والمعراج، وعند وصوله إلى باب المسجد الأقصى ربط الدابة بالقرب من الحائط الغربي من الحرم القدسي.
المراجع
- ↑ "القدس عبر التاريخ .. العربي الدائم واليهودي الطارىء"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "9 حقائق مهمة عن القدس"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "تاريخ مدينة القدس الشريف"، omariatalquds.wordpress.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "تاريخ مدينة القدس"، www.paldf.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "جغرافيا القدس"، alqudsgateway.ps، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "المناخ"، www.palestinapedia.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "إلى فلسطين خذوني معكم... أهم معالم فلسطين السياحية"، www.batuta.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "اهم معالم القدس الدينية و الاثرية"، sites.google.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2019. بتصرّف.