كم عدد أبواب القدس؟
تمتلك مدينة القدس موقعًا جغرافيًّا أكسبها أهميّة دينيّة وعسكريّة وسياسيّة وتجاريّة على مرِّ العصور المختلفة، كما تتميّز بمركزيتها في فلسطين والعالم الخارجي، ويجمع موقع هذه المدينة بين صفات الانغلاق والانفتاح، وهذا ما يوفر للمدينة الحماية إضافة إلى الاتصال بالأقطار التي تجاورها، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المدينة شهدت تعاقبًا للحضارات على أرضها منذ أن أسَّسها اليبوسيون إلى هذا اليوم، ممّا أدى إلى جعلها تشهد العديد من الحروب التي تسبَّبت في الهدم وإعادة البناء مرات عديدة لا تقل عن 18 مرة خلال تاريخها، وفي أوائل العهد العثماني بُني السور الحالي لمدينة القدس القديمة بأمر من السلطان سليمان القانوني وذلك بين عامي 1536-1541م، ويمثل هذا السور أحد معالم القدس البارزة والذي امتاز باكتماله، إضافة إلى أنَّ نسيجه المعماري يتكوّن من مجموعة من الزخارف الهندسيّة والكتابيّة والنباتيّة، والتي تُمثّل مدرسة العمارة المملوكيّة والعثمانيّة، وتضم الجهات الأربعة لهذا السور 16 بابًا؛ منها 11 بابًا مفتوحًا في الجهة الشماليّة والغربيّة، ومنها ما هو مغلق وعددها 5 أبواب في كلٍّ من الجهة الجنوبيّة والشرقيّة، وتشترك هذه الأبواب جميعها في الصفات والتكوين، فهي أبواب خشبيّة تتكوّن من دفّة أو دفتين، وفي كل باب منها يُوجد باب صغير فردي كمدخل، وهو الذي يُستخدم في الدخول والخروج من وإلى ساحة المسجد الأقصى المبارك، إضافةً إلى وجود باب رئيسي[١][٢][٣].
أبواب القدس المفتوحة
يُمكن ذكر أسماء الأبواب المفتوحة للقدس وعددها 11 بابًا على النحو الآتي[٤][٥]:
باب الأسباط
يقع باب الأسباط في الجهة الشرقيّة من سور البلدة القديمة، ويُمكن الوصول إليه من خلال الطريق الصاعد من وادي قدرون والتي تفصل بين مقبرة باب الرحمة والمقبرة اليوسفيّة، وقد أُطلق على باب الأسباط العديد من المسمّيات التي بقي بعض منها مستخدمًا حتى اليوم، ومن هذه الأسماء: باب ستنا مريم، وباب القديس أسطفان، وباب الأسود نسبة إلى وجود أربعة سباع على شمال وجنوب الباب، وباب الغور، وباب أريحا، ومن الجدير بالذكر أنَّه هُدمت الواجهة الداخليّة للباب من قِبل الانتداب البريطاني حتى يسهل مرور المركبات العسكريّة إلى المدينة القديمة آنذاك.
باب حطة
يقع هذا الباب في الجهة الشماليّة الشرقيّة من المسجد الأقصى المبارك، وهو الباب الثاني بعد باب الأسباط، ويتوسط بين المدرسة الكريميّة والتربة الأوحديّة، ويعتقد البعض أنَّ باب حطة كان بابًا مزدوجًا إلّا أنَّ القسم الغربي منه أُغلق عندما بُنيت التربة الأوحدية التي تجاور الباب من الجهة الغربيّة، وأُعيد ترميم الباب في عهد الملك شرف الدين عيسى في العهد الأيوبي، ثم أُعيد ترميمه مجددًا خلال العهد العثماني.
باب الملك فيصل
يتوسَّط هذا الباب الجهة الشماليّة للمسجد الأقصى المبارك، وقد أُطلق عليه العديد من الأسماء، ومنها باب شرف الأنبياء الذي يُنسب إلى الحارة المعروفة بشرف الأنبياء والواقعة في البلدة القديمة، وأيضًا عُرف باسم باب المعظمية نسبة إلى المدرسة التي تحمل هذا الاسم والواقعة في طريق المجاهدين في البلدة القديمة، وأُعيد ترميم باب الملك فيصل في عهد الملك أبي بكر بن أيوب، وفوق بناء الباب تُوجد مجموعة من الغرف التي تتبع للمدرسة الأمينيّة.
باب الغوانمة
يُوجد باب الغوانمة في زاوية الشمال الغربي من المسجد الأقصى المبارك، وقد أُطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الحارة المعروفة باسم الغوانمة أو بني غانم، وأُنشئ هذا الباب في فترة الحكم الأموي وسُميّ في ذلك الوقت باسم باب الوليد والمنسوب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان.
باب الناظر
يُوجد هذا الباب في الجهة الغربيّة للمسجد الأقصى، وله العديد من الأسماء، ومنها: باب المجلس نسبة إلى وجود المجلس الإسلامي الأعلى عند مدخل الباب مباشرة، ومثل بقية أبواب المسجد الأقصى فقد بُني باب الناظر على عدّة مراحل، وتُوجد قبة مميزة عند مدخله، كما أنّه أُعيد ترميم هذا الباب في العصر الأموي.
باب الحديد
يُوجد باب الحديد في الجهة الغربيّة من المسجد الأقصى المبارك، ويتوسّط بين باب الناظر وباب القطانين، وقبل وجود هذا الباب كان هناك مدخل صغير يقود إلى ساحة المسجد الأقصى المبارك، ثم جاء هذا الباب ليحل مكانه، يصل طول هذا الباب إلى 5 أمتار وعرضه 3 أمتار ويتّخذ شكل حذوة فرس ضخمة.
باب القطانين
يُوجد باب القطانين في الجهة الغربيّة للمسجد الأقصى المبارك، ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر المملوكي، ومن الجدير بالذكر أنَّ باب القطانين يعدُّ من أجمل الأبواب، وتزيّنه من الأعلى مجموعة من الزخارف التي تُشبه في شكلها خلايا النحل والتي يُطلق عليها اسم المقرنصات.
باب المطهرة
يُوجد هذا الباب في الجهة الغربيّة أيضًا للمسجد الأقصى المبارك وهو الباب الأقرب إلى مسجد قبة الصخرة المشرفة، ويختلف هذا الباب عن بقيّة الأبواب بأنَّه لا يؤدي إلى البلدة القديمة بل إلى مكان الوضوء الكبير الذي يُسمّى بالمطهرة وهذا هو سبب تسمية الباب باسم المطهرة.
باب السلسلة وباب السكينة
يُوجد هذان البابان المزدوجان في الجهة الغربيّة لساحة المسجد ويضمان مدخلين؛ فالجزء الشمالي منه معروف بباب السكينة ويُفتح في يوم الجمعة من كل أسبوع، إضافة إلى المناسبات الدينيّة وعند الحاجة إلى فتحه، أمّا في الجهة الجنوبيّة فيوجد باب السلسلة الذي أُنشئ في القرن السادس الهجري.
باب المغاربة
بُني هذا الباب في العهد المملوكي بالتزامن مع بداية حدوث التطوّر العمراني في الحارة القريبة منه والمعروفة قديمًا بحارة المغاربة أو حارة الشرف، وأبرز ما يُميّز هذا الباب هو بناؤه البسيط وحجمه الصغير وغياب الزخارف والتزيين الموجود في باقي أبواب المسجد الأقصى المبارك.
أبواب القدس المغلقة
إنَّ أبواب القدس المغلقة عددها 5 أبواب، ويمكن ذكرها على النحو الآتي[٦]:
باب الرحمة
هو الباب الموجود في الجزء الشرقي من السور، ويصل ارتفاعه إلى 11.5 مترًا، وهذا الباب مكوّن من بوابة جنوبيّة معروفة باسم بوابة الرحمة، وأخرى شماليّة يُطلق عليها اسم بوابة التوبة، وباب الرحمة هو أقدم الأبواب التي بُنيت في العصر الأموي وجرى عليه الكثير من الترميمات.
باب الجنائز
يُوجد باب الجنائز في الجهة الشرقيّة من السور ويقع بالقرب من باب الأسباط، ومن الجدير بالذكر أنَّه باب صغير الحجم وغير ظاهر، فهو مغلق ولم يُستخدم منذ فترة طويلة.
الباب المزدوج
يُوجد هذا الباب في الجهة الجنوبيّة من سور المسجد الأقصى المبارك إلى الغرب من الباب الثلاثي، وكان هذا الباب يُستخدم في العهد الأموي للدخول إلى المسجد الأقصى والخروج منه.
الباب الثلاثي
يتوسّط هذا الباب السور الجنوبي للمسجد، وهو مكوّن من مداخل ثلاثة مُلتصقة ببعضها، ومُطلّة على القصور الأمويّة التي ما زالت آثارها موجودة إلى هذا اليوم جنوب المسجد الأقصى المبارك.
الباب المفرد
بُني هذا الباب في الجدار الجنوبي للمسجد من قِبل الصليبيين أثناء الحروب والغزوات على القدس، واستخدموه في نقل خيولهم وأدواتهم إلى ساحة المسجد وهو من الأبواب المغلقة منذ العهد الأيوبي.
المراجع
- ↑ جمعية مركز برج اللقلق المجتمعية، أبواب القدس، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ مهدي عبد الهادي، باب الرحمة، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ "القدس (مدينة)"، الموسوعة الفلسطينية، 18/9/2014، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
- ↑ جمعية مركز برج اللقلق المجتمعية، أبواب القدس، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ مهدي عبد الهادي، باب الرحمة، صفحة 4-6 . بتصرّف.
- ↑ مهدي عبد الهادي، باب الرحمة، صفحة 7 9. بتصرّف.