المسجد الأقصى
يقع المسجد الأقصى المبارك في فلسطين، وتحديدًا في البلدة القديمة بمدينة القدس الشريف، ولا يُقصد به المسجد فقط، وإنما كل ما وُجد حول السور القابع في أبعد نقطة في الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة، وسُمي المسجد الأقصى بهذا الاسم للمسافة الكبيرة التي تُبعده عن المسجد الحرام، فقد كان أبعد المساجد عن سكان مكة المكرمة في الأرض، ويُسمى أيضًا باسم البيت المقدس للإشارة إلى طهارته، وببيت المقدس، وهو مكان مقدس، إذ يحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين من كافة أرجاء العالم، وهو أول القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وتصل مساحته إلى 144 دونمًا[١].
عدد قباب المسجد الأقصى
يبلغ عدد قباب المسجد الأقصى ثلاث عشرة متمثلة بالآتي[٢][٣]:
- قبة السلسلة: شُيدت قبة السلسلة بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان كان ذلك قبل بناء قبة الصخرة لتكون نموذجًا لبناء قبة الصخرة، وتقع قبة السلسلة داخل المسجد الأقصى على بعد مسافة تُقارب الثلاثة أمتار من قبة الصخرة، وسميت قبة السلسلة بذلك بسبب وجود سلسلة حديدية كانت تتدلى في منتصفها، ولم يوجد أي دليل على صحة هذا القول، وقد كان الخليفة سليمان بن عبد الملك يجلس بها ويبحث في أمور الأهالي، وما يحتاجونه، وبعد مدة أصبحت مركزًا لتلقي العلوم، إضافة إلى مكان تُقام به الصلاة، وعندما هاجم الصليبيون مدينة القدس واحتلوها حولوا القبة إلى كنيسة أسموها بكنيسة القديس جيمس، ولهذه القبة أحد عشر ضلعًا وفي جنوبها محراب جهة القبلة، ويسند هذه الأضلاع أحد عشر عامودًا وتحمل هذه القبة رقيةً مغلفةً سداسيةً تسندها ستة أعمدة.
- قبة المعراج: شُيدت قبة المعراج في العهد الأيوبي بأمر من الأمير الإسفسهلار عز الدين، وتقع في الشمال الغربي من قبة الصخرة تحديدًا فوق صحن الصخرة، وقد بنيت لتخليد ذكرى صعود النبي محمّد عليه الصلاة والسلام إلى السماء، وما يميّز هذه القبة هو وجود قبة صغيرة تعلوها، وهي عبارة عن مبنىً له ثمانية أضلاع محمول على ثلاثين عمودًا، وجدران هذا المبنى مغلقة بألواح من الرخام الأبيض ومحرابه يقع في الجنوب وبابه جهة الشمال، والقبة التي تعلو هذا المبنى مغطاة بصفائح من الرصاص.
- قبة الخضر: يشير طراز بناء هذه القباء إلى أنّها تعود إلى العهد العثماني، وترتفع هذه القبة على ستة أعمدة رخامية تعلوها ستة عقود حجرية مدببة ويوجد في داخلها بلاطة حمراء على شكل محراب ناحية القبلة، وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى إنشائها على مكانٍ كان الخضر يصلّي فيه.
- قبة الشيخ الخليلي: سُميت قبة الشيخ الخليلي بهذا الاسم نسبةً إلى اسم الشيخ الصوفي الذي كان يتعبّد فيها، وقد شُيدت في العهد العثماني في صحن الصخرة إلى جهة الشمال الغربي من قبة الصخرة المشرفة التي تقع داخل المسجد الأقصى.
- قبة يوسف آغا: قبة يوسف آغا هي غرفة تعلوها قبة، وتقع مقابل جامع المغاربة إلى الغرب من الجامع القبلي، وتعود تسميتها إلى الوالي العثماني الذي أنشأها يوسف آغا.
- قبة يوسف: شُيدت قبة يوسف بهدف حفظ النقش الأيوبي الذي وضعه صلاح الدين يوسف بن أيوب في جدار مدينة القدس في هذه القبة، فيعود اسمها يوسف إلى اسم صلاح الدين الأول على عكس ما يظنّه الكثير أنّه يعود إلى النبي يوسف عليه السلام، وقد بناها يوسف آغا بين منبر برهان الدين وقبة النحوية جنوبي صحن الصخرة التي تقع داخل المسجد الأقصى.
- القبة النحوية: شُيدت القبة النحوية بهدف تدريس العلوم اللغوية كالصرف والنحو، وبسبب ذلك سُميت بالقبة النحوية، وقد شُيت من قبل الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي، والأمير حسام الدين أبي معد قمباز، وتسمّى في وقتنا الحالي بمكتب القائم بأعمال قاضي القضاة.
- قبة سليمان: تطابق هذه القبة قبة المعراج وتنسب إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، واستخدمت هذه القبة في البداية للعبادة والخلوة.
- قبة موسى: سُميت قبة موسى بهذا الاسم تيمّنًا بالنبي موسى عليه السلام، ووبعضهم يورد سببة التسمية باسم أحد الشيوخ الذين كانوا يأمونها، ويُطلق عليها أيضًا اسم قبة الشجرة، والقبة الواسعة.
- قبة الأرواح: يُقال بأن سبب تسمية قبة الأرواح بهذا الاسم هو قربها من الكهف المسمى بكهف الأرواح، والذي يجري النزول إليه بدرجات من داخل قبة الخليلي.
- قبة عشاق النبي: تُسمى قبة عشاق النبي أيضًا باسم إيوان السلطان محمود الثاني الذي يعود تاريخ إنشاء هذه القبة إلى عهده، ويجتمع تحت هذه القبة شيوخ الصوفية للذكر، ولذلك سُميت باسم عشاق النبي.
- قبة مهد عيسى: يظن البعض بأنّ هذه القبة قد نام في موقعها النبي عيسى عليه السلام وهو صغير، وعلى الأرجح أنّ هذا المهد قد كان مقصورة للخليفة اتخذها الفاطميون مكانًا للعبادة، وقد جرى إنشاؤها في العهد العثماني.
- قبة النبي عليه الصلاة والسلام: شُيدت قبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الزمن العثماني على مرحلتين، المرحلة الأولى في زمن السلطان سليمان القانوني، والتي أُقيم بها المحراب الحالي، والمرحلة الثانية في زمن السلطان عبد المجيد الثاني، وبها شُيدت القبة في أعلى المحراب، وشُيدت بالمكان الذي يُظن بأن نبي الله صلى به كإمام للأنبياء، والملائكة في ليلة الإسراء والمعراج.
مآذن المسجد الأقصى
فيما يأتي مآذن المسجد الأقصى المبارك[٤]:
- مئذنة باب المغاربة: تُسمى مئذنة باب المغاربة أيضًا باسم المئذنة الفخرية، وهي توجد في الزاوية الجنوبية الغربية من الحرم، وشُيدت هذه المئذنة في زمن السلطان ناصر الدين بركة خان بإشراف من القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي.
- مئذنة باب الغوانمة: شُيدت مئذنة باب الغوانمة في زمن السلطان حسام الدين لاجين، وأشرف على تشييدها القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب، ويُطلق عليها اسم آخر هو منارة قلاوون.
- مئذنة باب السلسلة: شُيدت مئذنة باب السلسلة في زمن السلطان محمد بن قلاوون بإشراف من الأمير سيف الدين تنكز الناصري.
- مئذنة باب الأسباط: شُيدت مئذنة باب الأسباط في زمن السلطان الأشرف شعبان بإشراف الأمير سيف الدين قطلوبغا، ودلّ على ذلك النقش المُدون عليها، وتوجد مئذنة باب الأسباط شمال الحرم، وتتميز بشكلها عن رفيقاتها من المآذن، إذ تتخذ شكلًا ثُماني الأضلاع، وليس مُربعًا، وبُنيت ثانيةً بصورتها الأسطوانية الآنية في العهد العثماني.
حائط البراق
حائط البراق هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف، وهو يُحيط به من الغرب، وحائط البراق مُشيد من حجارة قديمة كبيرة جدًا، وسُمي بالبراق بسبب ربط النبي محمد صلى الله عليه وسلم الناقة عنده في ليلة الإسراء والمعراج، أما اليهود فيُطلقون عليه اسم حائط المبكى، وذلك ظنًا منهم بأنه هيكلهم المزعوم، فهو مُقدس عندهم أيضًا، إذ يقصدونه للبكاء عنده، خاصةً في صباح التاسع من شهر آب من كل عام، وحدثت قديمًا خلافات كبيرة بين المسلمين، واليهود بسببه، وزادت تلك المشاحنات في عهد الانتداب البريطاني الأمر الذي أثار ثورة في أرجاء فلسطين أُطلق عليها اسم ثورة البراق، ونجم عنها صدور قرار بأنه لا يحق لليهود سوى الاقتراب منه فقط[٤].
المراجع
- ↑ "المسجد الأقصى المبارك"، الرأي، 2015-4-26، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
- ↑ "قباب المسجد الأقصى الـ13"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
- ↑ "قبة النبي ” صلى الله وعليه وسلم “"، alaqsa-archive، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
- ^ أ ب "المعالم الإسلامية"، وكالة وفا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
