هل يجوز تأخير صلاة الظهر؟

هل يجوز تأخير صلاة الظهر؟

هل يجوز تأخير صلاة الظهر؟

لا إثم في تأخير صلاة الظهر إلى قبل وقت صلاة العصر بوقتٍ قليل، إذّ إنّ وقت الظهر يبدأ من حين زوال الشمس عن كبد السماء، ويمتد هذا الوقت إلى حين أنْ يُصبح ظل كل شيء مِثله، وطالما أنّ صلاة الظهر صُليّت في أثناء هذا الوقت، فقد أُديّت في وقتها، إلّا أنّه من الأفضل للمسلمين أداء الصلاة في أول وقتها لما لهُ من أجرٍ وفضلٍ عظيم[١].


ما صحة قول استحباب تأخير صلاة الظهر؟

ممّا لا شك فيه بأنّ أداء الصلاة على وقتها أفضل وأعظمُ أجرًا، إلاّ أنّه ورد استحباب تأخير صلاة الظهر في حالة الحرّ الشديد، وقد ورد في ذلك حديث أبي ذر في الصحيح: (كنَّا مع النَّبيِّ _صلى الله عليه وسلم_ فأرادَ المؤذِّنُ أنْ يؤذِّنَ الظُّهرَ فقال: " أَبْرِدْ " ثُمَّ أرادَ أنْ يؤذِّنَ فقال: "أبرد" مرتينِ أو ثلاثًا، حتى رأينا فَيءَ التُّلُولِ، ثُمَّ قال: إنَّ شِدَّةَ الحرِّ من فيْحِ جهنَّمَ، فإذا اشتدَّ الحرُّ فأبرِدوا بالصَّلاةِ)[٢]، إذّ أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم أبراد الصلاة، وفي حال الأبراد لا حرج في تأخير الآذان لحين انقضاء وقت الحرّ[٣].


متى ينتهي وقت صلاة الظهر؟

صلاة الظهر ليس لها وقت ضروري، إذّ إنّ كلَّ وقتها اختياريّ، ويبدأ وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس، ويبقى وقتها اختياري إلى أن يصير ظلّ كل شيء مثله بعد فيء الزوال، ويُفضّل التعجّل في أدائها حال ما يسمع المسلم الآذان بعد أدائه لصلاة الرواتب، ولا بأس في تأنّي الإمام لحين اجتماع الناس للصلاة جماعة، وهو الأفضل في الإسلام[٤].


فضل صلاة الظهر

تُعدُّ صلاة الظهر إحدى الصلوات الخمس المفروضة، ويُطلق عليها اسم الصلاة الأولى، إذّ إنّها أول صلاة صلّاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من رحلة الإسراء والمعراج، إذّ إنّه صلّى الفجر بالأنبياء عليهم السلام في بيت المقدس، وحين عاد صلّى بالمسلمين بمكة صلاة الظهر، وقد ذُكر في هذا الاسم حديث أبي برزة الأسلميّ لما سُئِلّ عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (كانَ يصلِّي الهَجيرَ الَّتي تدعونَها الأولى ، حينَ تَدحَضُ الشَّمسُ)[٥]،

ويحين وقت صلاة الظهر بعد تسجير جهنم، فمصلّي صلاة الظهر كل يوم يستجير بالله تعالى من عذاب جهنم، وفي ذلك حديث عمرو بن عبسة السُلميُّ رضي الله عنه عن وقت صلاة الظهر، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (صَلِّ فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فإنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الفَيْءُ فَصَلِّ، فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حتَّى تُصَلِّيَ العَصْرَ)[٦]،

أمّا عن السنن الرواتب لصلاة الظهر؛ فهي 4 ركعات قبلية، وركعتان بعدية، ويجدُر بالمسلم المحافظة على صلاة الظهر وعدم تأخيرها إلى ما بعد وقتها، ويجدر بالذِكر أنّ وقتها يجيء بعد مرور وقت من العمل، فحين يُصلّيها المُسلم تُزيل عنه التوتّر، وتمنحه الراحة، وينشرح صدره، ويكتسب النشاط والإقبال على العمل بهمةٍ جديدة[٧].

  1. "حكم تأخير الظهر لآخر وقتها وتعجيل العصر"، إسلام ويب، 1/3/2017، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:401، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  3. "حكم تأخير الظهر إلى قرب العصر طيلة العام وهل يأتم بمن يفعل ذلك"، إسلام ويب، 26/4/2012، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. بتصرّف.
  4. "الوقت الضروري لصلاة الظهر والعصر والمغرب"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:524، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم:3775، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  7. إبراهيم بن محمد الحقيل (27/6/2018)، "صلاة الظهر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :