ثوب سيدنا ادم

ثوب سيدنا ادم

سيدنا آدم عليه السلام

اشتُقّت كلمة آدم من أديم الأرض الذي يعني وجهها، وهذا سبب تسميته عليه الصلاة والسلام، أما عن خلقه فقد أخبر بذلك رب العالمين في قوله {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]، ثمّ إن الله تعالى خلقه على مراحل عدة، فبدأ خلقه من تراب، ثم جعله طينًا، ثم صلصالًا، ثم من حَمَأٍ مسنونٍ، ثم سوّاه فنفخ فيه من روحه تبارك وتعالى، ليكون بشرًا كما أراده، وفي ذلك يقول تبارك في علاه {وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي خالِقٌ بَشَرًا مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ * فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ * فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُم أَجمَعونَ * إِلّا إِبليسَ أَبى أَن يَكونَ مَعَ السّاجِدينَ} [الحجر: 28 - 31]، ثم كرّمه فأسجد له ملائكته، ثم أسكنه جنّته، ثم خلق له أمّنا حواء عليها السلام لتكون له أنسًا وسكنًا، قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، أما عن صفات سيّدنا آدم عليه الصلاة والسلام فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث بهذا الشأن، وفي هذا المقال سنذكر بعض الأمور المتعلقة بما في ذلك ما يُعرف بثوب سيدنا آدم[١].


ثوب سيدنا آدم

ورد في السنة النبوية الشريفة بعض الأحاديث عن الصفات الخلقية لسيدنا آدم عليه السلام، الأمر الذي جعل شابًا يفكر في صناعة ثوب خليجي يُطابق مواصفات سيدنا آدم عليه السلام، اعتمد فيه على أربعة خياطين لصناعة هذا الثوب، كما استغرق هذا العمل ثمانية عشر يومًا، إضافةً لاستخدام 40 لفةً من القماش الأبيض، أما عن طول الثوب فقد بلغ 29 مترًا، وعرضه ما بين الكتفين 9 أمتار، أما من الأسفل فبلغ عرضه 12 مترً، أما عن الأكمام فقد بلغ طولها 10 أمتار، بينما قُطر الرقبة بلغ 6 أمتار ومحيطها متران[٢].


طول سيدنا آدم وعمره

يُعد طول سيدنا آدم وصِفاته الخلقية من الأمور الغيبية التي يجب التصديق بها إذا ما وردت عنها بعض الآيات الكريمة، أو الأحاديث النبوية الصحيحة، وفيما يتعلّق بطول سيدنا آدم فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يدخُلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ جُردًا مُردًا بِيضًا مُكَحَّلينَ، أبناءَ ثلاثٍ وثلاثينَ، وهم على خَلقِ آدَمَ طولُه ستونَ ذراعًا في عرضِ سبعةِ أذرُعٍ) [كشف الخفاء| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن]، كما يروي أبو هريرة أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وطُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ مِنَ المَلائِكَةِ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حتَّى الآنَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


أما عن عمر سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لمَّا خلقَ اللَّهُ آدمَ ونفخَ فيهِ الرُّوحَ عَطسَ فقالَ: الحمدُ للَّهِ، فحمِدَ اللَّهَ بإذنِهِ، فقالَ لَهُ ربُّهُ يرحَمُكَ اللَّهُ يا آدمُ، اذهب إلى أولئِكَ الملائِكَةِ، إلى ملأ منهُم جلوسٍ فقل: السَّلامُ عليكُم قالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ، ثمَّ رجعَ إلى ربِّهِ، قالَ: إنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بَنيكَ، بينَهُم فقالَ اللَّهُ لَهُ ويداهُ مَقبوضتانِ: اختَر أيَّهما شئتَ، قالَ: اختَرتُ يمينَ ربِّي وَكِلتا يدي ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ ثمَّ بسطَها فإذا فيها آدمُ وذرِّيَّتُهُ، فقالَ: أي ربِّ، ما هؤلاءِ؟ فقالَ: هؤلاءِ ذرِّيَّتُكَ، فإذا كلُّ إنسانٍ مَكْتوبٌ عُمرُهُ بينَ عينيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوَؤُهُم أو من أضوئِهِم قالَ: يا ربِّ مَن هذا؟ قالَ: هذا ابنُكَ داودُ قد كتبتُ لَهُ عُمُرَ أربعينَ سنةً. قالَ: يا ربِّ زِدهُ في عمرِهِ. قالَ: ذاكَ الَّذي كتبَ لَهُ. قالَ: أي ربِّ، فإنِّي قَد جعَلتُ لَهُ من عُمُري ستِّينَ سنةً. قالَ: أنتَ وذاكَ. قالَ: ثمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ أُهْبِطَ منها، فَكانَ آدمُ يعدُّ لنَفسِهِ، قالَ: فأتاهُ ملَكُ الموتِ، فقالَ لَهُ آدمُ: قد عجَّلتَ، قَد كتبَ لي ألفُ سنةٍ. قالَ: بلَى ولَكِنَّكَ جعَلتَ لابنِكِ داودَ ستِّينَ سَنةً، فجَحدَ فجَحدَتْ ذرِّيَّتُهُ، ونسيَ فنَسيَتْ ذرِّيَّتُهُ. قالَ: فمِن يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]، هذا والله أعلى وأعلم[٣][٤].


فوائد من قصة سيدنا آدم

لم يذكر الله تعالى قصة سيدنا آدم عليه السلام عن عبث بل كان لهذه القصة الكثير من الفوائد والعبر التي تعود على المسلم بالكثير من النفع والخير، وفيما يأتي بعض تلك الفوائد[٤]:

  • تؤكد لنا قصة سيدنا آدم أن أصل البشرية كان كريمًا فلم نُنسل من القرود كما يدعي البعض ممن جانبوا طريق الاستقامة.
  • تدل هذه القصة العظيمة على مكانة العلم في الدين الإسلامي الحنيف، وأن من أعطاه الله تعالى العلم لا بد له من شكر نعمة الله تعالى عليه، قال تعالى {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
  • تؤكد قصة سيدنا آدم عليه السلام أن الحسد والكبر من أخطر الأمور التي يمكن أن تضر بالعبد، إذ إن إبليس طُرد من رحمة الله بسبب هذا الكبر، وإن إبليس لن يكف عن بني آدم حتى يوقعه في الزلل، الأمر الذي يستوجب الحذر، كما أن العلماء قالوا بأن الحسد هو أول الذنوب التي عُصي بها الله تعالى، لذا فهو من أخطر الذنوب.
  • تؤكد القصة أن على المسلم أن يُبادر بالتوبة عند الوقوع في الذنب والمعصية، ومعرفة العداوة التي يُكنها إبليس وذريته لبني آدم، وأنه لا بد له من التحصن بالأذكار والأدعية من شرّ الشيطان وشركه.
  • تدل قصة سيدنا آدم على أن المسلم لا يجب أن يتهاون بالذنوب والمعاصي، فأول من خلق الله تعالى والذي خلقه بيديه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنّته، ثم أخرجه منها بذنبٍ واحدٍ.


المراجع

  1. "آدم عليه الصلاة والسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  2. "ثوب آدم عليه السلام في السعودية .. بالصور"، alwatanvoice، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  3. "طول آدم عليه السلام وعرضه"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "مسائل وفوائد من قصة آدم عليه السلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :