كيف يتم توزيع العقيقة

كيف يتم توزيع العقيقة

العقيقة

العقيقة؛ هي الذّبحية التي تُذبح توجهًا لله -عزّ وجل- بالشّكر على المولود الجديد سواء كان ذكرًا أو أنثى، ويُطلق عليها أيضًا اسم التميمة، لأنّها تُتمم أخلاق المولود، وحُكمها سنة مؤكدة في حق الأب، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:[مع الغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فأهْرِيقُوا عنْه دَمًا، وَأَمِيطُوا عنْه الأذَى][صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلَقُ ويسمَّى)[ سنن أبي داود | خلاصة حكم المحدث:سكت عنه ]، ومن كان لديه القدرة واستطاع أن يعقّ فليعقّ، ومن لا يستطيع فلا يجب عليه لعجزه عن ذلك، ومن السّنة أن يكون الذبح في اليوم السابع من ولادته أو اليوم الرابع عشر أو الواحد والعشرين، وإن فات فيمكن الذبح في أيّ يوم[١].


توزيع العقيقة

لم يرد في توزيع العقيقة نصّ واضح، وقد اجتهد بعض العلماء، بجعل توزيعها كالأضحية، كما قال رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام-: (ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ) [كشاف القناع| خلاصة حكم المحدث: حسن][٢]، وبناء على هذا فيُمكن تقسيم العقيقة إلى ثلاثة أقسام أو ثلاثة أثلاث؛ ثلث لصاحب العقيقة وأهل بيته، وثلث يُوزّع على الأقارب والجيران، وثلث يُوزّع على الفقراء والمساكين؛ كالصدقة، كما يمكن طبخ العقيقة، وعمل وليمة كبيرة يدعى إليها المقربون، والفقراء، والمساكين من الناس[٣].


شروط العقيقة

يجب توفر بعض الشروط في العقيقة، لكي تكون تامّة، وهي كالآتي[٤]:

  • أن تكون سليمة من العيوب، لا عرجاء، ولا عوراء، ولا عضباء، ولا عجفاء أيّ النحيلة الهزيلة، والعضباء التي ذهب جزء كبير من أذنها.
  • أن تكون قد أتمّت أو تجاوزت السن المُجزئ، وهو؛ خمس سنين للإبل، وللبقر سنتان، وللماعز سنة، وللضأن ستة أشهر.
  • لا يُشترط في العقيقة بأن تكون ذكرًا أو أنثى فكلاهما جائز، قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام (عَنِ الغُلامِ شَاتَانِ ، وعَنِ الجَارِيَةِ واحدةٌ ، لا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أمْ إِناثًا )[سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
  • أن تكون من الأنعام، والضأن، والماعز، والإبل، والبقر.
  • لا يشترط لصحة العقيقة أن يذكر عليها اسم صاحب العقيقة.
  • لا يشترط أن تذبح في البيت، فمن الممكن أن تذبح في غير بلاد المُضحي، وبلد المعق عنه.
  • وجود النية لدى صاحبها بأنّها عقيقة.
  • لا يشترط معرفة أو علم الذابح أو القصاب بأنّها عقيقة.


فوائد العقيقة

للعقيقة الكثير من الفوائد وهي كالآتي[٥]:

  • التقرّب لله -عز وجل- بما يتناسب مع قدر النعمة العظيمة من حمد وشكر لله -عز وجل-، والنعمة تتمّ على صاحبها بالشّكر، والشّكر يكون في نعمة المولود بأن يعقّ عنه.
  • اقتداء بإبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، فعندما كان الوالد يرزق بمولود، يمنح عنه فدية وقربانًا، يتقرب به لله -عز وجل-، فالمولود ينتفع كثيرًا بالعقيقة والدعاء له، وإحضاره مواضع المناسك والإحرام عنه وغير ذلك.
  • منح البهجة ووهب النفوس الفرح والسعادة، وهي من سنن الإسلام الجميلة وشرائعه الحكيمة.
  • تتجلى فيها أحد خصائص الإسلام؛ إذ سنَّ رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام- العقيقة للإناث والذكور، وهو ما يميّز الدّين الإسلاميّ عن غيره في تكريم المرأة.
  • تحتوي على تربية اجتماعية لطيفة تزرع في أبناء المجتمع تقديرًا لمفهوم الزواج، وتؤسّس لعلاقة صحيحة بين الرجل والمرأة في النّفوس، وتنهاهم عن التهاون في إقامة علاقات غير مشروعة.
  • حصول المولود على الدّعاء له بالبركة والصلاح من الناس التي شاركت في سنة العقيدة، بالإهداء أو الصدقة على الفقراء أو دعوتهم إليها.
  • فرصة للدعاء لوالدي المولود، بأن يرزقهم الله عز وجل برّه، وأن يبلغ أشدّه وأن ينعموا بعافيته وسلامته.
  • مشاركة الأقارب والأصدقاء والجيران الوالدين بالفرح، وفي مناسبتهم السّعيدة؛ إذ تدعو السنة النبويّة على تشارك الشعور الإنسانيّ، والتجمّع على الطعام لتكتمل فرحة الوالدين بمشاركتهم وتهنئتهم بالمولود.
  • تقوية العلاقات الاجتماعية أو إصلاحها عند إهداء العقيقة أو التجمّع عليها، فتأتي المناسبة لإحياء آصرة الأرحام في النّفوس، وروابط الأخوة، كما أنّه خير يعمّ على الفقراء والمحتاجين، ويضمن لهم مصدرًا يسدّ جزءًا من حاجاتهم إضافة للزكاة، والصدقات، والكفّارات.
  • إحياء سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصرف المال للتقرّب لله -عز وجل- بالنسيكة عن المولود، لما لذلك من الخير في الدنيا والأخرة، ورجاء لمن نفّذ هذه السنة من تعويض الله له بالرزق والبركة.
  • وسيلة لإشهار النسب والتي تُعدُّ جزءًا من المنظومة التشريعيّة في الإسلام، وتهدف لحماية الأنساب، بصورة مماثلة للإشهار والإشهاد في الزواج وإعلان النكاح، فالعقيقة وسيلة لإشهار نسب المولود في المجتمع المحيط بالأسرة، كما تُسهم في بقاء المجتمع خاليًا من شوائب الزواج العرفي.
  • حماية المولود من الشيطان لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ غُلامٍ رَهينةٌ بعَقيقةٍ تُذبَحُ عنه يومَ سابعِهِ، ويُحلَقُ رأسُهُ، ويُسَمَّى)[تخريج مشكل الآثار| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم]، وسنّ أيضًا رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام- بقول المرء عند الجماع: ( بسمِ اللَّهِ اللَّهمَّ جنِّبنا الشَّيطانَ وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزقتَنا) [ صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، تجنبًا من أذى الشيطان للنسل، لذلك سن بعد الولادة هذا النسك، لحفظ المولود من إغواء الشيطان، الذي يقف بالمرصاد للمولود من وقت خروجه للحياة حتى وفاته.


أحكام المولود

هذه بعض أحكام المولود التي يحتاج الفرد إليها ليعبد ربه على بصيرة[٦]:

  • تحصين المولود قبل مجيئه: قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام:[لو أنَّ أحدَكم إذا أتى أَهلَهُ قالَ بسمِ اللَّهِ اللَّهمَّ جنِّبنا الشَّيطانَ وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزقتَنا فإن قَضى اللَّهُ بينَهما ولدًا لم يضرَّهُ الشَّيطانُ]،[٧].
  • تعويذ المولود عند الولادة: إذ إنّ امرأة عمران لمّا وضعتْ مريم - عليهما السلام- قالت: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36].
  • حمد الله عند الولادة إذا كان المولود سويًّا، دون المبالاة بجنسه:(كانت عائشةُ رضي اللهُ عنها إذا وُلِدَ فيهم مولودٌ ( يعني من أهلِها ) لا تسألْ: غلامًا ولا جاريةً، تقول: خُلِقَ سويًّا ؟ فإذا قيل: نعم، قالت: الحمدُ لله ربِّ العالمينَ)[صحيح الأدب المفرد | خلاصة حكم المحدث: حسن الإسناد موقوفا].
  • تعويذ المولود من الشيطان والعين: كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يعوذ الحسن والحسين:(أُعيذُكما بكلماتِ اللهِ التَّامَّةِ من كلِّ شَيطانٍ، وهامَّةٍ، ومن كلِّ عيْنٍ لامَّةٍ)[تخريج مشكل الآثار| خلاصة حكم المحدث : صحيح].


المراجع

  1. خلف بن محمد الخلف، "أحكام العقيقة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-5. بتصرّف.
  2. رواه أبو موسى المديني، في كشاف القناع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/22 ، حسن.
  3. "حكم العقيقة وكيفية توزيعها"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-8. بتصرّف.
  4. 2013-12-2، "يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية : من بلوغ السن المعتبر ، وأن تكون سليمة من العيوب"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-8. بتصرّف.
  5. محمد سعد الشعيرة (2014-3-15)، "قطوف في منافع العقيقة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-6. بتصرّف.
  6. "أحكام المولود من الكتاب والسنة"، alukah، 2012-11-7، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-10. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1092، صحيح.

فيديو ذو صلة :