هل يجوز زواج المتعة؟

هل يجوز زواج المتعة؟

هل يجوز زواج المتعة؟

زواج المتعة باطل ولا يجوز، ويعني الزواج لفترة محدّدة، كأن يكون لسنة أو لشهر أو لعدة أشهر ثمّ يتفرّق الزوجين، ومع أنّه كان في بداية الإسلام مباحًا، إلّا أنّه حُرّم بعد ذلك، وقد اختلف أهل العلم في كيفية إنهائه، ومنهم من قال إنّ طلقة واحدة تكفي؛ لأنّه بالأصل باطل[١].


أدلة من الكتاب والسنة على عدم جوازه

أجمع أهل العلم على قطعيّة حرمة زواج المتعة، ومن الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية ما يأتي[٢]:

  • في قوله تعالى: (والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلاَّ على أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابتغى وَرَآءَ ذَلِكَ فأولئك هُمُ العادون)[٣]: معنى الأزواج في الآية الكريمة العلاقة الزوجية التي تتوجب الميراث بين الطرفين، والعدة على الزوجة عند وفاة زوجها أو الطلاق منه، بينما لا يوجد ميراث ولا عدّة في زواج المتعة، والمرأة لا تكون ملك يمين، وهذا دليل أنّه من النكاح المحرم.
  • قوله تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)[٤]، ولو أنّ زواج المتعة جائز لم يأتِ الأمر بالتعفّف، لكنّ الشريعة دائمًا تنفي المحرّم وتوجّه لليُسر.
  • قوله تعالى: (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ)[٥]، بمعنى لو كانت المتعة جائزة، لما كانت شروط زواج الأمة وهي إذن الأهل وإيتاء الأجور، ولمن لم يستطِع عليه الصبر.
  • في حديث سَبُرة الجهني: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا)[٦].


ما الحكمة من عدم جوازه؟

الحكمة من عدم جواز نكاح المتعة أنّ القصد من الزواج الاستمرارية فيه، بينما لا يتحقّق هذا الشرط في الزواج المؤقت (زواج المتعة ولا يتحقّق فيه شرط العشرة الطيبة، ولا إنجاب الأولاد، والإسلام حريص على استمرارية العلاقة الزوجية وإنجاب الذرّيّة، وزواج المتعة مخالفة لما جاء فيه؛ لأنّها رغبة مؤقتة، لذلك هو باطل[٧].


الأنكحة المحرمة في الإسلام

النكاح الشرعي في الإسلام هو الذي يكون برضا المرأة، وبواسطة الولي، والإشهار، وحضور الشاهدين، أمّا عدا ذلك فهو نكاح غير شرعي مهما اختلفت مسمّياته، وفيما يأتي عددٌ من أنواع الأنكحة المحرمة في الإسلام[٨]:

  1. نكاح المتعة: أن يكون الزواج محدّدًا بمدة محدّدة متّفق عليها قبل العقد.
  2. نكاح التحليل: أن يكون زواجًا بقصد تحليل المرأة لتعود لزوجها بعد أن يطلّقها ثلاث مرات، ويكون بالاتفاق بين الثلاثة (المرأة وزوجها والرجل الآخر)، وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم: لعن الله المحلِّل والمحلَّلَ له[٩].
  3. نكاح الشغار (نكاح البدل): وهو زواج يشترَط فيه كل واحد من الوليّين نكاح الأخرى، مثل أن يقول أحدهما: زوجني أختك وأزوجك ابنتي، وما إلى ذلك من ألفاظ البدل، ويسمّى (الشغار)؛ لأنّه يخلو غالبًا من المهر، وإنّما المهمّ الاتفاق على البدل، وحتى لو كان فيه مهر فهو باطل.


المراجع

  1. "ما حكم زواج المتعة؟ وما حكم الطلاق فيه؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  2. "زواج المتعة منسوخ وباطل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  3. سورة المعارج، آية:29-31
  4. سورة النور، آية:33
  5. سورة النساء، آية:25
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم:1406، صحيح.
  7. "الحكمة الشرعية من تحريم نكاح المتعة"، طريق الإسلم، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  8. "الأنكحة المحرمة أنواعها وأحكامها"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  9. رواه عارضة الأحوذي، في ابن العربي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:46، صحيح.

فيديو ذو صلة :