حكم الصلاة في البيت للرجل

حكم الصلاة في البيت للرجل

ما هو حكم صلاة الفريضة في البيت للرجل؟

لا يجوز للرجل المُسلم أداء صلاة الفريضة في البيت والتخلف عن صلاتها في المسجد مع قدرته على ذلك، بل يجب عليه الالتحاق بصفوف الجماعة مع إخوانه المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمِع النداءَ فلم يأتِه فلا صلاةَ له إلا من عذرٍ)[المصدر:مجموع فتاوى ابن باز|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي حديث آخر: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه ليسَ لي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ له، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقالَ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلَاةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فأجِبْ)[المصدر:صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح]،أي أنّ الرسول لم يعطِي رخصةً للرجل الأعمى الذي لا قائد له يرافقهُ إلى المسجد فكيف بالمُسلم البصير؟ وقد أختلف علماء الأمة بصحة صلاة الرجل في بيتهِ، فأجمع أغلبهم بأنها تصحّ مع ترتب الإثم على هذا الفعل، بينما أجمع الفريق الآخر من العلماء بأنّ صلاة الرجل في بيته لا تصحّ؛ لأنّ أدائها في جماعة شرطٌ من شروط قبولها، والواجب على جميع المسلمين الحفاظ على أداء الصلوات المفروضة في بيوتِ الله وعدم التكاسل أو التساهل بالتخلف عن هذا الواجب لما في ذلك من ثواب عظيم وخير كثير، وخروج من دائرة خلاف العلماء[١][٢].


ما هو حكم صلاة النافلة في البيت للرجل؟

من الأفضل والأخيَر أن يُصلي الرجل صلاة النافلة في بيته، والأدلة على ذلك كثيرة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِن صَلَاتِكُمْ ولَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا)[المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وحديث زيد بن ثابت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً - قالَ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ مِن حَصِيرٍ - في رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ مِن أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إليهِم فَقالَ: قدْ عَرَفْتُ الذي رَأَيْتُ مِن صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ)[المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا) [المصدر: صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].

وقد أجمع العلماء على أفضلية صلاة الرجل للنافلة في بيته، إلا النافلة التي شُرّع لها الجماعة، مثل صلاة التراويح، وصلاة العيد، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف، بالإضافة إلى نافلة تحية المسجد، وركعتيّ الطواف[٣][٤].


الأعذار المبيحة لصلاة الرجل في المنزل

فيما يلي أبرز الأعذار المبيحة لصلاة الرجل في بيته[٥]:

  1. الخوف من التأذي في الطريق: بسبب نزول المطر أو الرياح العاتية، أو كثرة الطين.
  2. المرض: فإذا مَرِضَ الرجل وكان في ذهابه للمسجد مشقةً وعناءً، سقط عنه واجب الحضور.
  3. حضور الطعام: فإذا حَضَرَ الطعام وسمِعَ المُسلم الأذان أو الإقامة الأولى، فله أن يأكل من طعامه حتى يشبع؛ وذلك حتى لا يشغله التفكير بطعامه عن الخشوع في الصلاة، ولكن بشرط ألّا يتخذ المُسلم هذا الأمر عادة، ويتعمّد أن يتناول طعامه وقت إقامة الصلاة.
  4. النسيان أو النوم: ودليل ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليصلِّها إذا ذَكرَها. فإنَّ ذلِكَ وقتُها)[المصدر: مجموع الفتاوى| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  5. إطالة الإمام في الصلاة: والدليل في ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يُوبخ المُسلم الذي خرج من الصلاة بسبب إطالة معاذ، أما إذا كان الإطالة لا تتجاوز حدود السّنة، فلا يجوز للرجل ترك صلاة الجماعة، كما يُمكنه البحث عن مسجد آخر إمامه لا يُطيل.
  6. أكل الثوم أو البصل: لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا)[المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، والسبب أنّ الملائكة تتأذى ممّا يتأذّى منه بنو اَدم.
  7. الخوف من ضياع المال: فإن خاف المُسلم على ماله أو بضاعته من السرقة، أو خاف من وقوع ضررٍ فيه كأن يكون المُسلم يعمل في أحد المخابز ويخشى أنّ يفسد الخبز خلال وقت ذهابه لأداء الصلاة، ففي كلتا الحالتين أو الحالات المُشابهة التي بها إضاعة للمال فإنه يَحل للمسلم التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد.


المراجع

  1. "حكم صلاة الفريضة في البيت"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2021. بتصرّف.
  2. "حكم أداء الرجل الصلوات المفروضة منفردا في البيت بلا عذر"، إسلام ويب، 21/12/2014، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2021. بتصرّف.
  3. "الأفضل صلاة النافلة في البيت"، الإسلام سؤال وجواب، 12/9/2002، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2021. بتصرّف.
  4. نايف بن محمد اليحيى، "صَلاة النَّفل في البَيت أفضَل منهَا في المَسجد النَّبوي"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2021. بتصرّف.
  5. رامي حنفي محمود (4/2/2013)، "ملخص الأعذار المبيحة لترك الجمعة والجماعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :