خطب عن التقوى

خطب عن التقوى

خطبة عن فضل التقوى

إنَّ الحمدلله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرِّ أنفسنا وسوء أعمالنا، ونشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًّا عبده ونبيه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أيها الناس، أطيعوا الله فيما تفعلون، فإنَّه يعلم الجهر وما يخفى، فاتقوه حتى تفلحون، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[١]، عباد الله إنَّ التقوى هي الطريق إلى السعادة، وهي من أسباب الفلاح في الحياة الدنيا والآخرة، ولها من الفضائل الكثير فهي طريق الهداية، وقد وعد الله سبحانه وتعالى من يتقيه ويلتزم بأوامره ويبتعد عن نواهيه بأن يجعل في قلبه النور لفهم كل ما يُلقى فيه، كما يجعله يفرق بين الصواب والخطأ، وتمييز الحق من الباطل، وبالتالي معرفة الحلال من الحرام، وهذا من أسباب السعادة في الدارين، وتكفيرًا للذنوب، ونيل للأجر العظيم والثواب الكبير من الله عز وجل، والتقوى مفتاح العلم، وهي التي تفتح القلوب والعقول المغلقة، وبها يستطيع العبد تحصيل العلم، فقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[٢]، عباد الله إنَّ التقوى سبب قبول الأعمال، فالمتقين هم الذين تكون أعمالهم خالصة لله تعالى، ويتبعون فيها سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[٣]، احرصوا يا عباد الله على تحرِّي التقوى في أعمالكم، فإنَّها ترفع المسلم كرامة عند ربه، وهي خير زاد يتزود به المسلم في حياته ولآخرته، وهي مفتاح لباب التيسير والفرج، والحصول على الرزق العظيم، وهي الجاذبة للبركة في الحياة الدنيا، والتي تقي العبد من الذنوب وتنجيه من المهالك، يقول جلَّ وعلا: {إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ}[٤]، وبارك الله لنا في القرآن الكريم، ونفعنا بآياته وذكره الحكيم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، إنَّه هو الغفور الرحيم[٥][٦].


خطبة عن مواعظ في التقوى

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله الذي لا إله إلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن، مالك كل شيء يُحيي ويُميت وهو العالم بكل شيء، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي والمبشر والنذير، والمبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الأخيار المصطفين، أما بعد، أيها الناس اتقوا يومًا نقف فيه طويلًا للحساب الثقيل، واحرصوا على تقوى الله لتعيشوا سعداء في الدنيا والآخرة، فالتقوى هي المؤنسة من الوحشة، والمنجية لكم من العذاب الأليم، وهي خير ما تحفظون به أولادكم من بعدكم، يقول تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّـهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[٧]، فأصلح للعبد المسلم أن يتقي ربه في أمور حياته، وبذلك يجتمع له الخير في حياته الدنيا وبعد مماته، ويعظم له الأجر، وقد أوصانا سيد الأنبياء والمرسلين بتقوى الله، فجاء عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأنَّها موعظة مودِّع، فقال صلى الله عليه وسلم: (أُوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدًا حبشيًّا)[٨]، وإنَّ الإنسان بحاجة إلى التقوى في حياته حتى وإن كان من أعلم العلماء والأتقياء، لأنَّه قد يضعف في بعض الحالات وينقص إيمانه، والتقوى هي التي تثبته على دينه وموقفه، فاتقوا الله أينما كنتم، في الشدة والرخاء، والحزن والفرح، وحدكم أو بين الناس، وفي سركم وعلانيتكم، فالتقوى خير لباس يرتديه الإنسان لقوله الله تعالى: {وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ}[٩]، وخير الناس وأفضلهم عند الله سبحانه وتعالى هم الأتقياء، وقد أعدَّ لهم جنات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين[١٠][١١].


خطبة لتشجيع المسلم على تحرّي التقوى في حياته

الحمدلله رب العالمين وصلِّ اللهم وبارك على سينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبع سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد، إنَّ كل واحد من المسلمين بحاجة إلى التقوى في حياته لتستقيم، وإذا ما قرأنا كتاب الله وسنة نبيه وجدنا أنَّ التقوى هي مفتاح كل خير، وسبب لخيرية الحياة الدنيا والآخرة، وإذا أمعنا النظر وجدنا أنَّ المصائب والمحن لا تأتي إلا بإهمالها والإخلال بها، فهي سبيل للسعادة والنجاة، وتفريج الهموم والتخلص من الابتلاء، وتحقيق العزة والنصر للإسلام والمسلمين في الدارين، وما يرشدنا إلى ذلك قول الله جلَّ في علاه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[١٢]، وفي هذه الآية يقول بعض السلف الصالح أنَّها أجمع آية في كتاب الله، وذلك لأنَّ الله عزَّ وجلَّ رتَّب عليها خير الدنيا والآخرة، فإنَّ من يتَّقِ الله يجعل الله له مخرجًا من كل ضيق في الدنيا والآخرة، فالإنسان شديد الحاجة إلى الأمور التي تخلصه من الضيق سواءً في الحياة الدنيا أو يوم القيامة، وقد تُغلق في وجهه الدروب وتصعب عليه الأمور، ولا سبيل لنجاته من هذا الضيق إلا التقوى التي تيسر له ما تعسَّر، وهذا ما حدث للصحابة الكرام ومكن تبعهم بإحسان، ومن قبلهم الرسل عليهم أفضل الصلوات والسلام المبعوثون هداية للناس، فقد حصلوا على الخير بالتقوى، وفُتحت لهم أبواب السعادة، وحقَّقوا الانتصارات على الأعداء، واهتدت بهم البشرية إلى صراط الله المستقيم، عباد الله، اتقوا الله فإنَّ التقوى طريق للهدى والعلم، إذ يقول تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّـهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ}[١٣]، فكما ذكر أهل العلم إنَّ الفرقان هو الفاصل بين الحق والباطل، وبين الصواب والخطأ، ومن يتأمل يرى أنَّ الاجتهاد في تعلم الدين هو من التقوى وبه يتحقق الهدى والنور اللذين هما الفرقان، وقد كان الرسل الكرام والسلف الصالح يتواصون بالتقوى، فعرفنا منزلتها العظيمة من خلال وصاياهم التي قدَّموها لأقوامهم، فمصالح العباد لا تتحقَّق إلا بها، وهي منبع الأخلاق الفضيلة وخير زاد للإنسان[١٤][١٥].

  1. سورة النور، آية:52
  2. سورة البقرة، آية:282
  3. سورة المائدة، آية:27
  4. سورة الأعراف، آية:201
  5. محمود بن أحمد الدوسري (20/4/2020)، "خطبة: فضائل التقوى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  6. عبدالله بن صالح القصيِّر (23/12/2010)، "فضل التقوى وحال أهلها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية:9
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، الصفحة أو الرقم:4607، صحيح.
  9. سورة الأعراف، آية:26
  10. أمير بن محمد المدري (10/12/2019)، "خطبة عن التقوى والمتقين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  11. صلاح نجيب الدق (18/6/2015)، "التقوى سبيل النجاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021.
  12. سورة الطلاق، آية:2 3
  13. سورة الأنفال، آية:29
  14. "أعمال القلوب - [30 التقوى - منزلة التقوى رابط المادة:"]، طريق الإسلام، 31/1/2016، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  15. "التقوى سبب كل خير"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :