ما هى صفات عباد الرحمن

عبادة الله سبحانه وتعالى

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفةً في الأرض ليعبده ويطيعه، والعبادة من أعظم الأمور التي يجب على المسلم أداؤها، فهي أساس لكافة الطاعات، وطريق للحصول على الحسنات، كما تكون سببًا في مغفرة الذنوب والخطايا، ورفع درجات المؤمنين عند الله سبحانه وتعالى، أمّا الشرك بالله فهو من أعظم الكبائر وأعظم الذنوب التي يُمكن أن يقترفها الإنسان في حياته، والتي تقوده للضلال والهلاك والحرمان من الجنة والوقوع في النار، وتكون العبادة باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وفعل كل ما شرعه، والابتعاد عن كل نواهيه وكل ما حرَّمه، فالعبادة حق على كل المؤمنين القادرين والمكلفين ومن واجبهم التوسع فيها وزيادتها، ولأجلها بعث الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء ليرشدوا الناس إلى الطرق الصحيحة للعبادة وبالتالي الفوز بالجنة[١].


صفات عباد الرحمن

ربط الله سبحانه وتعالى اسم عباده المخلصين الذين يقومون له بالعبادة في الليل والنهار بأسمائه سبحانه وتعالى، فهم في مكانة عز ورفعة، فهم مَن يتصفون بطهارة القلوب وطهارة اللسان وهم مَن يتصفون بالاستقامة ورقة القلب، يسابقون الجميع لفعل الخير، ويُفضلون الناس على أنفسهم فهم أبعد ما يكون عن الأنانية وعدم الحياء، ومن أهم صفات عباد الرحمن الأخرى ما يأتي[٢]:

  • صفة التواضع: وهي أولى الصفات التي يتصفون بها، فنفوسهم خاضعة لله سبحانه وتعالى، وقلوبهم مليئة بالرحمة والطيبة واللين في التعامل مع الآخرين ولا يعلون على أحد مهما كان، وهم لا يتفاخرون بإنجازاتهم مهما علو وتقدموا فالفضل كله يرجع لله سبحانه وتعالى، وبسبب ذلك فهم محبوبون من جميع العباد.
  • تقوى الله: تكون تقوى الله سبحانه وتعالى بالتقرب لله بفعل الخير والطاعات والعبادة وأداء النوافل بعد إتمام الفروض، والحرص على قراءة القرآن الكريم وتخصيص أوقات خلوة لدعاء الله سبحانه وتسبيحه واستغفاره، خصوصًا خلال ساعات الليل الأخيرة، وقيام الليل بالصلاة والدعاء.
  • الالتزام بطاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته: فهم دائمًا يطمحون للتقرب من الله في كل وقت ويحبون ذلك بشدة، إذ يحافظون على الطاعات والعبادات في معظم الأوقات، وهم يؤمنون بكل ما كتبه الله سبحانه وتعالى من الغيبيات ويؤمنون بالله وباليوم الآخر، ويعاملون بعضهم ويعاملون الآخرين بأخلاق الإسلام الحسنة، ولا يقابلون السيئة بسيئة مثلها بل يقابلون السيئة بالإحسان.
  • البعد عن مجالسة الجاهلين والسفهاء من الناس: وهم أحرص ما يكونون عندما يختارون أصدقاءهم وكل من يجلسون معه، فالصديق الجيد هو الذي يترك أثرًا إيجابيًا لدى صديقه وينصحه دائمًا للسير في طريق الخير وتقوى الله سبحانه وتعالى وحسن عبادته، والابتعاد عن طريق الشر والفساد، كما ينصحه إذا أحس بتقصيره تجاه الله سبحانه وتعالى فيدعمه حتى يستقيم ويعود لطريقه الصحيح مرةً أخرى، وهو من يأخذ بيده للوصول إلى جنة الله سبحانه وتعالى.
  • الخوف من الله سبحانه وتعالى وخشية عذابه: عباد الرحمن دائمو التفكير بيوم القيامة، وهو اليوم الذي تتقلب فيه القلوب والأبصار، فيخافون من عذاب الله سبحانه وتعالى، ولذلك ينشغلون بالطاعة والعبادة دائمًا وذلك لنيل رضوان الله سبحانه.
  • الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى: فهم يُوحدون الله سبحانه في كل الأوقات في السراء والضراء وفي السر والعلن، ولا يشركون به أبدًا، ويحبون الله سبحانه الذي يغنيهم عن أي شيء آخر مهما كان، ويخلصون لله تعالى في كل شيء يقومون به.
  • الاعتدال في الإنفاق: إذ يتميز عباد الرحمن ببعدهم عن مظاهر الإسراف والتبذير والتفريط، فيُنفقون أموالهم باعتدال بالحد الذي يكفيهم حاجتهم، كما أنهم لا يبخلون على أنفسهم شيئًا ولا على أولادهم وعائلاتهم، فالزيادة كالنقصان تمامًا.
  • حب القرآن الكريم: يتميز عباد الرحمن بحبهم الشديد لقراءة القرآن وفهم معانيه والتدبر فيه، والعمل بما يوجد فيه، إذ يسعون لتطبيق كل ما جاء فيه حتى يسيروا بنور القرآن ولتكون حياتهم كما رسمها لهم الله سبحانه وتعالى مليئةً بالخير واتباع الحق.
  • البعد عن الكبائر والذنوب: يتميز العباد الصالحين بابتعادهم عن كل ما يؤدي إلى عذاب الله سبحانه وتعالى من كبائر وذنوب ومعاصي، فهم أبعد ما يكونون عن الفواحش الظاهرة منها والباطنة، فهم من الاستحالة أن يسيروا في طريق شهادة الزور أو الكذب.
  • إدراكهم لحرمة النفس: يعرف العباد الصالحون أن قتل النفس من أعظم الكبائر، لذلك فهم لا يستحلون الدماء، مهما كان الشخص الذي أمامهم، فدم الإنسان غير مباح مهما كان دينه ومهما كانت عقيدته.
  • البعد عن الزنى وكل ما يؤدي إليه: فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ومنحه مجموعةً من الغرائز، وحدد له الطرق الصحيحة لإشباعها وهي الزواج، وذلك بسبب حرص الإسلام على حماية المجتمعات من انتشار الفاحشة والأمراض ولمنع اختلاط الأنساب، وعباد الرحمن هم من يلجؤون للزواج لإشباع غرائزهم وتكوين الأسرة ورعايتها للحصول على أسرة متماسكة ونقية وخالية من الشوائب[٣].


جزاء عباد الرحمن

وعد الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين بالنعيم الدائم الذي لا يقل ولا يفنى في دار المقامة، فيجزيهم الله سبحانه وتعالى بما عملوا أحسن الجزاء، ووعدهم بالمنازل التي تحتوي على كل ما تشتهيه الأنفس وتكون هذه المسافة الرفيعة غايةً الجمال، ولا يرون فيها ما ينغض ويكدر عليهم حياتهم، كما وعدهم الله سبحانه وتعالى بالفوز بالغرفة وهي منزلة رفيعة من منازل الجنة أعدت للصابرين، جزاءً لهم لصبرهم وقدرتهم على التحمل، ويتلقون فيها السلام والتحية[٤].


المراجع

  1. عبدالله بن صالح القصيِّر (06-12-2017)، "كلمة عن العبادة "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-03-2019.
  2. سومة (20-09-2016)، "ما هي صفات عباد الرحمن ؟"، www.almrsal.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-03-2019.
  3. أ. د. مصطفى مسلم (16-10-2017)، "صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-03-2019.
  4. أبو الهيثم محمد درويش (24-08-2017 )، "مع القرآن - جزاء عباد الرحمن "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-03-2019.

فيديو ذو صلة :