صفات عرش الرحمن

عرش الرحمن

نسمع كثيرًا بكلمة العرش، وعادةً ما ترتبط بالملك والملوك وكرسيه، ولكن عرش الله تعالى الذي ورد ذكره في القرآن والسنة لقول الله تعالى في كتابه الكريم: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه: 5]، ومواضع أخرى عديدة، هو عرش مختلف عما نعرفه ونراه من عرش الملوك وهيئتهم المادية البشرية، بل بالتأكيد سيكون شيئًا يليق بالله تعالى وعظمته التي لا يتصورها بشر؛ إذ يُعرّف عرش الرحمن حسب أهل العلم على أنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى، بل هو أعظم مخلوقات الله تعالى وأكبرها، وهو سقف كل شيء آخر عدا الله؛ فكل ما خلق الله مما في الكون أو الجنة والنار هو تحت العرش، والعرش سقفه، وفوق العرش يستوي الله تعالى بعظمته وجلالته[١].


صفات عرش الرحمن

قد ذكر بعض أهل الفقه عرش الرحمن وتداولوا أمر صفاته بما أحاطوه من علم وأدلة، وكان من بعض هذه الصفات التي ذكرت في أقوال أهل العلم وأبحاثهم ما يأتي[٢][٣]:

  • أعظم مخلوقات الله وأضخمها وأثقلها.
  • هو سقف لكل ما خلق الله، ولا يعلوه شيء إلا الله جل جلاله بعظمته.
  • عرش الرحمن مقبب على العالم وله قوائم، وهذا كان رأي ابن تيمية وابن كثير وغيرهم، ويوجد بعض من يدعي بأن العرش كالفلك مستدير من جميع جوانبه، ومحيط بالعالم من جميع الجهات، ولكن هذا القول لبعض أهل العلم قول غير ثابت وغير منطقي، فلو كان مستديرًا لما أمكن حمله، أما المقبب فهو على أركان بما يسهل حمله.
  • له حملة يحملونه، وهم ثمانية لقول الله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) [الحاقة: 17]، أما في ماهية هؤلاء الثمانية فقد اختلف العلماء؛ فبعضهم يقول بأنهم ثمانية من الملائكة، وبعضهم يقول بأنهم ثمانية أصناف من الملائكة ولا يعلم عددهم إلا الله، وبعضهم الآخر يرى بأنهم ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة، ولا يوجد ما يثبت ماهيتهم.


الفرق بين العرش والكرسي والملك

قد يخطئ البعض ويدعي بأن عرش الرحمن هو كرسيه أو ملكه، ولكن ذلك قول خاطئ؛ فالكرسي أصغر من العرش، وهو تحت الماء الذي تحت العرش، وما بين الماء والكرسي خمسمائة عام، وذلك مثبت في السنة النبوية في الحديث الشريف: (عن عبدِ اللَّهِ بنَ مسعودٍ رضيَ اللَّهُ عنْهُ قالَ ما بينَ السماءِ القُصوى والْكرسيِّ خَمسمائةِ عامٍ وبينَ الْكرسيِّ والماءِ كذلك والعرشُ فوقَ الماءِ واللَّهُ فوقَ العرشِ ولا يخفى عليْهِ شيءٌ من أعمالِكم) [العرش: إسناده صحيح]، ويذكر بأن ما بين كل سماء وسماء خمسمائة سنة، أما الملك فهو مجموع الخلق، لذا فإن الكرسي الذي هو محيط بالسماوات والأرض ووسعها كان يعلوها، والعرش الذي أحاط بالكرسي كان يعلوه ولا يعلم قدره إلا الله، والله تعالى الذي أحاط بكل شيء لا يعلوه شيء، وجاء في ذكر العرش أيضًا بأن عرش الرحمن اهتز لموت الصحابي سعد بن معاد[١].


المراجع

  1. ^ أ ب "ما هو الفرق بين عرش الرب وكرسيه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-13.
  2. "توضيح حول صفة عرش الرحمن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-13.
  3. "الكلام على حملة العرش"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-13.

فيديو ذو صلة :