محتويات
السنة النبوية
رغم أن القرآن الكريم كتاب إعجاز شامل وفيه يكتمل الدين الإسلامي، إلا أن سنة النبي عليه الصلاة والسلام كانت دليلًا لاستخدام القرآن في الحياة العملية طمعًا في الآخرة، وكذلك كانت الأحاديث النبوية والتي هي أساس السنة النبوية، ويوجد نوع آخر من الأحاديث التي جاءت كنوع من التبليغ وهي الأحاديث القدسية؛ إذ تعرف هذه الأحاديث على أنها وحي من الله تعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام بالمعنى واللفظ، فأخبر بها عليه الصلاة والسلام قومه إلى جانب القرآن والسنة النبوية الشريفة، وسميت بالقدسية؛ لأنها تنسب لله، ولكنها ليست من القرآن في شيء[١].
عدد الأحاديث القدسية الصحيحة
توجد كتب عديدة من تأليف العلماء وأهل الدين حول الأحاديث القدسية، وحول عددها وصحتها، فالأحاديث القدسية أيضًا كالأحاديث النبوية، قد تكون صحيحةً ومقبولةً، وقد تكون كتبًا بغير انتقاء، وفي كتاب "الصحيح المسند من الأحاديث القدسية" والذي كتبه الشيخ مصطفى بن العدوي، والذي اختار فيه الأحاديث الصحيحة التي تلقت قبولها فقط، فقد جاء فيه 185 حديثًا قدسيًّا صحيحًا، في حين كان عدد الأحاديث القدسية التي جمعها الدكتور عمر علي محمد في كتابه: "الأحاديث القدسية جمعًا ودراسة"، 483 حديثًا، وقد وصلت إلى 1150 حديثًا في كتاب: "جامع الأحاديث القدسية موسوعة جامعة مشروحة ومحققة" لعصام الدين الصبابطي، ويتميز الحديث القدسي بأن الرسول عليه الصلاة والسلام حين يلفظه يقوله نقلًا عن الله تعالى؛ كأن يقول: "يقول الله تعالى"، ومن الأمثلة على الأحاديث القدسية القصيرة: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء) [صحيح ابن حبان: أخرجه في صحيحه]، وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (أبشر فإنّ الله تعالى يقول: هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظّه من النّار يوم القيامة)[صحيح الجامع:صحيح]، وغير ذلك الكثير[٢]
الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي
قد يختلط الأمر على البعض بين مفهوم القرآن، ومفهوم الحديث القدسي، ومفهوم الحديث النبوي، باعتبار هذه المفاهيم الثلاثة وحي من الله تعالى، والفرق يكمن في المعنى واللفظ؛ فالقرآن أوحي إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بمعناه ولفظه اتفاقًا، ومع الإعجاز اللغوي، والبياني، والعلمي، والتشريعي، وغيره مما لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، فأخبر به النبي كما هو ونُقل كما هو، أما الحديث القدسي فلقد أوحي معناه ولفظه من الله، ولكن دون إعجاز في اللفظ لتمييزه عن القرآن وبما لا يشق على سامعه، أما الحديث النبوي فهو ما أُوحي معناه إلى النبي من الله تعالى، ولكن لفظه كان من سيدنا محمد، كما أن بعض العلماء قد اختلفوا حول الحديث القدسي، حول إن كان اللفظ أيضًا موحى من الله تعالى مع المعنى أم لا؛ فالبعض ارتأى إلى أن اللفظ كان من النبي؛ لأنه لا إعجاز فيه، ولكن الله تعالى له حكمته في كل شيء، وفي تنزيل القرآن بإعجاز وغيره دون إعجاز، والله تعالى أعلم[٣].
المراجع
- ↑ "ما معنى "الحديث القدسي"؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2109. بتصرّف.
- ↑ "كتب اعتنت بالأحاديث القدسية"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2109. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين الحديث القدسي والقرآن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019. بتصرّف.