فوائد صلاة الليل والوتر

وقت صلاة الليل والوتر

يبدأ الليل بغروب الشمس، أمّا وقت قيام اللّيل الذي حثّت عليه نصوص الشريعة فإنّه يبدأ بعد أذان العشاء حتى أذان الفجر، وقد وضّح لنا النّبي -عليه السلام- وقت قيام الليل بتطبيق ذلك، ففي حديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما أفاد هذا الحديث أنّ الوتر مرتبط مع قيام الليل وتوقيته بعد صلاةِ العشاء كذلك^[١].

فضل صلاة الليل والوتر

إنّ قيام الليل سنّةٌ مؤكدة واظب النبي -صلى الله عليه وسلَّم- على أدائها، كما إنّها من دأب عباد الرحمنِ الصالحين الذين أثنى عليهم ربهم -تبارك وتعالى- بقوله:

(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) [الفرقان: 64]، وبقوله أيضًا في ذكر صفات المُتّقين: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17-18]، علمًا أنّ صلاة القيام في آخر وقت الليل أفضل أجرًا من أوّله، ويُصلّى في أول الليل إذا لم تتيسّر صلاة آخره، أمّا بالنّسبة للوتر فهو سنةٌ مؤكدةٌ يؤدّى بركعة واحدة كحد أدنى، والأفضل أن يُصلّيه المؤمن ثلاث ركعات أو خمس وهكذا من الأعداد الفردية، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُوتر بإحدى عشرة ركعةً، وربما بثلاث عشرة ركعةً، ويُسلّم المُصلي بعد كل ركعتين، إذ رغّبت كثير من الأحاديث النبوية في أدائه، كما إنّ تركه موشك بقلة الدين وحرمان الأجر والفضائل العظيمة، وقد كره بعض الأئمة من أعلام الدين قبول شهادة من لا يُصلي الوتر، ومما يؤكد عظم فضل هذه الصلاة أن الشرع أتاح قضائها لمن فاتته سواءً نسيها أو نام عنها إلا أنّها تُقضى بعد طلوع الفجر، وعمومًا فإنه لا يُمكن المقارنة بين صلاة الليل والوتر وتفضيل أحدهما على الآخر، إذ ذاك من علم الله تعالى وحده، ففي كلاهما الأجر العظيم^[٢][٣].

أدعية في قيام الليل والوتر

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الأدعية الخاصّة بقيام الليل والوتر، فعن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أنّ النبي علَّمه هذا الدعاء في قنوت الوتر: (اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هديتَ ، وعافني فيمن عافيتَ ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ ، وبارِكْ لي فيما أعطيتَ ، وقني شرَّ ما قضيتَ ، فإنَّكَ تَقضي ولا يُقضَى عليكَ ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ ، تبارَكْتَ ربَّنا وتعاليتَ) [الأذكار | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها التمست النبي ذات ليلة فوجدته قائمًا يُصلي وهو يدعو: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ مِن سخَطِك وبمعافاتِك مِن عقوبتِك وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِك) [صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد ثبت في حديث آخر أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]^[٤][٥].

من حياتكِ لكِ

قد تُحدّثكِ نفسكِ وتعقدين النّية على قيام الليل رغبةً في الأجر وطمعًا في ثواب الله، لذا فإنّ من أكبر الأسباب المُعيْنَة على ذلك إخلاص النية لله وحده بتطبيق هذه السُّنة، واستشعار مراقبة الله تعالى وسماعه لدعائكِ في صلاة القيام، كما إنّنا ننصحكِ بالنّوم على طهارة على الجانب الأيمن من جسمك وتبييت نيَّة الاستيقاظ للصلاة لإدراك الأجر لصلاة القيام^[٦].

المراجع

1. ↑ "ما هو وقت قيام الليل ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 2019-11-20، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-03. بتصرّف.
2. ↑ "فضل قيام الليل وأحكامه"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-03. بتصرّف.
3. ↑ "فضل الوتر وحكم من تركه"، إسلام ويب، 2015-01-21، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-03. بتصرّف.
4. ↑ "من أدعية قيام الليل"، إسلام ويب، 2002-07-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-03. بتصرّف.
5. ↑ "وقت صلاة الوتر والدعاء الوارد فيها"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-03. بتصرّف.
6. ↑ إبراهيم سرحان، "أكثر من 100 طريقة تحمسك لقيام الليل"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-03. بتصرّف.