الصلاة
تُعرَف الصلاة في اللغة بأنّها الدعاء بالخير، وفي الشرع هي عبادة ذات أقوال وأفعال معلومة مفتتحة بالتكبير ومنتهية بالتسليم، والهدف منها التقرب إلى الله تعالى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصلاة مشروعة في المِلل جميعها، وتُعدّ الركن الثاني من أركان الاسلام الخمسة بعد الشهادتين، ومما يدلّ على أهميتها أنّ الله تعالى فرضها على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، كما أنّ تكرارها في اليوم خمس مرات في أوقات مختلفة يدلّ على أهميتها عند الله، وتُعدّ الصلاة واجبًا على كل شخص مكلف عاقل، وعندما فُرِضَت على المسلمين كانت خمسين صلاة في اليوم، ثم خُفِّفت إلى خمس، لكنّ الله تعالى جعل الصلاة الواحدة تعادل عشر صلوات في الميزان.
وقد فرض الله تعالى لكلّ صلاة عدد ركعات معيّنًا، فصلاة الفجر ركعتان، وصلاة الظهر أربع ركعات، وصلاة العصر أربع ركعات، وصلاة المغرب ثلاث ركعات، وصلاة العشاء أربع ركعات، والصلاة عمود الدين الذي لا يقوم إلّا به. ولها مكانة خاصة بين سائر العبادات؛ فهي لم ينزل بها ملك إلى الارض، لكنّ شاء الله تعالى أن يعرج الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السموات ويُكلِّفه بالصلاة مباشرة، وبأداء فرضية الصلاة فإنّ الله تعالى يمحي الذنوب ويغفر للعباد، وتُعدّ الصلاة آخر ما يفقد في الدين الإسلامي؛ فإذا فُقِدت فُقِد الدين، لذلك يجب على المسلم أداؤها في وقتها، وعدم تأخيرها أو التكاسل عنها، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.[١][٢][٣]
تعريف صلاة الوتر
تُعدّ صلاة الوتر من أهم العبادات، وقد اهتمّ بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحافظ عليها، وحرص على أدائها، وقد حذّر الرسول الكريم من ترك صلاة الوتر والتهاون فيها، فكان -عليه أفضل الصلاة والتسليم- لا يترك وترًا أبدًا، إذ إنّ صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست واجبة، ووقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأفضل وقت لها في الثلث الأخير من الليل، خاصة إذا بدا الشخص على ثقة في استيقاظه من النوم، والوتر في آخر الليل هو التهجد الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد ركعات الوتر واحدة، أو ثلاث، وهي أن يصلي المسلم ركعتين ويسلم، ثمّ يصلي الثالثة وحدها، وتُستَحَب قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وقراءة سورة الكافرون في الركعة الثانية، وقراءة سورة الإخلاص في الركعة الثالثة، أو الوتر بخمس ركعات ولا يجلس إلّا في آخرها للتشهد والتسليم، أو الوتر بسبع ركعات وقد وردت بطريقتين؛ هما الصلاة سبع ركعات متتاليات والجلوس في آخرها للتشهد والتسليم، والثانية الجلوس في الركعة السادسة والتشهد والقيام وأداء الركعة السابعة والجلوس في آخرها والتشهد والتسليم في نهايتها، أو الوتر بتسع ركعات متواصلة يجلس فيها المصلي مرتين؛ مرة في الركعة الثامنة ويقرأ التشهد دون التسليم ثم الوقوف وأداء الركعة التاسعة ويتشهدّ ويسلّم.
القنوت في صلاة الوتر أمر مشروع، إذ كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقنت في صلاة الوتر قبل الركوع، ويبدأ القنوت بالاستعانة والهداية والاستغفار، وبعدها الدعاء الذي علّمنا إياه الرسول الكريم؛ وهو: (اللهم اهدنا فيمن هديت)، والاستعاذة من سخط الله، وطلب العفو من عقوبته، والدعاء لنفسه بما يشاء، ثم يختم الشخص بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٤]
فوائد صلاة الوتر
إنّ من أفضل السنن التي سنّها الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلاة الوتر، ويختلف الشفع عن الوتر بأنّه يُعرَف بالعدد الزوجي عكس الوتر العدد الفردي، وهذه السنن ثابتة، وتؤدى بعد صلاة العشاء، ومن الجدير بالذكر أنّ فضل صلاة الوتر عظيم، وأعظم ما يدلّ على ذلك أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان لا يتركها لا في حضر ولا سفر، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّه يجب قضاء صلاة الوتر لمن فاتته، ومن السنة قضاؤها في وقت الضحى بعد ارتفاع الشمس، فإذا كانت العادة أن يؤدي المسلم صلاة الوتر ثلاث ركعات فيجب عليه قضاؤها بأربع ركعات في تسليمتين، وإذا كانت العادة بتأدية الوتر خمسًا فنام عنها أو نسيها فيجب عليه قضاؤها نهارًا في ست ركعات وثلاث تسليمات، ومن الجدير بالذكر أنّ الوتر سنة مؤكدة، وحكم من أصر على ترك صلاة الوتر تردّ شهادته، ويُعدّ الوتر أهم من سنة صلاة الظهر والمغرب والعشاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ أكبر عدد ركعات للوتر 11 وأقلها واحدة، ومن أهم الأحاديث التي ورد فيها فضل صلاة الوتر وأهميتها ما يأتي:[٥][٦]
- رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوتِر بثَلاث... فذكَر مِثلَهُ [أي مِثلَ حَديثِ: كان رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُوتِر بثَلاث: بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللهَ زادكم صلاةً فحافِظوا عليها، وهي الوِترُ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رَسولُ الله -صَلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ- يصلّي مِنَ اللّيل، فَإِذَا أَوْتَر قالَ: قومِي فأوْتِرِي يا عَائشَةُ)[ صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح] .
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصانِي خليلِي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بثَلَاثٍ: صِيام ثَلَاثَةِ أيَّام مِن كُلّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَي الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ)[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
فوائد قيام الليل
تُعدّ صلاة قيام الليل من الصلوات المحببة لله تعالى، وقد امتدح أهلها بقوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16]، ويجتهد المسلم في التقرب إلى الله تعالى بعدة طرق، ومن أهمها قيام الليل، فهذه الصلاة عبادات لازمة، ومن فضائل قيام الليل أنّه من علامات التقوى، إذ تُعدّ صلاة قيام الليل من أشدّ العبادات على النفس؛ لأنّ المسلم يبذل الجهد الكبير لأدائها فلا يستوي قائم الليل مع النائم الغافل، فهذا قلبه حيّ والآخر قلبه ميت، كما أنّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، ويُقصَد بصلاة النهار صلاة التّطوع، وصلاة قيام الليل شرف المؤمن، ودليل إخلاصه وإيمانه وثقته في الله تعالى؛ ذلك لما فيها من مشقة على النفس في تأديتها، وتبدو القراءة فيها أقرب إلى التدبر والدعاء والخشوع، ولصلاة قيام الليل دور كبير في تهذيب النفس وتعويدها على البذل والعطاء.[٧]
المراجع
- ↑ "تعريف الصلاة وأهميتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "مكانة الصلاة في الاسلام"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "الدليل على عدد ركعات الصلوات الخمس "، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "أحكام صلاة الوتر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "المختصر المفيد في صلاة الوتر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "من النصوص النبوية الواردة في الوتر "، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "فضل قيام الليل"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.