محتويات
كيف أكون عبدًا ربانيًا
الربانيون هم مجموعة من الأشخاص المؤمنين المتصفين بالقوة والصلابة والجدية والسكينة والرقة والصفاء، وقد وصفهم القرآن الكريم بأنهم ثابتون في الجهاد وصابرون على البلاء، فمنهم العلماء وجماعات أخر من الناس، فهم يحكمون الشريعة والدين الإسلامي في كافة أمور حياتهم المختلفة، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، فالربانيون يتصفون بقدرتهم على تعليم كتاب الله سبحانه وتعالى، كما يتعلمون دون كلل أو ملل، لذلك فهم يبنون أنفسهم ويبنون غيرهم، فالرباني هو من يربي الناس على الأخلاق الحميدة ويعلمهم أجزاءً من هذا الدين العظيم وذلك لما يتصفون به من الحكمة والبصيرة، فهم مخلصون في ابتغاء مرضاة الله ومخلصون في إصلاح أحوال الناس، وقد رُبِطت الربانية بالجهاد والعلم والعمل والحكمة والإخلاص والصبر والتربية والبصيرة[١].
الربانيون
توجد مجموعة من التعريفات للربانيين منها[٢]:
- عَرَّف الرازي الشخص الرباني على أنه الشخص الذي جعل مرضاة الله دافعًا له للقيام بكافة أعمال الخير التي يقوم بها، وهو من جعل مخافة الله رادعًا له عن ممارسة بعض الأعمال السيئة والمرفوضة دينيًا وخلقيًا.
- قال الرازي بأن الشخص الرباني هو كل شخص منسوب لله سبحانه وتعالى، وتأتي كلمة منسوب في هذا التعريف بمعنى الإخلاص لله سبحانه وتعالى دون غيره من المخلوقات، فهم مخلصون في العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
- عَرَّف التستري الشخص الرباني على أنه ذلك الشخص الذي لا يختار أحدًا مهما كان غير الله سبحانه وتعالى، فهو الخاشع في الصلاة والبعيد عن اللغو، وهو مقيم الصلاة وهو الحافظ لفرجه وبالتالي فهم الوارثون لجنة الفردوس وهم الخالدون فيها.
- يُعد العلماء الربانيون هم الذين يعلمون الناس الحلال من الحرام وهم الذي يخشون الله سبحانه وتعالى حق خشيته، وهم الذين يطلبون العلم لله ويعلمونه لله، كما يدعون الناس للجوء إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فهم ورثة الأنبياء ولهم الفضل الكبير على كثير من المخلوقات، وهم الذين يتطابق قولهم مع فعلهم ومن الامثلة على العلماء الربانيين الإمام أحمد بن نصر الخزاعي.
- يُعد الربانيون هم من يعيشون حبًا بالقرآن فيحفظونه ويتلونه ويتدبرونه ويعملون به، وهم من يبرون آباءهم ويؤدون واجبهم تجاههم، وهم من يرحمون الضعفاء والصغار، وهم من يصلون الأرحام، ويحسنون إلى جيرانهم ويتعاملون معهم بالحسن، ولا يعرفون معنى العقوق والقسوة، وهم الذين يقومون بعملهم على أكمل وجه من ناحية الجودة والإتقان إذ إنهم لا يأكلون حرامًا، وهم الذين لا يخافون في الله لومة لائم ويبتعدون عن الشبهات، وهم الذين يصبرون على البلاء ويشكرون الله سبحانه في الرخاء.
صفات العباد الربانيين
يتحصن العديد من المسلمين بربانيتهم، إذ لا يخافون من الحسد ولا السحر ولا الفساد، فالربانية تُشكِّل لهم النور الذي يسيرون به في الظلمات فلا توقعهم عتمة الطريق، وهي تُبعِد عنهم الحزن ومصاعب الحياة، فيا لها من صفة مريحة تبعث في النفس السكينة والراحة، أمّا صفات العبد الرباني فتكون كما يأتي[٣]:
- يجعل الله سبحانه وتعالى غايته ومقصده إذ يتوجه له في كل صغيرة وكل كبيرة ظاهرةً كانت أم باطنةً، فكل ما يعمل لله سبحانه وتعالى وكل ما يقول لله، وكل ما يكتب لله، فهو يعيش حياته كلها من الابتداء وحتى الانتهاء لله وبما يرضي الله سبحانه وتعالى، فالله هو الواحد الأحد الذي يتوجه له الخلق بالشكر وعظيم الذكر.
- كل شيء فيه لله سبحانه وتعالى فهو يتكلم بكلام الله وينشغل بذكره وحسن عبادته، فهو يخاف من الله سبحانه وتعالى لذلك فهو لا يمل من عبادته وتوجهه له في الطاعة والعبادة، كما أنه يتقيَّد بأوامره ويبتعد عما نهى عنه سبحانه.
- هو عبد دائم التواصل مع الله سبحانه وتعالى، ويكثر من خلوته معه دون أي كسل أو ملل، ليصل إلى مرحلة متقدمة من التعلق بالله سبحانه وتعالى، فهو يمتلك البصيرة التي تمكنه من العيش والسير في الطريق الصحيح، وذلك جزاءً من الله سبحانه وتعالى.
- ينشغل بذكر الله سبحانه وتعالى بشكلٍ دائم في الليل وفي النهار في قعوده وقيامه وسفره وإقامته وفي دراسته وفي عمله وفي كافة أمور حياته.
- هو من حرص على ديمومة حبه لله سبحانه وتعالى وديمومة حبه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك ديمومة حبه للقرآن الكريم، ولهذا جعل هذا الحب غايته ومطمحه وحرص على تنميته وتطويره للوصول إلى درجات عليا من الربانية.
- هو من لا تعنيه الأرض فهو غير متعلق بها، بل يحرص على اتصاله منقطع النظير بسماء الله، إذ أصبح متصلًا مع الله ولا يستطيع البعد عنه، فهو لا يشعر بإنسانيته أثناء بعده عن الله سبحانه وتعالى.
- هو كل مسلم توفرت فيه صفة العبادة والحمد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان.
طريقة الإسلام في تربية العبد الرباني
تمر عملية تربية وبناء العبد الرباني بثلاث مراحل متتالية، وهي الإسلام وذلك لأن التربية تقوم على أساس الدين، ثم الإيمان والتصديق، وأخيرًا مرحلة الإحسان وهي الإخلاص وإتقان العمل، كما يقوم منهج الإسلام في تربية العبد الرباني على ثلاث دعائم، وهي[٤]:
- العلم الذي يبديه الإسلام عن العمل، فحتى يكون العمل مقبولًا لا بدّ من أن يعلم العبد أن هذا العمل صائب ومقبول عند الله سبحانه وتعالى.
- الإيمان.
- العمل الصالح: إذ يرتبط الإيمان بالعمل الصالح، فالعمل الصالح هو الدليل على إيمان هذا العبد، والإيمان هو المُحرِّك الذي يحث العبد للقيام بالأعمال الصالحة.
المراجع
- ↑ "كونوا ربانيين"، www.ar.islamway.net، 25-03-2015، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.
- ↑ د. بدر عبد الحميد هميسه، "الربانيون"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.
- ↑ نبيل جلهوم (11-09-2014)، "هل تريد أن تكون عبدا ربانيا؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.
- ↑ د. أمين الدميري (23-04-2014)، "منهج الإسلام في تربية العبد الرباني"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.