سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة

سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة

سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة

ذكر العلماء أكثر من رأي لعدم وجود البسملة في بداية سورة التوبة، منها[١]:

  1. أنّ سورة التوبة نزلت لتنهي العهد الذي بين المسلمين والمشركين، فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى المشركين ليتلوها عليهم، فقرأها ولم يبدأ بالبسملة، وكان من عادة العرب قديمًا إذا رغبوا بإنهاء عهد مع قوم بينها وبينهم عهد أنْ تُرسل كتابًا لا يُكتب في بدايته بسملة.
  2. أنّ سورة التوبة تُشبة معانيها ما جاء بسورة الأنفال، وقد قال ابنُ عبَّاسٍ: (قُلْتُ لعثمانَ بنِ عفَّانَ: ما حمَلكم على أنْ قرَنْتُم بينَ الأنفالِ وبراءةَ [وبراءةُ] مِن المِئينَ والأنفالُ مِن المَثاني فقرَنْتُم بينَهما؟! فقال عثمانُ: كان إذا نزَلتْ مِن القرآنِ الآيةُ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ مَن يكتُبُ فيقولُ له: ضَعْه في السُّورةِ الَّتي يُذكَرُ فيها كذا وأُنزِلتِ الأنفالُ بالمدينةِ وبراءةُ بالمدينةِ مِن آخِرِ القرآنِ فتوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم يُخبِرْنا أين نضَعُها فوجَدْتُ قصَّتَها شبيهًا بقصَّةِ الأنفالِ فقرَنْتُ بينَهما ولم نكتُبْ بينَهما سَطْرَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فوضَعْتُها في السَّبعِ الطُّوَلِ)[٢].


سبب تسمية سورة التوبة بهذا الاسم

سميّت بسورة "التوبة" لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكر فيها قصة توبة النفر من المؤمنين الذين تخلّفوا عن الخروج إلى غزوة تبوك، وقد وَرَدَت العديد من الأحاديث التي تدلّ على أنّها سُميّت بالتوبة، ومنها ما ورد عن عبد الله بن عباس: (قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قالَ: التَّوْبَةُ هي الفَاضِحَةُ، ما زَالَتْ تَنْزِلُ، ومِنْهُمْ ومِنْهُمْ، حتَّى ظَنُّوا أنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا، قالَ: قُلتُ:سُورَةُ الأنْفَالِ، قالَ: نَزَلَتْ في بَدْرٍ، قالَ: قُلتُ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: نَزَلَتْ في بَنِي النَّضِيرِ)[٣]، وكُتب الاسم في بعض المصاحف أيضًا.

وقد وَرَدَ في تفسير ابن عاشور أنّ لسورة التوبة 14 اسمًا هي: التوبة وبراءة والمنقرة والمقشقشة والمبعثرة والمخزية والبحوث والمشددة والعذاب والمثيرة والفاضحة والحافرة المدمدمة، لكنّ الاسم المشهور أكثر من غيره من أسمائها "براءة" ذكر هذا الاسم في كثير من المصاحف، وقد يكون سبب التسمية أنّ الله سبحانه وتعالى ذكر في مطلع السورة براءته من المشركين، كما أنّ الكثير من السلف الصالح ذكر هذه السورة باسم "براءة"، فإذا تحدّثوا عن سورة التوبة قالوا "براءة": (سَمِعْتُ البَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةَ، وآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ (يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ: اللَّهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلَالَةِ))[٤][٥].


فضل سورة التوبة

وَرَدَ في فضل سورة التوبة (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قرأَ يومَ الجمعةِ براءةً وهوَ قائمٌ يذكِّرُ بأيَّامِ اللَّه)[٦]، ووَرَدَ في فضل أواخر سورة التوبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال:(مَن قال في كلِّ يومٍ حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمْسي: {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} سَبعَ مراتٍ، كَفاه اللهُ ما أهَمَّه من أمرِ الدُّنيا والآخِرةِ)[٧][٨][٩].


المراجع

  1. "سبب عدم البداءة في سورة التوبة بالبسملة"، اسلام ويب ، 3/3/2004، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن عثمان بن عفان ، الصفحة أو الرقم: 43 ، أخرجه في صحيحه.
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4882، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم:4605، صحيح.
  5. "مقاصد سورة التوبة"، اسلام ويب ، 10/8/2011، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي بن كعب ، الصفحة أو الرقم:21287، صحيح.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد ، عن أبو الدرداء ، الصفحة أو الرقم:2/342، إسناده صحيح.
  8. سورة التوبة، آية:129
  9. "مقاصد السور القرآنية - [15 مقاصد سورة التوبة "]، طريق الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2021.

فيديو ذو صلة :