من الذي فتح الصين

من الذي فتح الصين

من هو الصحابي الذي فتح الصين؟

فُتِحت بلاد الصين على يد الصحابي الجليل قُتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين الباهلي، وولد قتيبة رضي الله عنه عام 49 للهجرة، وهو رجلًا شجاعًا وحازمًا من العرب، ومعروف بالنبل والفصاحة رضي الله عنه، ويُعدُّ قتيبة بن مسلم من أشهر القادة الفاتحين للبلاد من المسلمين في الفترة الأمويَّة، ويقول ابن كثير أنَّ قبيلة قتيبة رضي الله عنه وهي باهلة كانت تعتبر من أرذل القبائل، وكان أبوه مسلم الباهلي مقرَّب من الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وتوفي الصحابي قتيبة بن مسلم رضي الله عنه عام 96 للهجرة[١].


كيف فُتحت الصين؟

لم يكن الأمير قتيبة يغزو البلاد دون استراتيجيَّة مبيِّنة كما ادَّعى بعض المستشرقون، بل قسَّم رضي الله عنه أعماله الجهاديَّة إلى أربع مراحل حتى وصل إلى الصين وفتحها، وكانت أول مرحلة سنة 86 للهجرة عندما استعاد طخارستان السفلى وثبَّت فيها المسلمون، وهي الآن تُعدُّ جزءًا من أفغانستان وباكستان، والمرحلة الثانية كانت على مدينة بخارى في فترة 87 إلى 90 للهجرة ففتحها وكانت أهم بلاد ما وراء النَّهر.


أمَّا الرحلة الثالثة استطاع الأمير قتيبة نشر الإسلام في منطقة وادي نهر جيحون وكذلك فتح إقليم سجستان وإقليم خوارزم حتى وصل إلى مدينة سمرقند وتمكَّن من فتحها، وكانت هذه الفتوحات ما بين سنة 91 إلى 93 للهجرة، وأمَّا المرحلة الرابعة وهي سنة 94 إلى 96 للهجرة وقد فتح قتيبة رضي لله عنه في هذه الفترة نهر سيحون ومدنه، ووصل أرض الصين، وتمكَّن منها حتى وصل أرض كاشغر، وجعلها قاعدة للمسلمين[٢].


رحلة الصحابي قتيبة الباهلي الجهادية, وفتوحاته

لقد بدأت رحلة الأمير قتيبة عندما تم اختياره من قِبَل القائد المهلب بن أبي صفرة وجعله من خير المقاتلين وبعثه إلى والي العراق وهو الحجاج بن يوسف الثقفي، وخضع قتيبة رضي الله عنه إلى كثير من الاختبارات ممَّا جعل قائده المهلب يعلم أنَّه رجل لديه حنكة وشجاعة، لذلك ولَّاه عبد الملك بن مروان ولاية الري وقد أحسن قتيبة في ولايتها، ثم ولَّاه الحجَّاج على إقليم خراسان عام 86 للهجرة ومن هنا بدأت رحلة قتيبة الجهادية وفتوحاته، فبدأت فتوحاته رضي الله عنه في منطقة بيكند وهي تابعة لبخارى.


ثم انطلق إلى بلاد ما وراء النَّهر سيحون وجيحون وأقام المسلمون في هذه البلاد، ثم فتح الطالقان والصغانيان وشومان وكفتان وسمرقند، إلى أن بلغ الصين وقد هاب ملك الصين من الأمير قتيبة وكان يبعث له الهدايا حتى يرجع قتيبة رضي الله عنه عن دخوله الصين، ولكنَّ القائد قتيبة أبى واستمر بقتاله حتى فتح الصين، وقد كان لديه خطط بإكمال فتوحاته لكن بموت الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك وتسليم الخلافة لسليمان بن عبدالملك جعل قتيبة يتنحَّى عن القيادة وعن ولاية خراسان، ولكن من أعظم نتائج فتوحات قتيبة أن دخل الأتراك في الإسلام، فلقد كان نهر مرغاب الخط الفاصل بين الترك وبين الفرس، وقد استطاع الأمير قتيبة من تجاوزه أثناء فتوحاته ممَّا جعل الأتراك يدخلون في الإسلام[٣].


خصال الصحابي قتيبة الباهلي وأبرز صفاته

اتَّصف الصحابي قتيبة بن مسلم بالعديد من الصفات والخصال والفضائل العظيمة، فكان قتيبة رضي الله عنه غيورًا على دينه وعلى الإسلام والمسلمين، وكان لديه خبرة كبيرة بالرجال فكان يعلم من يوجه للقتال، وكان يراعي حال المقاتلين وكان إيمانه بالله قويًَا ودائم التوكل عليه، وكان لقتيبة رضي الله عنه همة عالية، ولسان جريء بالحق، وكان إذا خرج للجهاد لا يبتغي به إلا النَّصر لدين الله عز وجل ولم يكن يريد من الدنيا شيء رضي الله عنه[٢][٤].


المراجع

  1. محسن يوسف، فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب شريف الزهيري (26/12/2016)، "قتيبة بن مسلم الباهلي"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
  3. "قتيبة بن مسلم أسطورة الفتح الإسلامي"، قصة الإسلام، 21/2/2011، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
  4. . عماد عجوة، "قتيبة بن مسلم الباهلي.. البطل الجريء"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :