خواص سورة قريش
هي من السور القصار تقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم عدد آياتها أربع آيات، وهي من السور المكية التي نزلت على الرسول في مكة المكرمة قبل الهجرة، ترتيبها مئة وستون بين سور القرآن، سُمِّيت بسورة قريش لانفرادها بذكر قريش وكانت تُسمى في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم سورة لإيلاف قريش، تذكر هذه السورة النعم التي منّ الله بها على قبيلة قريش وتسليمهم أمور التجارة ومنحهم الاستقرار والأمن وتأمينهم من الخوف، سورة قريش متعلقة بالسورة التي قبلها وهي سورة الفيل وذلك لأنها تضمنت إهلاك عدوهم أبرهة الأشرم الذي جاء ليهدم الكعبة في عام الفيل[١].
سبب نزول سورة قريش
يذكر الله تعالى قبيلة قريش وأنه قد ميَّزهم بكثير من الخصال وخصهم عن سائر القبائل، ومن ذلك أنه خصهم بكسوة الكعبة وسقاية الحُجَّاج وإهلاك أبرهة الأشرم الذي جاء في عام الفيل ليهدم الكعبة، ولكن الله تعالى أرسل طيرًا أبابيل فأهلكته هو ومن معه، وخلَّص الله تعالى قريشًا من عدوهم، وأيضًا نزلت هذه الآيات تُبيِّن كيف أن الله تعالى آمنهم من الخوف ويسَّر لهم الرزق والأمان في مكة أثناء ترحالهم وسفرهم، فخصّت هذه السورة النعم التي أنعم الله على قبيلة قريش خاصةً فسُمِّيت سورة قريش.
شرح سورة قريش
بدأت السورة بكلمة لإيلاف وتعني أن قريشًا في رحلاتهم في الشتاء والصيف يألفون الملوك في الشام واليمن، وكانت قبيلة قريش مؤلفين ومجمّعين وهذا من نعم الله وامتنانه عليهم بالتجمع والتآلف، فلو حدث ما عزم عليه الحبشة لفقدوا هذا العز وذهبت هذه المزايا ودخلت بينهم التفرقة والتشتت وصار أهل مكة كسكان سائر النواحي حولهم يتخطفون من كل جانب ويُتعرض لهم في أموالهم وأنفسهم، وقيل الإيلاف أي أَلِفوا الرحلتين الشتاء والصيف، والرحلة هي المسير من مكان إلى مكان آخر بعيد، فالرحلتان كانتا؛ رحلة الشتاء إذ كانوا يتجهون إلى بلاد اليمن حتى يصلوا إلى بلاد حِمْيَر حيث يكون فيها الجو دافئًا مناسبًا لموسم المزروعات، والثانية رحلة الصيف فيتوجهون إلى الشام حتى يصلوا إلى مدينة بُصرى من بلاد الشام فتكون أجواؤها باردةً معتدلةً مناسبةً لتجارة الفواكه، وهذه من نعم الله على قريش بهاتين الرحلتين ففيهما يحصلون على مكاسب كبيرة وفوائد كثيرة، لأن الإنسان لا يسعد ولا ينعم إلا بهاتين النعمتين معًا، إذ لا يكون عيش مع جوع ولا يكون استقرار مع خوف فلا يكون إلا باجتماعهما مع الدين والعافية في الجسد.
بعدها ذكرت سورة قريش أن على قريش أن يشكروا الله ويُوحِّدوه ويُخلصوا العبادة له بما منّ وأنعم عليهم من هذه النعم العظيمة في هاتَين الرحلتين، والعبادة هو اسم جامع لكل ما يُحبه الله ويرضى عنه من الأعمال الباطنة والظاهرة والأقوال وتقوم على الخضوع والتذلل لله وحده رجاءً وخوفًا من عقابه وعذابه وراجيًا لثوابه وذلك بإخلاص العبادة لله سبحانه واتباع سنة رسوله عليه الصلاة والسلام؛ فهو المستحق سبحانه للحمد لأنه رب العالمين الذي خلقهم ورزقهم وهو الرحيم بعباده فبالشكر تزيد النعم فعليهم أن يشكروا الله تعالى ويكون ذلك بالطاعة وإخلاص العبادة له ولا يعبدوا من دونه ندًا ولا صنمًا ولا وثنًا ليُتمَّ عليهم نعمة الأمن في الدنيا والآخرة.
المراجع
- ↑ "سورة قريش"، e-quran، اطّلع عليه بتاريخ 07-05-2020. بتصرّف.