التفكير الفعال
تُعبّر الفكرة عن أي خطة أو صورة أو رأي يتشكّل في العقل ويفكّر فيه الإنسان، وبمعنًى أدّق فهو إشارة كهربائية تنشأ داخل الدماغ بواسطة حافز خارجي، مما يُؤيّد أن الأفكار ليست أحداثًا عشوائيةً البتة، بل إنّ الفكرة تُمثل تجارب زرعت في دماغ الفرد بطريقة ما، ومن ذلك تنقسم هذه الأفكار إلى أفكار فعّالة وأخرى سلبيّة، كما أن التفكير الفعال من أشكال التفكير النقدي وأكثر تعقيدًا من السلبي عادةً، إذ يحلل المعلومات التي تعرض على الفرد ولا يتجاهلها، مما يسمح للفرد بفهم وتحليل أسباب تفكيره الشخصي وإدراك نفسه تمامًا، ويهدف هذا التفكير إلى إدراك الأفراد لبيئاتهم الداخلية والخارجية جيدًا لتحديد احتياجاتهم الحالية وطرق تلبيتها، ما يبني قاعدة بيانات في الذاكرة حول التجارب والخبرات الشخصية، ثم يستخدم العقل غير الواعي هذه الذاكرة لفهم مزيد من التصورات والأحاسيس، وبذلك تعمل مناطق مختلفة من الدماغ كشبكة بيانات مؤقتة أو طويلة الأمد[١][٢].
كيف يمكنكِ تعلم التفكير الفعال؟
تمهد معرفتكِ الجيدة بعناصر تعلم التفكير الفعال الطريق نحو النجاح لا سيما في حال التطبيق الفعلي لهذه المعرفة في الحياة والعمل، وتتلخص هذه العناصر فيما يأتي[٣]:
- افهمي أساسيات الموضوع بتعمق: وهذه النصيحة الأولى والأخيرة التي لطالما سُمعت في المدارس ولكن المعظم يتجاهلها، والتي تشبه الحصول على 80% من علامة السؤال قبل إجابته، ففهم أساسيات المشكلة الداخلية والخارجية يمكنكِ من فهم الأمور المتعلقة بها والتي تدور حولها وتحديد الثغرات المعرفية وسدها، الأمر الذي يفتح آفاقكِ لاختبار أفكار جديدة وتحدي اعتقاداتكِ الخاصة، فتصبحين محترفةً في هذا الموضوع ويقحمكِ هذا الاستعداد نحو المقدمة.
- ارتكبي الأخطاء: فمن أكبر الأسباب المانعة من النجاح في الحياة أو العمل هو الخوف الكبير من الفشل؛ لذا تخلصي من مخاوفكِ وتعلمي من أخطائك وانظري لها على أنّها فرصة جديدة للتطوّر والتعلّم وإعادة صياغة تفكيركِ إلى أن تجدي الإجابة الصحيحة، وتذكّري قول إديسون أن الاختراع يمثل ما نسبته 1% من الإلهام وباقي 99% تُترك للمحاولات وارتكاب الأخطاء للوصول إلى المطلوب.
- اطرحي أسئلتك دون خجل أو تردد أو خوف من وصف سؤالك بالغبي: فطرح الأسئلة بمثابة بذرة الإبداع التي تفتح آفاق التعلم والتفكير والفهم العميق لتحيزاتكِ الخاصة وأفكاركِ السابقة، كما ينقلك من مرحلة الاستماع السلبي إلى الاستماع النشط مما يجعلكِ أكثر انتباهًا ويبني قواعدكِ المعرفية بمجرد توقفكِ عن التظاهر بالمعرفة غير الموجودة واقعيًا.
- تتبعي منبع تدفق الفكرة: فأفكار البشر لا تنبثق من فراغ، بل تُبنى على غيرها من ملايين الأفكار السابقة، وعلى سبيل المثال يعتقد الكثيرون أن هنري فورد هو مبتكر صناعة السيارات بشكلها الحالي والذي يشمل الطراز وخط الإنتاج، لذا تمكَّن من إنتاج سياراته بسرعة كبيرة، إلا أنّ هنري في حقيقة الأمر لم يأت بفكرة خط الإنتاج، بل بنى ذلك على فكرة رجل آخر يدعى رانسوم أولدز وطورها بدمج بعض الإضافات وأحدث ثورةً في عالم التصنيع، ما يعني أنكِ غير مطالبة بابتكار أفكار منقطعة النظير؛ لذا راجعي أفكارًا وأعمالًا ماضيةً واعثري على طريقة تمنكك من الاستمرار والمضي قدمًا بها، علمًا أن ارتكابكِ للأخطاء وعودتك للتحسين والتطوير هي بحد ذاتها متابعة للتدفق.
- غيري طريقة تعلمكِ وتفكيرك: بالتدرب على العناصر السابق ذكرها وطوري من نفسك، إذ إن هذا هو الهدف الرئيسي، علمًا أن قدرتكِ على فهم الأساسيات وتدارك الأخطاء وتوجيه الأسئلة الفعّالة واتباع تدفقات الأفكار الإبداعية في مراحل مبكرة تسهل تعلمكِ وتطبيقكِ لها، فالعقلية النامية تجعلك منفتحةً وتجنبك التورط في الأخطاء، وهذه المهارة ضرورية لإدارة أعمالكِ الخاصة حيث العواقب والإخفاقات؛ إذ عليكِ الاستعداد لتقبلها مع استمراركِ في النمو بنفس الوقت.
تعرّفي على أنواع التفكير
تتوافر أنواع تفكير مختلفة عند البشر، وفيما يأتي توضيح موجز عن كل نوع لتكتشفي نوع تفكيرك الممارس في أغلب الأوقات وبناء تصور حول كيفية تفكير الناس من حولكِ[٤]:
- التفكير الإدراكي: أو التفكير الواقعي وهو أبسط أشكال التفكير الأساسية وذلك حين تدركين ما حولك من الأشياء بناءً على تجارب حياتية سابقة وخاصة بك، إذ إنك تدركين فقط الأشياء التي مررت بها بالفعل، ويؤخد على هذا النوع من التفكير اقتصاره على تصور الفرد للحياة مما يضيق حدود التفكير داخل صندوق من صُنع صاحبه.
- التفكير النظري أو التجريدي: وهذا تفكير متفوق يشمل مختلف المفاهيم واللغات والأشياء خارج عالمكِ الإدراكي الضيق، ما يمكنكِ من تفهم وجهة نظر الغير والعالم بأسره، ويمتاز أصحاب هذا التفكير بالانفتاح وحب اكتشاف أفكار الآخرين دون الاكتفاء بتجاربهم المحدودة.
- التفكير الانعكاسي: وهنا تبنى عملية تفكير الفرد على انعكاساتٍ عميقةٍ لتجاربه وخبراته ومهاراته الماضية في حل المشاكل الصعبة، وذلك بواسطة ترتيب تجاربكِ حول موقف معين ترتيبًا منطقيًا مع الأخذ بعين الاعتبار بعض مهاراتكِ وجميع الحقائق المتعلقة بالموضوع، ثم تفكري في الموقف بتكامل، ويمتاز هذا التفكير التأملي بتجنب القرارات الطائشة والمتسرعة وتقديم أفضل الحلول ضمن المعلومات والمهارات الممتلكة ما يشعركِ بالثقة تجاه القرار المتخذ.
- التفكير الإبداعي: أما هذا التفكير فيتطلب البحث عن مفاهيم وأفكار جديدة اعتمادًا على خبرتك وتعلمك السابق، فيدمج بذلك بين فكرة موجودة ومفهوم حديث، وقد يتضمن التفكير الإبداعي استخدام البصيرة الغريزية أو الحدس لتطوير التجارب في الحياة الواقعية، وهذا مناسب للأشخاص الرافضين للاقتصار بالمنطق؛ إذ إن تفكيرهم شاسع الانتشار في جميع الاتجاهات ودون حصر للاحتمالات.
- التفكير الناقد: يدور هذا التفكير حول البعد عن التحيز نحو المعتقدات والافتراضات والآراء الشخصية لترتيب الأفكار بطريقة سليمة وبالتالي اكتشاف الحقيقة وحل المشكلة، إذ إنه عملية تفكير منضبطة تتطلب استخدام مهارات تفكير معرفية عالية كالمفاهيم والتحليل والتفسير والتقييم وصولًا إلى حكم عادل وموضوعي.
- التفكير التعاوني أو غير الموجه: وفيه يسمح للأفكار والخيال بالتدفق الحر دون توجيه، وذلك بربط أفكار العقل وبناء تواصل عصبي جديد لتحفيز دماغكِ والاستفادة من أفكاركِ غير الواعية والقديمة ما يقدم حلولًا إبداعيةً لبعض المشاكل.
المراجع
- ↑ DAN MARTON (7-4-2015), "What are active and passive thoughts?"، exploremindfulness, Retrieved 12-7-2020. Edited.
- ↑ Peter K. Gerlach (1-7-2015), "Keys to Effective Thinking"، sfhelp, Retrieved 13-7-2020. Edited.
- ↑ LIZ FROMENT (1-9-2020), "The 5 Elements of Effective Thinking Summary (Plus How to Apply it to Your Business)"، locationrebel, Retrieved 12-7-2020. Edited.
- ↑ Som Bathla (20-4-2019), "6 Types of Thinking Patterns and What Should Be Yours?"، medium, Retrieved 13-7-2020. Edited.