تعلم التفكير الناقد يجعلك أكثر ذكاء، هل هذا صحيح؟

تعلم التفكير الناقد يجعلك أكثر ذكاء، هل هذا صحيح؟

ما هي فوائد التفكير الناقد؟

يُعرّف التّفكير النّقديّ بأنّه تحليل الحقائق من أجل تكوين حكم، وله العديد من الفوائد للفرد والمجتمع، منها أنّه مفتاح للنّجاح الوظيفيّ؛ فهو أمر حاسم للعديد من المسارات الوظيفيّة، مثل المحاماة والطّبّ والصّحافة والهندسة والمحاسبة، وهو أكثر المهارات المرغوبة في القوى العاملة؛ لأنّه يساعد في تحليل المعلومات، والتّفكير خارج الصّندوق، وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات، والتّخطيط بمنهجيّة، ويساعد في اتّخاذ قرارات أفضل عند التّعامل مع المشاكل اليوميّة، ويُساعد في التّفكير باستقلاليّة وثقة بالشّعور الدّاخليّ[١].

يمكن أن يجعل التّفكير النّقديّ الفرد أكثر سعادة؛ لأنّه يُساعد في التّواصل مع النّفس، ويُعطي فهمًا عميقًا للنّفس ولطريقة التّفكير الخاصّة، وهذا يجعل الشّخص أكثر سعادة، وبالتّالي يساعد في تجنُّب أيّ نوع من المعتقدات السّلبيّة، والتّركيز في نقاط القوّة أكثر، والقدرة على مشاركة الأفكار الخاصّة يمكن أن تزيد من جودة الحياة، كما أنّه يسمح بالتّأكّد من أنّ الأفكار والمعتقدات مبنيّة على الحقائق، ويُساعد على فرز كلّ الأفكار الضّوضائيّة الإضافيّة، كما يسمح التّفكير النّاقد بفهم منظور الآخرين أفضل، ويمكن أن يُساعد المفكّر على أن يُصبح أكثر انفتاحًا تجاه وجهات النّظر المختلفة، كما أنّ المفكّرين النّاقدين يشعرون بالفضول باستمرار بشأن جميع أنواع الأشياء في الحياة، ويمتلكون مجموعة واسعة من الاهتمامات؛ لأنّ التّفكير النّقديّ يعني طرح الأسئلة باستمرار، والرّغبة في معرفة المزيد، فضلًا عن أنّ المفكّرين النّاقدين مبدعون للغاية، ويرون أنفسهم غير محدودين بإمكاناتهم، ويتطلّعون باستمرار إلى المضيّ قدمًا، وهذا أمر بالغ الأهمّيّة في القوى العاملة[١].


هل يزيد التفكير الناقد من ذكائكِ؟

يعلمكِ التّفكير النّقديّ كيفيّة التّفكير، وليس التّفكير بالتّحديد، وهذا أمر مهمّ في عالم اليوم؛ لأنّ الجميع يريد إخباركِ بما يجب أن تفكّري فيه، وتصدّقينه، وتشعرين به، وتفعلينه، وإذا كنتِ تعيشين في عالم صادق تمامًا وملتزم بالحقيقة المُطلقة، فربّما لن تحتاجي إلى التّفكير في أيِّ معلومة تصلكِ، لكنّ الحقيقة أنّنا نعيش في عالم من الحقائق البديلة، والأخبار المزيّفة، والنّاس المزيّفين، والدّعايات الكاذبة، والأخبار المضلّلة، والأكاذيب، والأساطير، والخداع، والأوهام الجماعيّة، وعند تفكيركِ تفكيرًا نقديًّا فإنّ كشفكِ لهذا الهراء يتحسّن، ويمنعكِ من السّذاجة ويسهِّل عليكِ فرز الحقيقة والواقع عن الخيال والأكاذيب[٢].

يعني أنّ التّفكير النّقديّ يجعلكِ أكثر ذكاءً؛ لأنّه يُحسِّن منطقكِ، وتفكيركِ، واتّخاذك للقرارات، وحلّكِ للمشكلات، ومهاراتكِ التّحليليّة، لكن قبل أن تبدئي التّفكير النّقديّ والتّحيّزات المعرفيّة، والمغالطات المنطقيّة، عليكِ التزام الصّدق الفكريّ، وتجنُّب الكسل والخداع الفكريّ، وخداع ذاتكِ، وتجهيل نفسكِ المتعمّد[٢].


كيف تتعلمين مهارات التفكير الناقد؟

التّفكير النّقديّ معالجة المعلومات بتعمُّد ومنهجيّة للتّمكّن من اتّخاذ قرارات أفضل، وفهم الأشياء أفضل، وتتضمّن طرق التّفكير النّقديّ في المعلومات تصوّرها، وتحليلها، وتركيبها، وتقييمها، ويمكن أن تأتي هذه المعلومات من الملاحظة، والتّجربة، والانعكاس، والمنطق، والاتّصالات، وكلُّ هذا يهدف إلى توجيه التّفكير والعمل بناءً عليه، والآن إليكِ نصائح تُساعدكِ في تعلُّم مهارات التّفكير النّقدي[٣]:

  • اطرحي أسئلة أساسيّة: في بعض الأحيان يكون التّفسير معقّدًا لدرجة أنّ السّؤال الأصليّ يضيع، ولتتجنّبي ذلك ارجعي باستمرار إلى الأسئلة الأساسيّة التي طرحتيها عندما بدأت المشكلة، وبدئي بالبحث عن الحلول البسيطة أوّلًا.
  • فكّري بالافتراضات الأساسيّة: إنّ التّشكيك في الافتراضات هو المكان الذي يحدث فيه الابتكار، وليس عليكِ أن تكوني آينشتاين لتستفيدي من شكوككِ، عليكِ فقط التّركيز في نفسكِ، ومعرفة معتقداتكِ التي تؤمنين بها بصدق، وما هو مناسب لكِ منها وما هو ليس كذلك.
  • كوني على علم بطريقة تفكيركِ الخاصّة: إنّ التفِكير البشريّ مدهش لكنّ السّرعة التي يحدث بها يمكن أن تكون ضارّة عندما نحاول التّفكير نقديًّا، ودماغكِ بطبيعته يستخدِم الاستدلالات لشرح ما يحدث حوله، ولا بدَّ أنّ لديكِ تحيّزات لشرحِ ما يحدث حولكِ، وإدراككِ لهذه التّحيّزات يجعلُ التّفكير النّقديّ ممكنًا.
  • حاولي عكس الأشياء: من الطّرق الرّائعة للحصول على حلٍّ لمشكلة صعبة هي محاولة عكس الأشياء، ويمكن أن تضعكِ هذه الفكرة أمام الحلِّ مباشرة.
  • قيّمي الأدلّة الموجودة: عند محاولتكِ حلَّ مشكلة، من المفيد دائمًا أن تنظري إلى الأعمال الأخرى التي قام بها غيركِ في نفس الموقف، ولا يوجد سبب لتبدئي حلّ مشكلة من الصّفر، إذا كان شخص ما قد وضع الأساس بالفعل، ومع ذلك لا بدَّ أن تُقيّمي هذه المعلومات نقديًّا، وإلّا ستتوصّلين إلى حلِّ خاطئ.
  • فكّري بنفسكِ: لا تتورّطي في البحث والقراءة لدرجة أن تنسي التّفكير في نفسك، في المقابل لا تُفرطي في ثقتكِ بنفسكِ، لكن لا تنسي أنَّ التّفكير في نفسك أمر أساسيّ للإجابة على الأسئلة الصّعبة.


هل يمكنكِ تطبيق التفكير الناقد في المدارس؟

إذا كنت تتساءلين عن إمكانيّة تحسين مهارات التّفكير النّقديّ لطلّابكِ، إليكِ هذه الطّرق المفيدة[٤]:

  • اسأليهم أسئلة: عندما يتعلّق الأمر بالحياة لا توجد إجابة صحيحة واحدة؛ لذا يجب إعداد الطّلّاب لمواقف العالم الحقيقيّ خارج الفصل الدّراسّي ومن أفضل الطّرق لتطوير مهارات التّفكير النّقديّ هي طرح الأسئلة، ومحاولة تخطّي الأجوبة السّطحيّة المعروفة دائمًا، وسيتمكّنون من استخلاص المعلومات من الأشياء، وربطها بمعرفتهم الحاليّة ومعرفة المزيد.
  • تعديل وجهة نظرهم: يميل الدّماغ إلى استخدام نهج الكشف عن مجريات الأمور في اتّخاذ القرارات التي قد تؤدّي إلى عواقب مؤسفة، لكنّ المفكّرين منفتحون على تعديل وجهة نظرهم، دون التّحيُّز لمعرفتهم السّابقة، ويمكن لطلّابكِ أن يكونوا مفكّرين ناقدين إذا حصلوا على فهم أفضل لمنظور تفكيرهم، والطّريقة التي ينظرون بها إلى الأشياء، وممارسة التّفكير الذّاتيّ هي إحدى الطّرق الفعّالة لتطوير مهارات التّفكير النّقديّ لديهم.
  • تعلُّم شيء جديد كلّ يوم: مهارات التّفكير النّقديّ تعني إصدار أحكام منطقيّة وعقلانيّة، ويتساءل المفكّر النّاقد عن كلّ شيء ولا يقبل الحجج الجهزة كمبرّر، ولديه رغبة في تعلُّم أشياء جديدة، لكنّه حريص على رؤية الأدلّة، وبعبارة أخرى يجب أن يكون طلّابكِ متشكّكين وفضوليّن في نفس الوقت.


المراجع

  1. ^ أ ب "Why Is Critical Thinking Important? A Survival Guide", uopeople, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Critical thinking makes you smarter", lifelessons, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  3. Ransom Patterson (26-6-2020), "7 Ways to Improve Your Critical Thinking Skills"، collegeinfogeek, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  4. "3 ways to develop critical thinking skills for students", samriddhischool,2-9-2019، Retrieved 14-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :