أين يقع مقر محكمة العدل الدولية

محكمة العدل الدولية

هي الجهاز القضائي الرئيس لهيئة الأمم المتحدة، أُسست في شهر يونيو عام 1945 م ثم عُمل به في شهر أبريل عام 1946 م، يتمثل دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات القانونية المحالة إليها من قبل هيئة الأمم المتحدة وإعطاء النصائح والمنشورات في المسائل القانونية التي تُقدمها لها الهيئة والوكالات الخاصة، وكل ذلك وفقًا للقانون الدولي، تضم المحكمة 15 قاضيًا ينتخبون من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة كل تسع سنوات، لغتها الرسمية هي الانجليزية والفرنسية[١].


مقر محكمة العدل الدولية

يقع مقر محكمة العدل الدولية في قصر السلام الذي تملكه وتديره مؤسسة كارنيجي في مدينة لاهاي في هولندا، وهو نفس المقر التابع لمحكمة العدالة الدولية الدائمة منذ عام 1922، بُني قصر السلام بين عامي 1907 و1913 من أجل أن يصبح مقر محكمة العدالة الدولية الدائمة وقد تبرع به من قبل أندرو كارنيجي وهو رجل أعمال أسكتلندي جمع ثروته في أمريكا، يقع قصر السلام على مساحة 7 هكتارات من حدائق قلب مدينة لاهاي، صُمِّم القصر من قبل المهندس المعماري الفرنسي لويس كوردونيه، يتميز القصر بالجرانيت والحجر الرملي والطوب الأحمر يعلوه سقف مهيب وتتميز الواجهة المطلة على الحدائق بسلسلة من الشخصيات الداعية إلى العدل والسلام.


من جهة اليسار يوجد برج الساعة البالغ ارتفاعه 80 مترًا، أما في الداخل فإن النوافذ ذات الزجاج الملون والفسيفساء والمنسوجات والأعمال الخشبية والفنية التي قدمتها الدول المشاركة في مؤتمرات لاهاي للسلام تعكس التنوع الثقافي العالمي، في عام 1978 بُني جناح خلفي جديد ليضم قاعة مداولات ومكاتب لأعضاء المحكمة، جُدِّد القصر في عام 1997 لإضافة المزيد من المكاتب لموظفي المحكمة، يضم قصر السلام أكبر مكتبة قانون دولي في العالم وهي مكتبة مفتوحة للعامة إذ تقام فيها دورات أكاديمية لاهاي للقانون الدولي بالإضافة إلى جولات سياحية طيلة أيام الأسبوع، في الجناح الجنوبي لقصر السلام افتُتح متحف للتاريخ وعمل المؤسسة عام 1999 م[٢].


تاريخ التحكيم الدولي

يعود تاريخ التحكيم الحديث عمومًا إلى ما يسمى بمعاهدة جاي عام 1794 م بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى، ونصت هذه المعاهدة على إنشاء ثلاث لجان تتألف من أعداد متساوية من البريطانيين والأمريكيين وتتمثل مهمتها بتسوية المسائل بين البلدين التي يمكن حلها بالتفاوض فكان عملها أشبه بعمل المحاكم، وأستمرت بريطانيا وأمريكا بالإضافة إلى العديد من دول أوروبا باللجوء إليها طوال القرن التاسع عشر، يُعد مؤتمر لاهاي للسلام عام 1899 المرحلة الثالثة لتاريخ التحكيم الدولي شاركت فيه العديد من دول أوروبا وآسيا وكان هدفه مناقشة السلام ونزع السلاح، أُنشِئت عام 1920 محكمة العدالة الدولية الدائمة ومقرها مدينة لاهاي بموجب ميثاق صادر عن الأمم المتحدة وتُعد الأساس لمحكمة العدل الدولية، بعد اندلاع الحرب العالمية لم تقم هذه المحكمة بأي أعمال ونُقلت إلى جنيف، في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 بمشاركة 50 دولةً، وقد أُقر إنشاء محكمة العدل الدولية ليكون الجهاز القضائي الرئيسي لهيئة الأمم المتحدة، كما قُدمت القضية الأولى لمحكمة العدل الدولية عام 1947 بشأن الأحداث التي وقعت في قناة كورفو والتي رفعتها المملكة المتحدة ضد ألبانيا[٣].


إنتخاب أعضاء محكمة العدل الدولية

تتكون محكمة العدل من 15 قاضيًا يُنتَخبون من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لمدة تسع سنوات، ويكون التصويت من قبل الجهازين في الوقت نفسه وبشكل منفصل، ومن أجل ضمان الاستمراية يعاد أنتخاب ثلث المحكمة كل ثلاث سنوات وجميع القضاة مؤهلين ليُنتخبوا مرةً اخرى، وفي حال وفاة قاضٍ أو استقالته تُجرى انتخابات خاصة عاجلًا، وهي تُجرى في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، ويحق لجميع الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية تقديم مرشحين ولكن ليس من قبل حكومات تلك الدول وإنما عن طريق اللجان التي تشكلت عن كل دولة بموجب قوانين محكمة العدل الدولية الدائمة، تُرسل أسماء المرشحين إلى الأمين العام للأمم المتحدة في غضون فترة محددة من قبله، كما لا يجوز للمحكمة أن تضم أكثر من قاضٍ واحد من نفس الدولة، ولا يمثل أي عضو من أعضاء المحكمة دولته أو أي دولة أخرى فهم قضاة مستقلون مهمتهم الأولى التحكيم بنزاهة وضمير، ويتمتع أعضاء المحكمة بحصانة كحصانة البعثات الدبلوماسية[٤][٥].


حقائق عن محكمة العدل الدولية

لدى محكمة العدل الدولية أهداف ومهمات تسعى لتحقيقها لكي تنشر العدل والسلام حول العالم وهنا بعض المعلومات عن المحكمة[٥][٦]:

  • تقوم محكمة العدل الدولية بتسوية المنازعات القانونية المقدمة إليها من قبل الدول وفق القانون الدولي.
  • تُقدم محكمة العدل الدولية النصائح والمشورات القانونية في المسائل المحالة إليها من قبل الهيئة العامة للأمم المتحدة أو إحدى وكالاتها المتخصصة.
  • تُصدر الأحكام باللغتين الفرنسية والأنجليزية.
  • يكون حكم المحكمة نهائيًا وغير قابل للاستئناف.
  • يجوز لأي قاضٍ من قضاة محكمة العدل الدولية عدم الموافقة والاعتراض على أحكام المحكمة وتقديم رأيه بالتفصيل.
  • تُسلم الأحكام في محكمة العدل الدولية علنًا ولكن جلسات المداولة تُعقد سريًا.
  • تكون الأحكام الصادرة من قبل محكمة العدل الدولية ملزمةً لجميع أطراف النزاع بينما النصائح تكون استشاريةً غير ملزمة لأي طرف.
  • يحق للأطراف المتنازعة اللجوء إلى مجلس الأمن إذا لم يلتزم أي طرف منهم بالأحكام الصادرة من قبل محكمة العدل الدولية.
  • سجلت حالتان فقط لعدم تنفيذ الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية وهي الأولى عندما فشلت ألبانيا في دفع تعويضات للمملكة المتحدة في قضية قناة كورفو عام 1949، والثانية عندما رفضت الولايات المتحدة دفع تعويضات لحكومة ساندنيستا في نيكاراغوا عام 1986.


المراجع

  1. "The Court", www.icj-cij.org, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  2. "Practical Information", www.icj-cij.org, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  3. "History", www.icj-cij.org, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  4. "Members of the Court", www.icj-cij.org, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Karen Mingst, "International Court of Justice"، www.britannica.com, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  6. "UN Documentation: International Court of Justice", www.research.un.org, Retrieved 2-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :