كيف تعوضين فراغك العاطفي؟

كيف تعوضين فراغك العاطفي؟

ماذا نعني بالفراغ العاطفي؟

يعاني معظم الناس في مرحلة ما من الحياة من الشعور بالفراغ العاطفي، وقد يكون هذا الشعور مزمنًا، أو يقود لليأس، وهو من أعراض مشكلات نفسيّة أخرى مثل الاكتئاب أو الفصام، وينتج عن تجارب سلبية مثل فقدان شخص عزيز لوفاة أو انفصال، فلا يتأقلم الشخص مع التغيير المفاجئ في حياته، ولذا يفضّل أن يستعين عندها بمختص نفسي لتلقّي العلاج المناسب، خاصة إذا أثرت مشاعره السلبية على أدائه لواجباته اليومية، وجوانب حياته المختلفة.


يقصد بالفراغ العاطفي شعور الإنسان بأن الحياة لا معنى لها، ويرافقه الإحساس باليأس، والميل للعزلة، والقلق، والفتور العاطفي، وعدم الاستقرار النفسي، والاندفاع، والتصرف بتهور، وفي حالات متأخرة قد يفكر الشخص بالانتحار، ويحاول بعض الأشخاص اللجوء إلى العلاج الذاتي بملء هذا الفراغ بعدة طرق، مثل ممارسة أنشطة لا يستمتع بها، أو التسوق القهري، أو تناول الطعام، أو إدمان المخدرات أو الكحول، ويحاول بعضهم مواجهة فراغه العاطفي بالتحدي، وإعطاء معنًى جديد للحياة بالمشاركة في الأعمال التطوعية، أو ممارسة هواية، أو تبني حيوان أليف، أو الزراعة، أو أنشطة أخرى للإشباع العاطفي، وتبدأ أعراض الفراغ العاطفي تدريجيًّا، ففي العلاقات طويلة الأمد كالزواج، حين يحدث الانفصال يبدأ الشخص بالشعور بالفراغ، وهذا أمر طبيعي، لكن إذا استمر هذا الشعور وتطوّر فهذا دليل على وجود مشكلة نفسية تجب معالجتها، فالفراغ بعد الانفصال يعود للإفراط في الاعتماد الكلّي على الشريك لتلبية الاحتياجات العاطفية، وغياب التواصل العاطفي أو قضاء الأوقات السعيدة معه، والملل، والضغوطات الأخرى مثل مشكلات العمل، والتعرض للخيانة، والمشكلات النفسية التي يعاني منها أحد الطرفين[١].


5 أمور يمكنكِ عملها عند شعوركِ بالفراغ العاطفي

يمكنكِ عمل هذه الأمور عند شعوركِ بالفراغ العاطفي[٢]:


الاعتراف بالمشكلة وتقبلها

تعاملي مع نفسك بلطف، وحاولي إدراك الإيجابيات من تجربتكِ التي مررتِ بها، واعترفي بوجود مشكلة لتتمكّني من تجاوزها، فلا بأس أن تحزني على فقدان عزيز عليكِ، لكن الخطأ أن تستمري بنكران غياب هذا الشخص، وعليكِ تقبّل فكرة فقدانه، والتعايش معها، ويمكنكِ مواساة نفسكِ، والتعاطف معها، لكن بعد أن تعزمي على تقبّل الأمر.


الاهتمام بالنفس

إذ يمكن أن تفكري في اللجوء لحلول خارجية مثل ملء الفراغ بمشاهدة التلفزيون، وممارسة ألعاب الكمبيوتر، أو غيرها من الأنشطة، لكن يفضل أن تنظري إلى داخلكِ، وتقضي بعض الوقت مع نفسك، وتكتشفي رغباتكِ ومخاوفكِ وآمالكِ وأحلامك، فهذ يساعدكِ على بناء معنًى أكبر لحياتكِ ومستقبلكِ، فيمكنكِ مثلًا ممارسة التأمل، أو الكتابة التعبيرية، أو ممارسة التمارين الرياضية، التي تزيد من تركيزكِ على نفسكِ، وقد تشعرين بعدم الارتياح في البداية، ولكن كلما بذلتِ مزيدًا من الوقت والجهد للعناية بنفسك، قلّ الفراغ في داخلكِ.


تحديد المشاعر

يمكنكِ معرفة مشاعركِ الحقيقية، بإعطاء نفسكِ خمس دقائق لتكتبي وصفًا دقيقًا لما تشعرين به في تلك اللحظة، فلن تكوني بالضرورة محطّمة، إذ يمكنكِ وصف نفسك بأنّك: تشعرين بالملل، أو مشتتة، أو غريبة، ويمكنكِ تحديدها بالاستعانة بمحرك البحث (google) والاطلاع على (قائمة المشاعر)، ويمكنكِ اختيار جزء واحد من جسمكِ، مثل يدكِ أو رأسكِ، وتحديد ما تشعرين به مثل: ارتفاع درجة الحرارة، أو التوتر، فحين تحددين ما تشعرين به بالضبط، سترين نفسكِ بعين التسامح، فتهدأ مشاعركِ، وتشعرين بالاحتواء.


اختبار المشاعر

يمكنكِ الإجابة عن الأسئلة التالية، أثناء الكتابة، أو التنزه، أو شرب فنجان من الشاي، لتساعدكِ في تكوين صورة عن شعوركِ، وهي:

  • هل كنت أحاسب نفسي أو أقارنها بالآخرين؟
  • هل أخاطب نفسي بإيجابية؟
  • هل أركز على إخفاقاتي أو أصف نفسي بالغبية، أو القبيحة؟
  • هل آخذ مشاعري بعين الاعتبار في علاقاتي؟
  • هل أعتني بصحتي البدنية والنفسية؟
  • هل أهتم فقط برغبات الآخرين؟
  • ما الذي أحاول إثباته أو تحقيقه؟
  • هل ألوم نفسي أو أشعر بالذنب تجاه أشياء خارجة عن إرادتي؟
  • هل أظهر لنفسي تعاطفًا مثلما أفعل مع أصدقائي المقربين أو أفراد أسرتي؟
  • هل أثق بقراراتي وأحترم آرائي الشخصية؟


تعزيز النفس

شعوركِ بالفراغ قد يشغل ذهنكِ بأفكار سلبية، مثل أنّ الحياة لا تستحق العيش، أو لا يوجد أمل في الحياة، وعليكِ تجنّب التفكير بسلبية، وإقناع نفسكِ بتصويب الأخطاء، وأن لديكِ متّسعًا من الوقت للتغيير الإيجابي، وتعاطفي مع نفسكِ، حتى لو كنتِ تعيشين في علاقة سيئة، أو فقدتِ عزيزًا، أو تشعرين بأنكِ تعيشين بلا هدف أو معنًى، ثقي بأنكِ تستحقين حياة مُرضية وهادفة.


أنشطة طبّقيها لتشعري بالسعادة وتستمعي بالحياة

إليكِ هذه الأنشطة، طبّقيها لتشعري بالسعادة وتستمعي بالحياة[٣]:

  • اعتادي على الشعور بالامتنان، سيُحسّن ذلك من مزاجكِ بمرور الوقت، وستشعرين بالسعادة، فعندما تستيقظين كل صباح، اقضي بعض الوقت في التفكير بالأشياء التي تجعلكِ ممتنة لوجودها في حياتكِ، وابدئي من الأشياء البسيطة؛ لديك سقف فوق رأسكِ، وطعام يكفيكِ، وغيرها من الإيجابيات.
  • قدّمي المساعدة للآخرين، مثل التبرعات للمحتاجين أو الجمعيات الخيرية، فالعطاء يمنحك شعورًا بالرضا عن نفسكِ، ويجعلكِ تقدّرين النعمة التي تحظين بها عند رؤيتكِ المحتاجين.
  • ابتهجي قدر استطاعتكِ، وحاولي مشاهدة ما يضحككِ، فالضحك سيجعل جسمكِ يفرز هرمونًا سعيدًا يسمى الأوكسيتوسين، مما يحسن مزاجكِ، ويكسبكِ الرغبة في التواصل مع الآخرين.
  • عزّزي علاقاتكِ مع العائلة والأصدقاء، فالأشخاص السعداء لا يقضون أوقاتهم بمفردهم، وإنّ علاقاتكِ الجيدة بالأشخاص الذين تحبينهم ستدعمكِ في أوقات التوتر، فلا تنعزلي عنهم، فالأشخاص الذين لا يقضون الكثير من الوقت مع العائلة أو الأصدقاء هم أكثر عرضة للوحدة والاكتئاب.
  • مارسي النشاطات التي تحبينها، فتلك طريقة ممتازة لتشعري بالسعادة والاستمتاع، وتطوّعي لخدمة الآخرين، باستغلال وقتكِ ومهاراتكِ، فعندها سيتحول تركيزكِ من حياتكِ إلى حياة الآخرين، وستدركين أنّ مشكلاتكِ الخاصة قد لا تكون بهذا السوء.
  • مارسي التمارين الرياضية، فهي تمد جسمكِ بالطاقة والحيوية والتجديد، وتقلّل التوتر، خاصة في الفترة لصباحية لتجعل يومكِ رائعًا ومميزًا.
  • تجنّبي الندم على تجاربكِ السابقة، فكلنا نرتكب الأخطاء، وقد تتمكّنين من تجنّب ارتكاب أخطاء قادمة بحكم تجربتك، وسامحي نفسكِ ولا تلومينها.
  • مارسي التأمل والاسترخاء بالجلوس وإضاءة شمعة والتنفس العميق لمدة عشر دقائق يوميًّا لتهدئة عقلكِ وجسمكِ، وستتواصلين مع نفسكِ، وتتعرفي عليها جيدًا مما يزيد راحتكِ وسعادتكِ.


المراجع

  1. goodtherapy team, "Emptiness"، goodtherapy, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-7-2018), "When You Feel Empty"، psychcentral, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  3. Cyndi Calhoun (22-4-2020), "14 Things That Make You Happy And Enjoy Life More "، lifehack, Retrieved 22-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :