معايير الصحة النفسية

معايير الصحة النفسية

الصحة العامة والصحة النفسية

تُعرّف الصحة العامة أنها حماية وتحسين صحة أفراد المجتمع، ويكون ذلك عن طريق تحسين أساليب الحياة الصحية والبحث عن الأمراض المختلفة والوقاية منها، والكشف عن المعدية أيضًا والتصدي لها للحد منها، وينطبق مفهوم الصحة العامة على كافة أفراد المجتمع، سواءً أكانوا يقطنون في حي أو قرية صغيرة أو في مدينة كبيرة أو بلد بأكمله أو في أي منطقة من العالم، وعلى الأفراد أن يهتموا بصحتهم العامة اهتمامًا كبيرًا، ولكن يُوجد خطأ يقع فيه معظم الناس وهو أنهم قد يُولون اهتمامهم لصحتهم الجسدية فقط متغافلين عن صحتهم النفسية والتي تعد أكبر مؤثر على الصحة العامة[١].

أما الصحة النفسية فهي السلامة بكل الأمور المرتبطة بالنفس، وتعاملها السوي في كل نواحي الحياة مثل النواحي الاجتماعية، أو العاطفية، أو العقلية، بالإضافة للجوانب الجسدية أيضًا، والمحافظة على الصحة النفسية أمر مهم جدًا، فمن خلالها يستطيع الإنسان أن يتابع حياته بطريقة سوية ومريحة، أما الإصابة بالأمراض النفسية والإختلالات فستؤدي إلى تكدر صفو الحياة، وفقدان المتعة والنكهة في أي عمل يقوم به الإنسان، لأن المشكلات النفسية تؤثر على طريقة التفكير والشعور والتصرفات والمزاج، كما أنها تؤثر سلبيًا على سلوكه وعلى طريقة تعامله مع الضغوط الحياتية وعلى كيفية تعامله مع الآخرين، بالإضافة إلى أنها تؤثر في طريقة اتخاذه القرارات، وللصحة النفسية أهمية بالغة في كل مرحلة من مراحل الحياة من الطفولة إلى المراهقة حتى بلوغ سن الرشد، والمشكلات النفسية شائعة جدًّا ولكن يُمكن للأشخاص الذين يعانون من أي مشاكل نفسية أن يصبحوا أصحّاء وطبيعيين إذا حصلوا على المساعدة الصحيحة[٢].


معايير الصحة النفسية

لقياس الصحة النفسية عند الإنسان توجد مجموعة من المعايير التي يُرجع إليها لتحديد صحة الشخص، ومن أهم هذه المعايير نذكر ما يأتي[٣]:

  • غياب الأمراض النفسية، فيكون الشخص معافى من جميع الأمراض النفسية المعروفة كالاكتئاب أو القلق أو التوتر، وهذا التعافي من الأمراض المؤشرة على الصحة النفسية للشخص، ولكنها ليست دليلًا قاطعًا على صحته الكاملة.
  • القدرة على التكيف مع المحيط، سواءً أكان هذا التكيف مع أفراد العائلة، أو مع الزملاء في العمل، أو مع المجتمع كاملًا، فالبعض يعانون من عدم القدرة على التكيف، والتأقلم فيلجأ للإنطواء واعتزال الناس.
  • الإدراك الحقيقي والنظرة الواقعية للأمور، فالصحة النفسية تجعل الشخص يرى الأمور على حقيقتها من دون أي تجميل أو تكذيب، فيرى الأحزان بحجمها والأفراح بحجمها، ولا يبالغ في النظرة التفاؤلية، أو التشاؤمية للأمور مهما كانت.
  • الفهم الحقيقي للذات، فالإنسان السوي يدرك جيدًا نقاط القوة والضعف لديه، ولا يحتاج إلى أن يذكره بها الآخرون، كما أنه وصل إلى مرحلة من التصالح مع الذات تبعث في نفسه الرضا.
  • التكامل في الشخصية، فلا يجوز أن يغلب أي جانب في الشخصية على جانب آخر، فلا يطغى الجانب العقلي على الجانب العاطفي، أو الجانب الشعوري على الجانب الإدراكي، فهذا يخلق شخصيةً مشتتةً، ومرتبكةً تقود إلى اختلال في الصحة النفسية.
  • لديه شعور بالأمان على المستوى الشخصي، ويشعر به أيضًا مع الآخرين.
  • القدرة على تحمّل المسؤولية.
  • القدرة على تقبّل الحب وإعطاءه.
  • العيش في الواقع بدلًا من الخيال.
  • الشخص السليم نفسيًّا يكون قادرًا لحد بعيد على حل مشكلاته بمجهوده الشخصي.


علامات الاضطرابات النفسية

توجد علامات هامة نستدل من خلالها أن الشخص الموجود معنا يعاني من مشكلات عقلية ونفسية ومن هذه العلامات[٢]:

  • تناول أو النوم أكثر من اللازم أو أقل من اللازم.
  • انسحاب الشخص بعيدًا عن الناس وانعزاله عن الأنشطة المعتادة.
  • شعور الشخص بالطاقة المنخفضة وعدم رغبته بالقيام بأي مجهود بدني.
  • شعور الشخص بوجود أوجاع وآلام لا تفسير لها.
  • شعور الشخص بالعجز أو اليأس.
  • التدخين أكثر من المعتاد أو الشرب وتعاطي المخدرات.
  • شعور الشخص بالتردد والارتباك المبالغ فيه بالإضافة إلى النسيان وغضبه بسرعة وانزعاجه وقلقه وخوفه المستمر.
  • افتعال الشخص للمشكلات والصراخ مع أفراد عائلته وأصدقائه.
  • معاناة الشخص من التقلبات المزاجية الحادة والتي تسبب له مشكلات في جميع علاقاته.
  • سماعه أصواتًا غير موجودة واعتقاده بأشياء غير صحيحة.
  • قد يفكر هذا الشخص في إيذاء نفسه أو إيذاء من حوله.
  • عدم قدرته على القيام بالمهام اليومية مثل الاعتناء بأطفاله أو الذهاب إلى العمل أو مكان دراسته.


أسباب الأمراض النفسية

للأمراض النفسية مجموعة مختلفة من الأسباب منها أسباب تعود لعوامل بيئية ويمكن أن تعود إلى عوامل وراثية أيضًا، ومن هذه الأسباب[٤]:

  • الصفات الوراثية، فنسبة احتمال إصابة الفرد بمرض نفسي ترتفع إذا كان لديه أقارب مثل الأب أو الأخ قد اُصيبوا باضطرابات أو أمراض نفسية من قبل، لأن بعض الجينات قد تزيد من فرص الإصابة بمرض نفسي خاصةًّ إذا ساعدتها ظروف الشخص الحياتية.
  • وجود الفرد في بيئة غير صحية قبل ولادته، مثل أن تتعاطى الأم الكحول أو المخدرات أثناء حملها، فهذا قد يرتبط بالأمراض النفسية.
  • تغيير نظام الفرد اليومي قد يؤدي إلى الإكتئاب وإلى الإضطرابات العاطفية.
  • تعرُّض الفرد إلى ضغوط حياتية شديدة، مثل المشكلات المالية أو وفاة أحد أفراد أُسرته أَو حدوث الطلاق فد يُساهم كثيرًا بالإصابة بالأمراض النفسية.
  • الحالات الطبية المزمنة، مثل مرض السكري.
  • تلف الدماغ الناتج عن إصابة بالغة مثل حدوث ضربة عنيفة على الرأس.
  • التجارب الصعبة والصادمة مثل الحروب أو الإعتداءات.
  • سوء المعاملة أو الإهمال في فترة الطفولة.
  • تناول الكحول أو العقاقير المخدرة.
  • إذا أُصيبَ الفرد بمرض نفسي سابق فإنَّ ذلك يزيد من احتمالية إصابته مرة أُخرى.
  • قلة عدد الأصدقاء أو وجود علاقات سيئة في حياة الفرد.


علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية

توجد علاقة وثيقة بين الوضع النفسي والوضع الجسدي للشخص، ويُمكن أن يؤدي سوء الصحة الجسدية إلى خطر الإصابة بالمشكلات النفسية، وكذلك فإن سوء الصحة النفسية يُمكن أن يؤثر سلبيًا على الصحة الجسدية، ولكن غالبا ما يمكن التمييز بين العقل والجسد، ولكن عند النظر في الصحة العقلية والصحة البدنية، لا ينبغي التفكير في الإثنين بطريقة منفصلة، ولذلك على الإنسان أن يعتني بالصحة النفسية لديه تمامًا كما يعتني بالصحة الجسدية، وألا ينحرج من زيارة الطبيب النفسي بين الحين والآخر، فهو كأي طبيب يمكن أن يتعرف على المشكلة، ويشخصها ويحلها قبل أن تتفاقم[٥].


المراجع

  1. "Public Health In Action", cdcfoundation, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Mental Health?", mentalhealth, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  3. "Characteristics of a Mentally Healthy Person", psychologydiscussion, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  4. "Mental illness", mayoclinic, Retrieved 2019-11-7. Edited.
  5. "Physical health and mental health", mentalhealth, Retrieved 2019-11-7. Edited.

فيديو ذو صلة :

453 مشاهدة