محتويات
الأمراض النفسية
الأمراض النفسيّة أو ما يسمى أيضًا بالاضطرابات أو الأمراض العقليّة؛ هي عبارة عن حالات تؤثر على التفكير والشعور والمزاج والسلوك، ويمكن أن تكون عرضيّةً أو طويلة الأمد؛ أي مزمنة، كما يمكن أن تؤثر على القدرة على التواصل مع الآخرين والعمل كل يوم، والسبب الذي يؤدي إلى الاضطرابات النفسيّة غير واضح؛ أي لا يوجد سبب واحد للمرض العقلي؛ بل يوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض العقلية، منها ما يعود إلى الجينات أو إلى تاريخ العائلة، أو إلى تجارب الحياة، مثل التوتر أو وجود تاريخ من سوء المعاملة، لا سيما إذا حدثت في الطفولة أو ربما العوامل البيولوجيّة مثل الاختلالات الكيميائيّة في المخ أو إصابة الدماغ[١].
أسباب الحالة النفسية وعلاجها
يوجد العديد من الاضطرابات النفسيّة المختلفة مع أعراض مختلفة، لكنها تتميّز عمومًا بمزيج من الأفكار غير الطبيعيّة والتصورات والعواطف والسلوك والعلاقات مع الآخرين، ولا يزال عبء الاضطرابات النفسية يتزايد مع وجود آثار كبيرة على الصحّة والعواقب الاجتماعيّة وحقوق الإنسان والعواقب الاقتصاديّة الرئيسيّة في جميع بلدان العالم، ومن هذه الاضطرابات نذكر ما يلي[٢]:
- اضطراب ثنائي القطب: يؤثر هذا الاضطراب على حوالي 45 مليون شخص حول العالم، وعادةً ما يتكون من نوبات هوس واكتئاب مفصولة بفترات من المزاج الطبيعي، ونوبات الهوس تنطوي على مزاج مرتفع أو سريع الانفعال، ونشاط مفرط وخطاب سريع وزيادة تقدير الذات وتقليل الحاجة إلى النوم، ويُصنّف الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهوس ولكن لا يعانون من نوبات الاكتئاب أيضًا على أنهم يعانون من اضطراب ثنائي القطب، وتتوفر علاجات فعّالة لعلاج المرحلة الحادة من الاضطراب ثنائي القطب والوقاية من الانتكاس؛ إذ تساعد هذه الأدوية على استقرار المزاج؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدعم النفسي والاجتماعي عنصر مهم في العلاج.
- انفصام الشخصيّة ومشاكل الذهان الأخرى: انفصام الشخصيّة هو اضطراب عقلي شديد يصيب 20 مليون شخص حول العالم؛ إذ تتمثل أمراض الذهان بما في ذلك الفصام بوجود تشوهات في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات والسلوك، وتتضمن مشاكل الذهان الشائعة الهلوسة المتمثلة بالسمع أو الرؤية أو الإحساس بالأشياء غير الموجودة والاضطراب الوهمي المتمثل بالمعتقدات الخاطئة الثابتة أو الشكوك التي يتمسك بها المصاب حتى عندما يوجد دليل على عكس ذلك، ويمكن أن يجعل الاضطراب من الصعب على الأشخاص المتأثرين العمل أو الدراسة طبيعيًّا، ويبدأ الفصام عادةً في أواخر سن المراهقة أو البلوغ المبكر، ويعد العلاج بالأدويّة والدعم النفسي الاجتماعي فعّالًا لعلاج هذه الحالات؛ إذ إنه مع العلاج المناسب والدعم الاجتماعي يمكن للأشخاص المتضررين أن يعيشوا حياةً منتجةً، وأن يكونوا مندمجين في المجتمع، كما يمكن أن يساعد تيسير المعيشة بتوفير السكن والعمل للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية شديدة، بما في ذلك انفصام الشخصية، تحقيق العديد من أهداف الشفاء لأنهم غالبًا ما يواجهون صعوبةً في الحصول على مكان للعيش والعمل الطبيعي.
- الاكتئاب: هو اضطراب عقلي شائع في جميع أنحاء العالم؛ إذ على الصعيد العالمي يعاني ما يقدر بنحو 264 مليون شخص من الاكتئاب، ويتمثل الاكتئاب بالحزن، وفقدان الاهتمام أو المتعة والشعور بالذنب أو انخفاض قيمة الذات والنوم المضطرب أو الشهية المضطربة والتعب وضعف التركيز، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب أيضًا من شكاوى جسديّة متعددة دون سبب جسدي ظاهر، ويمكن أن يكون الاكتئاب طويل الأمد أو متكررًا؛ مما يضعف قدرة الناس على العمل في العمل أو المدرسة والتصرف في الحياة اليومية بشكل كبير، وفي أشد حالاته يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى الانتحار، وقد ثبت أن برامج الوقاية تقلل من الاكتئاب، وتوجد أيضًا علاجات أخرى فعالة؛ فيمكن علاج الاكتئاب الخفيف إلى المعتدل بفعاليّة من خلال علاجات التحدث، مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي، ويمكن أن تكون مضادات الاكتئاب شكلًا فعالًا من العلاج للاكتئاب المتوسط إلى الشديد، ولكنها ليست الخط العلاجي الأول لحالات الاكتئاب الخفيف، كما لا ينبغي أن تستخدم لعلاج الاكتئاب لدى الأطفال، ويجب أن يتضمن علاج الاكتئاب الجوانب النفسية والاجتماعية، بما في ذلك تحديد عوامل التوتر كالمشاكل المالية، وتحديد الصعوبات في العمل أو الاعتداء البدني أو العقلي، ويتضمن كذلك على مصادر الدعم، مثل أفراد الأسرة والأصدقاء، ومن المهم الحفاظ على العلاقات الاجتماعيّة والأنشطة الاجتماعيّة أو إعادة تنشيطها.
- الخرف: في جميع أنحاء العالم يعاني حوالي 50 مليون شخص من الخرف، وعادةً ما يكون الخرف ذا طبيعة مزمنّة أو تقدميّة؛ إذ يكون هناك تدهور في الوظيفة الإدراكيّة؛ أي القدرة على معالجة الفكر بما يتجاوز ما يمكن توقعه من الشيخوخة الطبيعيّة؛ كما يؤثر على الذاكرة والتفكير والتوجه والفهم والحساب وقدرة التعلم واللغة والحكم، وعادةً ما يصاحب الخرف ضعف الوظيفة الإدراكيّة، ويسبقه أحيانًا تدهور في التحكم العاطفي أو السلوك الاجتماعي أو الحماس، ويحدث الخرف بسبب مجموعة متنّوعة من الأمراض والإصابات التي تصيب الدماغ ، مثل مرض الزهايمر أو السكتة الدماغية، ورغم عدم وجود علاج متاح حاليًا لعلاج الخرف أو منع تدهور الحالة؛ إلا أن العديد من العلاجات قيد الدراسة، ومع ذلك يمكن فعل الكثير لدعم وتحسين حياة الأشخاص المصابين بالخرف ومقدمي الرعاية لهم وعائلاتهم.
العوامل المساعدة للأمراض النفسية
لا يوجد سبب واحد للمرض النفسي؛ إذ يوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تسهم في خطر الأمراض النفسيّة منها ما يلي[١]:
- إصابة في الدماغ.
- تعرض الأم للفيروسات أو المواد الكيميائية السامة أثناء الحمل.
- تعاطي الكحول أو المخدرات الترفيهية.
- وجود حالة طبيّة خطيرة مثل مرض السرطان.
- وجود عدد قليل من الأصدقاء، والشعور بالوحدة أو العزلة
- الجينات وتاريخ العائلة.
- تجارب الحياة، مثل التوتر أو وجود تاريخ من سوء المعاملة، لا سيما إذا حدثت في الطفولة.
- العوامل البيولوجية، مثل الاختلالات الكيميائية في المخ.
الأعراض العامة للأمراض النفسية
يمكن أن تختلف علامات وأعراض الأمراض النفسيّة حسب الحالة والظروف وعوامل أخرى، ويمكن أن تؤثر أعراض المرض النفسي على العواطف والأفكار والسلوكيات، ومن هذه العلامات والأعراض نذكر ما يلي[٣]:
- الانسحاب من بين الأصدقاء والأنشطة.
- التعب الشديد، والطاقة المنخفضة أو مشاكل النوم.
- الانفصال عن الواقع أو جنون العظمة أو الهلوسة.
- تغييرات كبيرة في عادات الأكل.
- تغير الدافع الجنسي.
- الشعور بالحزن.
- التفكير المشوش أو انخفاض القدرة على التركيز.
- الخوف المفرط، أو الشعور الشديد بالذنب.
- تغيرات مزاجيّة شديدة ما بين الفرح والحزن.
- في بعض الأحيان تظهر أعراض اضطراب الصحة العقلية على هيئة مشاكل جسدية، مثل آلام في المعدة، أو صداع، أو آلام في الظهر، أو غيرها من الأوجاع والآلام غير المبررة.
المراجع
- ^ أ ب "Mental Disorders", medlineplus, Retrieved 4-1-2020. Edited.
- ↑ " Mental disorders", who,28-11-2019، Retrieved 4-1-2020. Edited.
- ↑ "Mental illness", mayoclinic, Retrieved 4-1-2020. Edited.