آثار الضغوط النفسية

آثار الضغوط النفسية

الضغوط النفسية

تزدحم حياتنا بالعديد من الضغوطات النفسية، فقد يواجه بعضنا ضغوطاتٍ نفسيةً شديدةً ومُزمنةً أثناء العمل تؤثر سلبيًا على حياتنا الاجتماعية والوظيفية كثيرًا، كما قد يواجه البعض الآخر مجموعةً من الضغوطات الأسرية كالموت والطلاق والانفصال والتي تنعكس بدورها على الأداء الوظيفي للبعض وتؤدي به لخسارة عمله، بالإضافة إلى المشاكل المالية والمادية غير المتوقعة[١]، كما تؤثر الضغوط النفسية على حياتنا وعلاقتنا، فلها أيضًا دور سلبي على صحتنا وسلامتنا، فهي سبب أول ورئيسي للإرهاق والتوتر وظهور العديد من الأمراض العضوية والنفسية والعاطفية عند العديد من الأشخاص بسبب التغيرات الفسيولوجية، إذ تُؤدي الضغوط النفسية المُستمرة أيضًا للإصابة بالصداع، وارتفاع ضغط الدم، وآلام في الصدر، ومشاكل في النوم[٢]، لذلك سنوضّح في هذا المقال أهم الآثار التي تعود على حياتنا وأجسامنا نتيجة استسلامنا للضغط النفسي.


يُمكن تعريف الضغط النفسي على أنه ردّة فعل تصدر من الجسم عند تعرض الإنسان لأنواع التهديد سواء أكان حقيقيًا أو خياليًّا، ممّا يؤدّي لرد فعل الجسم على الموقف، مما يُسبب التوتر وزيادة نبضات القلب، وزيادة ضغط الدم، ولذلك فإنّ التوتّر أو الضغط في الحالات الطبيعيّة يُعدّ أمرًا يُحفّز الإنسان، ويساعد في حماية جسمه، لكنّ هذا الأمر ينقلب ضدّ جسم الإنسان عندما يزيد عن حدّه[٣][٤].


آثار الضغوط النفسية

توجد آثار خطيرة للضغوط النفسية تؤثر على المجتمع والإنسان، وسنتناول فيما يأتي بعض منها[٥][١]:

  • الإصابة بالعزلة الاجتماعية: وقد يحدث ذلك نتيجة بعض الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يعاني من الضغوط، فهو كثير الضجر، ودائم الصراخ، وسريع الغضب، مما يؤدي لنفور المجتمع المحيط به منه وبالتالي تعرضه للعزلة الاجتماعية، حتى أنّه يبتعد عن عائلته وأصدقائه.
  • تعريضه لبعض السلوكيات الخاطئة: قد تجعل الضغوط النفسية بعض الأشخاص يميلون لبعض الممارسات الخاطئة، فقد يميل البعض للإدمان على بعض الأدوية، أو تناول الكحول، أو التدخين، ظنًا منه بأنها تبعده عن عالمه الواقعي وتوفر له عالمًا افتراضيًا جميلًا.
  • إصابة الإنسان ببعض المشاكل الجسديّة الصحية: فنلاحظ على المصابين معاناتهم من الصداع أغلب الوقت، إضافة لتغيّر في شهيّتهم للأكل، والمعاناة من سوء الهضم والشعور بالغثيان، وخفقان القلب، والمعاناة أيضًا من التشنّجات العضليّة، والإصابة بالبرد، أو الإنفلونزا بتكرار أكبر.
  • التأثير على الصحة العقليّة: إذ يلاحظ عدم قدرة الشخص على التركيز، وأدائه لواجباته أداءً صحيحًا، كما قد يعاني البعض من اضطرابات النوم والإحساس الدائم بالأرق، ومشاكل في القدرة على التعلّم، وظهور الأفكار السلبيّة والسيّئة أيضًا، لذا فقد يعاني الشخص من الاكتئاب أحيانًا، بالإضافة للضعف العام في الجسم والإحساس الدائم بالإرهاق.


كيفية التخلص من الضغوط النفسية والقلق

للتخلّص من الضغوط النفسية والقلق تجب مراعاة بعض الأمور وتطبيقها لتُساعد في التخلص من التوتر والضغط النفسي ومنها ما يأتي[٦][٢]:

  • الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق.
  • تخصيص وقت للنفس والعائلة بعيدًا عن ضغط العمل المستمر.
  • ممارسة الرياضة باستمرار، لأنّ التمارين الرياضيّة تساعد على تقوية الجسم من أجل التصدّي للآثار التي قد تنتج بسبب التوتر.
  • محاولة تنظيم الوقت جيدًا لتجنب الضغط.
  • تقبل بعض الأمور التي لا يمكن تغييرها والتعامل معها إيجابيًا.
  • الاسترخاء وتخصيص وقت للقراءة والاستمتاع بالنشاطات المفضلة.
  • الحفاظ على المواقف الإيجابية التي تُسبب السعادة.
  • تناول وجبات الطعام الصحية والمتوازية.
  • الحصول على وقت كافٍ ومناسب من النوم والراحة، لإعطاء فرصة للجسم ليرتاح من أنواع الضغوط المختلفة.
  • تجنّب اللجوء للكحول والمُخدرات للتقليل من التعب والإرهاق.
  • البحث عن وسائل الدعم الاجتماعي.
  • البحث عن علاج مناسب مع طبيب نفسي، متخصّص بكيفيّة التعامل مع التوتر، من أجل تعلّم الطرق المختلفة التي يستطيع من خلالها الشخص أن يتخلّص من التوتر والضغط بطرق صحيّة.


أنواع الضغوط النفسية

توجد أنواع مُختلفة للضغوط النفسية، منها التوتر الحاد، ونوبات التوتر الحاد، والتوتر المُزمن، وفيما يأتي توضيح لها[٧]:

  • التوتر الحاد: يُعد التوتر الحاد من أكثر أنواع الضغوط النفسية انتشارًا وشيوعًا، ويظهر هذا النوع من خلال ردة فعل الجسم عند التعرّض لموقف، أو محفّز جديد، منها المشاكل العائلية، والتعرّض لحوادث السيارات، ومشاكل العمل، فالجسم حينها يعطي رد فعل بناءً على هذه المواقف، وهذا التوتر لا يُعد سيئًا في أغلب الأوقات، فرُبما يكون صحيًا للمستقبل لأنه يمنح العقل والجسم تطورًا أفضل في الحالات العصبية، لكنّ الضغط الحاد الشديد مثل الذي يحدث عندما يصبح الشخص ضحيةً جريمةً مثلًا يمكن أن يؤدّي لمشاكل صحيّة عقليّة، منها اضطراب ما بعد الصدمة.
  • نوبات التوتر الحاد: يأتي هذا النوع من الضغط عند تكرر التوتر الحاد، ويتعرض لهذا النوع من الضغوط الأشخاص الذين يعانون من الأزمات، وتؤدّي نوبات التوتر الحاد لإصابة الشخص بالقلق، وسرعة الانفعال، والتشاؤم، والمزاج السيئ، كما أنه يؤدي لصحة سيئة وسلبية ويؤدي لتغير حياة الأشخاص الذين يعانون منه، لأنّهم يستسلمون لهذا النوع من التوتّر، ويعتبرونه جزءًا من حياتهم.
  • التوتر المُزمن: يؤدي عدم علاج التوتر الحادّ لفترة طويلة لزيادة التوتر، ممّا يؤدّي لتحوّله لتوتر مُزمن يُمكن أن يكون سببه وظيفةً سيئةً، أو عائلةً سيئةً، أو زواجًا غير سعيد، ويُؤثر هذا النوع من الضغط على الصحة فيكون ضارًا لها ويُمكن أن يُسبب بعض الأمراض مثل أمراض القلب، وأمراض الرئة، والسرطان، وتليّف الكبد، أو حتى انتحار الشخص بسبب التوتر المزمن.


إدارة الضغوط النفسية

تؤثر الضغوط النفسية على كل شخص تأثيرًا مُختلفًا، فبعض الأشخاص يُصابون بالاكتئاب والغضب، والنوم الزائد، وآلامًا في المعدة والصداع ، بينما يعاني أشخاص من المرض المتكرّر، خاصّةً إذا تعرّضوا للتوتر المزمن، ولذلك يجب إدارة الضغوط النفسية من أجل المحافظة على الصحة، لكن من المستحيل التخلص تمامًا من التوتر والضغط النفسي لكن يُمكن السيطرة والتغلّب على الضغط السلبي، ومن أجل المحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض يجب اتباع النصائح الآتية[٧]:

  • أخد قدر كافٍ من الاستراحة من كل شيء يُسبب التوتر.
  • اعتناء الشخص بنفسه دائمًا، من خلال تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة، والنوم الكافي.
  • التواصل الاجتماعي، وتجنّب العزلة بعد حصول مشاكل وأحداث مُرهقة.
  • الحصول على الدعم من خلال التحدث لأشخاص آخرين.


المراجع

  1. ^ أ ب "Stress", mentalhealth, Retrieved 2019-10-9. Edited.
  2. ^ أ ب "Stress", clevelandclinic, Retrieved 2019-10-9. Edited.
  3. "Stress Symptoms, Signs, and Causes", helpguide, Retrieved 2019-10-9. Edited.
  4. "Stress Symptoms", webmd, Retrieved 2019-10-9. Edited.
  5. "Causes and Effects of Stress", fairview, Retrieved 2019-10-9. Edited.
  6. "Stress management", mayoclinic, Retrieved 2019-10-9. Edited.
  7. ^ أ ب "What’s Your Stress Type?", healthline,2016-7-25، Retrieved 2019-10-14. Edited.

فيديو ذو صلة :