تعرّفي على طرق التحرّر من مشكلة الأكل العاطفي

تعرّفي على طرق التحرّر من مشكلة الأكل العاطفي

هل تعانين من مشكلة الأكل العاطفي؟

مما لا شك فيه أنّ الغالبية العظمى من البشر قد يمرون بفتراتٍ يسيطر الشعور بالإحباط والضيق عليهم، ويعد اللجوء لتناول الطعام من الطرق الأكثر شيوعًا بين الناس وهو جزءً من ممارسةِ عادةٍ تسمى بالأكل العاطفي، يلجأ الأشخاص لتناول الطعام بكثرة لإزالة وتهدئة المشاعر السلبية، ولكن في الوقت ذاته قد يشعرون بالذنب بعد تناولهم للطعام بهذه الطريقة المفرطة، وستؤدي لمشاكلٍ عدة كزيادة الوزن، وقد يدفع الأشخاص للأكل العاطفي أسبابٌ عدة كضغوط العمل والدراسةِ والقلقِ وبعض المشكلات الصحية، وقد تكون صراعات العلاقات الاجتماعية هي السبب الرئيسي لهذه المشكلة، كما تؤثر هذه الحالة على كلا الجنسين ولكن وفقًا لبعض الدراسات فإنها أكثر شيوعًا لدى النساء، إذ إنّ المشاعر السلبية تدفع إلى الشعور بالفراغ العاطفي ويعتقد البعض أنّ الطعام وسيلةً لِملء هذا الفراغ، وأنه يخلق شعورًا كاذبًا بالامتلاء، وقد ينشأ هذا الفراغ بسبب فقدان الدعم الاجتماعي في أوقات الحاجة العاطفية أو عدم فهم الفرق بين الجوع الجسدي والعاطفي[١].


تعرّفي على طرق التخلص من مشكلة الأكل العاطفي

في بعض الأحيان تكون الرغبة في تناول الطعام في أشد حالاتها عندما تواجهين مشكلاتٍ عاطفيةً لخلق شعورٍ بالراحة، وقد تتناولين الطعام بوعي أو بغير وعي عند الشعور بالتوترِ أو الملل، ونحن بالفعل في أغلب الأوقات لا نأكل فقط استجابةً للجوع الجسدي بل نلجأ إلى الطعام من أجل الشعور بالرحة والتخفيف من التوتر أو لنكافئ أنفسنا، ونميل عادةً للوجبات السريعة والمليئة بالسكريات والكثير من الأطعمة غير الصحية، ولكن للأسف هذه العادة لا تحل المشاكل العاطفية في الواقع وقد تجعلكِ تشعرين بسوءٍ أكبر بعد إفراطك في تناول الطعام، وستجدين نفسك بين المشكلة العاطفية التي تواجهينها وبين الشعور بالذنب لما أفرطتِ فيه من الطعام.


وقد يؤدي الأكل العاطفي لتدمير جهودكِ فيإنقاص وزنكِ، فغالبًا يؤدي الإفراط في تناول الطعام وخاطةً الأطعمة التي تحتوي على سعراتٍ حراريةٍ عالية والأطعمة المليئة بالسكر والدهون إلى فشل نظامك الصحي وعدم تحقيق هدفكِ في إنقاص وزنكِ، فعندما يكون الأكل هو الآلية الوحيدة للتأقلم مع المشكلات العاطفية سيكون الدافع والحل هو فتح ثلاجة المنزل كلما شعرتِ بالتوتر أو الإنزعاج أو الوحدة والملل، وبالتالي ستقعين في مشكلةٍ غير صحية بتاتًا، إضافةً للمشكلة العاطفية الأولى التي لم تُعالج، لأنه ببساطة لا يمكنكِ ملء الجوع العاطفي بالطعام، وقد يبدو لكِ أن الأمر يجدي نفعًا في البداية ولكن هذه المشاعر السلبية التي دفعتك للأكل بشراهة ما زالت عالقةً في نفسيتك، وعند لجوئك لهذا الحل ستتوقفين عن التعلم والبحث على الطرق الصحية للتعامل مع عواطفكِ ومع مرور الوقت لن تتحكمي في وزنك وستشعرين بالعجز اتجاه مشاعرك واتجاه الطعام. إذا كنتِ تواجهين مشكلة الأكل العاطفي إليكِ بعض الطرق لتستعيدي السيطرة والتحكم في عاداتك الغذائية ولتتعلمي طرقًا أكثر صحةً للتعامل مع مشاعرك[٢][٣]:


خففي من التوتر قدر الإمكان

يساهم الشعور بالتوتر لتناول الطعام العاطفي بكميات كثيرة، إضافةً إلى أنه يخلق رغبةً شديدةً لتناول الأطعمة المالحة والحلوة والمقلية وغيرها من الأطعمة التي تمنحكِ الطاقة والمتعة، لذلك ننصحك أن تجربي ما يسمى بإدارة الإجهاد والتوتر؛ عن طريق ممارسة رياضة اليوغا مثلًا أو تمارين التأمل والتنفس العميق، وعند شعوركِ بالجوع حاولي أن تختبري حقيقته هل جوعكِ جوعٌ جسدي أم عاطفي؟ فإن كنتِ قد تناولتِ الطعام قبل ساعاتٍ قليلةٍ فقط ومعدتكِ غير فارغة فقد يكون جوعكِ في هذه الحالة جوعًا عاطفيًا، امنحي نفسكِ بعضًا من الوقت لتتناولي الطعام مرةً أخرى.


حاربي الملل واملئي أوقات فراغكِ

فبدلًا من تناول الوجبات الخفيفة بالرغم من شعورك بالشبع وعدم حاجة جسمك لها، أو استخدامك للطعام كوسيلة لإشغال فمكِ ووقتكِ، شتتي نفسكِ ومارسي سلوكًا أكثر صحة؛ تمشي أو شاهدي فيلمًا، واستمعي للموسيقى، واقرئي وتصفحي الإنترنت، أو قابلي بعض الأصدقاء.


تناولي وجباتك ببطىء ومهل

عندما تأكلين لإشباع مشاعركِ من خلال الأكل العاطفي فإنك ستأكلين بسرعةٍ كبيرة وبدون تذوق لقوام ومذاق طعامكِ ودون التركيز في شكله أو لونه ورائحته، فحاسة التذوق ستساعدك على تقدير كل لقمة من طعامكِ وبالتالي ستشعرين بالشبع بكمياتٍ أقل بكثير من المعتاد، إذ يستغرق جسمك في إرسال اشارات الشعور بالشبع للعقل وقتًا طويلًا، فقضاء الوقت الكافي في التفكير بشعورك بعد تناولك ببطئ لوجبتكِ سيساعدك على تجنب الإفراط في الطعام.


حضري وجبات خفيفة صحية

إذا شعرت بحاجةٍ مُلحة لتناول الطعام بين الوجبات، اختاري وجبةً خفيفةً صحيةً، كالفاكهةِ الطازجةِ مثلًا، أو الخضراوات الخفيفة، أو المكسرات، أو بعض الفشار المحضر بطريقةٍ صحية، وفي أسوأ الأمور إن لم تُرضي هذه الوجبات رغبتك الملحة، فاختاري منتجاتٍ منخفضة السعرات الحرارية من الأطعمة المفضلة لديكِ.

ابني عاداتٍ صحية وداومي عليها

ضعي التمارين الرياضية في أولوياتك، فالنشاط البدني يساعد على تحسين حالتكِ المزاجية ويمدكِ بمستوى طاقةٍ كبير؛ إضافةً إلى أنه يعد عاملًا فعالًا في تقليل التوتر، وبالتالي ستحصلين على الراحة التي ستجعلك أكثر تحكمًا بشهيتكِ وبرغبتكِ في تناول الطعام. ننصحكِ أيضًا أن تخصصي وقتًا للاسترخاء لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل كل يوم للتخلصي من الضغط ولتحصلي على قسط من الراحة من المسؤوليات التي تقع على كاهلك.


متى عليكِ استشارة الطبيب في حل مشكلة الأكل العاطفي؟

قد يكون حل هذه المشكلة أمرٌ شاق ومتعب، لكن ننصحك بأن تحاولي النظر إلى الأكل العاطفي على أنه فرصة للتواصل بطريقةٍ جيدة مع نفسكِ ومشاعركِ، فهذا سيساعدكِ مع التكرار يومًا بعد يوم إلى فهم نفسكِ وحاجياتكِ، إضافةً إلى مساعدتكِ في خلق وتطوير عاداتٍ غذائية صحية أكثر وأوسع، أما إن تركتِ الأكل العاطفي دون معالجةٍ أو مواجهة؛ فقد ينتهي بكِ الأمر إلى تعرضكِ لاضطراب الأكل بشراهة أو اضطرابات الأكل الأُخرى، من الضروري أن تستشيري طبيبكِ إذا شعرتِ بأن أساليب تناولكِ للأكل خرجت عن سيطرتكِ، فقد يحيلكِ الطبيب إلى مستشار أو أخصائي تغذية ليساعدكِ في المعالجة لحل مشكلة الأكل العاطفي[١].


المراجع

  1. ^ أ ب Ashley Marcin (2018-08-28), "Emotional Eating: What You Should Know", healthline, Retrieved 2020-09-14. Edited.
  2. "Emotional Eating and How to Stop It", helpguide, Retrieved 2020-09-18. Edited.
  3. "Weight loss: Gain control of emotional eating", mayoclinic, Retrieved 2020-09-15. Edited.

فيديو ذو صلة :