السحر
يصنف السحر على أنه من الموبقات وأعظم ما حرمه الله عز وجلّ، وقد انتشر بكثرة بين الناس في يومنا هذا فظهر الاستخفاف والتساهل بأمر السحر سواء أكان ناجمًا عن جهل أم علم مُسبق بحُرمته يُصاحبه الإصرار على الذنب، علمًا بأنّ السحر هو ما يتلقاه السَحَرة من الجن والإنس سواء أكان عقدًا أو أدويةً أو نفثًا في العقد والعديد من الأمور، كما ظهرت في زمننا هذا أنواع مُختلفة من السحر مثل: سحر التفريق أو ما يُسمى بالصرف، وسحر المحبة أو ما يُسمى العطف، وسحر التخييل وغيرها الكثير باختلاف أهدافها[١].
دعاء لفك السحر المدفون
نرى بعض من يُعالجون السحر يستخدمون طريقة تُسمى النُشرة، والمقصود بها فك السحر باستخدام سحر آخر، وروي أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن النُّشْرةِ؟ فقال: هي مِن عمَلِ الشَّيطانِ [المصدر: العقيدة والآداب الإسلامية | خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد]، والطرق الشرعية لفك السحر[٢]:
- الرُقية الشرعية والتي تكون بقراءة سورة الفاتحة مرارًا وتكرارًا مع الإيمان الكامل بقُدرة الله على الشفاء، وقراءة آيات السحر من سورة الأعراف.
- التوجه إلى خالق الكون القادر على كل شيء بالدعاء، كدعاء رسولنا الكريم "اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا"، ودعاء سيدنا جبريل عليه السلام "بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك" ثلاث مرات أو أكثر.
- كشف مكان السحر لإبطاله، والذي يتم بالدُعاء إلى الله عز وجل، فيكشف الله المكان إما من خلال رؤيا في المنام، وإما بالقراءة على المسحور فيتكلم الجن على لسانه، أو بإخراج الجني من جسم المريض، أو باستعمال الحجامة ليستفرغ المسحور.
حكم السحر
حرّم الله عز وجلّ السحر تحريمًا قطعيًّا لما يتطلبه من تعامل مع الشيطان وعبادته دون الله فكان شركًا بالله عز وجلّ، وظهرت العديد من الأحاديث المكذوبة والباطلة التي بدورها أحلت التعامل بالسحر وتعلمه، وقد بدأ الناس يلتفون حول الحقائق ليجعلوا لهم مخرجًا، وهنا يجب أن يظهر دور العلماء والفقهاء بكشف كذب هؤلاء وإظهار الحق بالاستشهاد بكتاب الله عز وجلّ وكُتب السُنّة النبوية، ومن الأدلة الشرعية على تحريم التعامل بالسحر ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ" [المصدر: صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح][٣].
كما ظهرت العديد من الكُتب التي تُعلم السحر، فحلل الناس تعلُم السحر فقط بهدف المعرفة دون العمل بها بناءً على حديث غير صحيح والذي أتى بالنص التالي: "تعلموا السحر ولا تعملوا به"، وهذا الحديث باطل ليس له أصل، واستشهادًا بقوله تعالى في سورة البقرة آية 102: "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ"، ظهر الدليل على أن تعلم السحر أو التعامل به من أمور الكفر ويجب اجتنابها[٣].
المراجع
- ↑ "السحر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "طريقة علاج السحر"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم تعلم السحر وحكم الكتب التي فيها تعليم للسحر"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2020. بتصرّف.