دعاء لفك النحس

دعاء لفك النحس

هل يوجد دعاء لفك النحس؟

لابد من أنّ الاسلام والشرع نفى وجود ما يُسمى بالنحس، واعتبر ذلك خرافات وعادات تعود لزمن الجاهلية، ولقد نهى الشرع عن هذا الأمر، وحذر من اعتقاده أو تصديقه؛ لأنه من عقائد أهل الشرك وأعداء الأنبياء والرسل، كما أطلق عليه شرعًا باسم التشاؤم والتطير، ودليل ذلك الآية الكريمة التي تقول قال الله تعالى {قالوا إِنّا تَطَيَّرنا بِكُم لَئِن لَم تَنتَهوا لَنَرجُمَنَّكُم وَلَيَمَسَّنَّكُم مِنّا عَذابٌ أَليمٌ * قالوا طائِرُكُم مَعَكُم أَئِن ذُكِّرتُم بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ}(يس:18) فهذا هو تشاؤم منهي عنه في الدين الاسلامي، لذلك لا يوجد دعاء للنحس؛ لأنه ليس له صحة من الوجود، وإنما كل شئ يحصل للإنسان هو قضاء وقدر مكتوب له مسبقًا، ولدفع العين والحسد يجب تحصين النفس وقراءة أذكار الصباح والمساء، والثقة بالله والتوكل عليه؛ فالله يعلم الخير لنا ولا نعلمه نحن[١].


هل يجوز اتهام شخص بأنه مصدر للنحس؟

لا يجوز اتهام أي شخص بأنه مصدر نحس، ولا يجوز لأحد أن يتشائم بأحد أو بنفسه، وأيضًا ذلك دليل على التشاؤم والتطير الذي نهى عنه الاسلام؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى، وإنما حث الاسلام على ما هو عكسه وهو التفاؤل؛ ويقصد به حسن الظن بالله تعالى، إذ يجب على كل مسلم أن يحسن الظن بالله في جميع حالاته وحتى في أسوئها، أي أن من تشاءم من شخص يُعتبر مُسيء الظن بالله، فالتشاؤم من طبع النفوس تقل وتكثر ويجب على كل مسلم التوكل على الله عز وجل؛ لأن ما يُذهب التشاؤم هو التوكل على الله، أي أنّ كل شخص قد يقع في نفسه التشاؤم، ولكن الله يُذهبه بالتوكل عليه[٢].


هل توجد أعمال لجلب الحظ الجيد؟

يقصد بجلب الحظ استدعاء الحظ السعيد، ويختلف حكم هذه الأعمال باختلاف الأسباب أو ما يتم فعله لجلب هذا الحظ، فهناك أعمال تعد مشروعة ولا حرج فيها في الدين الإسلامي، حيث يقوم بها المسلم لحفظ نفسه وأهله ونيل كل ما هو خير وهذ الأعمال مثل: الدعاء، وذكر الله، وصلة الرحم، و ترديد الأذكار، وتلاوة القرآن وغيرها، بينما هناك أعمال أخرى غير محمودة وغير جائزة، بل اعتبرها الاسلام نوع من الشرك وهو الشرك الأصغر، كما أنها ممكن أن تُصبح من الشرك الأكبر في حال آمن صاحبها فيها كثيرًا وزاد تعلقه واعتقاده فيها، وهذه الأعمال مثل: لبس التميمة، والأساور وما شابه ذلك، والتي يعتقد أصحابها أن ارتدائها أو القيام بها يجلب لهم الحظ السعيد،

ودليلًا على ذلك قول الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول حين قال: "فصل في بيان أمور يفعلها العامة: منها: ما هو شرك، ومنها ما هو قريب منه، وبيان المشروع من الرقى والممنوع منها، وهل تجوز التمائم؟ هذه الأمور المذكورة التي يتعلق بها العامة غالباً: من الشرك الأصغر، لكن إذا اعتمد العبد عليها بحيث يثق بها ويضيف النفع والضر إليها كان ذلك شركاً أكبر ـ والعياذ بالله ـ لأنه حينئذ صار متوكلاً على سوى الله، ملتجئاً إلى غيره، ومن يثق بودعة، أو ناب، أو حلقة، أو أعين الذئاب، أو خيط، أو عضو من النسور، أو وتر، أو تربة القبور، لأي أمر كائن تعلقه، وكله الله إلى ما علقه" [٣].

  1. أ.د. حسن شبالة (21/5/2018)، "هل هناك ما يعرف بالنحس والحظ السيء؟"، إسلام ويب. بتصرّف.
  2. الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي (22/9/2016)، "هل وجهي وجه نحس وشؤم ؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2020. بتصرّف.
  3. "جلب الحظ... رؤية شرعية"، إسلام ويب، 26/3/2017، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :