دعاء قصير عن الام

دعاء قصير عن الام

مكانة الأم

للأم مكانة عظيمة في الإسلام؛ فقد أوصى الله سبحانه وتعالى بها، إذ يقول: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، وكذلك أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: (أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ) [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: "أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا فَهَل لي مِن تَوبةٍ؟ قالَ: (هل لَكَ مِن أمٍّ؟) قالَ: لا، قالَ: (هل لَكَ من خالةٍ ؟) قالَ: نعَم، قالَ: (فبِرَّها)" [صحيح الترمذي |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا رسول الله، ايذَن لي بالجهاد، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل لك من أم؟): قال: نعم؛ فقال: (الزم رِجْلَها؛ فثمَّ الجنة) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: حسن][١]، ويقول ابن بطال: "للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر؛ وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم، وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية، وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ}: فسوَّى بينهما في الوصاية"، ويقول القرطبي: "الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر، وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة"[٢].


الدعاء للأم

جاء ذكر فضل الأم والوالدين والدعاء لهما في مواضع متعددة في القرآن والسنة الشريفة، ومن تلك المواضع[١][٣][٤][٥][٦][٧]:

  • قول الله تعالى: {رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]، ويجب الإكثار من هذا الدعاء، صباحًا ومساءً.
  • قول الله تعالى: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]، وقد قال الله في الآية التي تليها: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف: 16].
  • قول الله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41].
  • الدعاء للوالدين في الصلاة، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء) [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما يقول عليه الصلاة والسلام: (أمَّا الرُّكوعُ فعَظِّموا فيه الرَّبَّ وأمَّا السُّجودُ فاجتهِدوا في الدُّعاءِ فقَمِنٌ أنْ يُستجابَ لكم) [صحيح ابن حبان |خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما علمّه التشهد قال: (ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهذا يدل على مشروعية الدعاء للنفس وللوالدين في السجود، وفي آخر الصلاة.
  • دعاء نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا} [نوح: 28].
  • دعاء إبراهيم عليه السلام لوالده: {سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: 47].


فوائد الإحسان للأم

وعد الله عبده المحسن لوالدته، والبار بوالديه بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة، وغيرها من الفوائد، ومنها ما يلي[١]:

  • قبول الأعمال: فقد جعل الله الإحسان إلى الأم سببًا في قبول العمل، وقد قال تعالى يصف عبده البار بوالديه، والشاكر لنعمته: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف: 16].
  • البركة في العمر والرزق: فالمحسن لأمّه ينال فضل البركة من الله سبحانه وتعالى، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أحبَّ أن يُبْسَط له في رزقه، ويُنسَأ له في أَثَرِه؛ فليَصِل رَحِمَه) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فكيف إن كانت الصلة صلة الوالدين، والبرّ برّ العبد بأمه.
  • استجابة الدعاء: فبارّ الوالدين مستجاب الدعوة، وقد أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن رجل من أهل اليمن اسمه أويس القرني، وكان مستجاب الدعاء لأنه من أبرّ الناس بوالدته، وروي عن ثلاثة أشخاص أطبقت عليهم صخرة فاحتُجزوا فأخذ كل واحد منهم يدعو لتنفرج، وكان منهم رجل بار بوالدته؛ ففرج الله عنهم الصخرة ونجوا من الموت.
  • التخلق بخلق الأنبياء: فالأنبياء -عليهم السلام- كانوا القدوة الحسنة في بر الوالدين، فيقول الله تعالى على لسان النبيّ يحيى -عليه السلام-: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14]، وعلى لسان عيسى عليه السلام: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32].
  • التأكيد على صدق الإيمان: فمعاملة الوالدين بالحسنى دلالة على صلاح العقيدة، وحسن الإسلام والتقوى.
  • تجنب عقاب الله في الدنيا والآخرة: فعاق الوالدين له عذاب عند الله، إذ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنَّان) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من ذنب أجدر أن يعجِّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانةِ، والكذبِ، وإنَّ أَعجلَ الطاعةِ ثوابًا لصلَةُ الرَّحِمِ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: حسن].


فضل الأم

ليعرف الإنسان فضل أمّه عليه يجب أن يتأمل ما قد عملته من أجله منذ أن حملته في بطنها تسعة أشهر وتحمّلت معاناة الحمل وأوجاعه وثقله، يقول الله تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]، ورغم تعبها تفرح بحركته في جوفها وإن كانت مؤلمةً، وتتشوق لرؤيته ثم تعيش أقسى الآلام لولادته، إذ يعد ألم الطلق من أصعب الآلام وأشدها على الإطلاق، لكنها بمجرد أن ترى وجه طفلها تنسى تلك الآلام، وتبدأ بخدمته ورعايته ليلًا ونهارًا، وتعد طعامه وشرابه، وتحرسه بعينيها، وتحميه من الأخطار، وتشفق عليه من التعب والوجع، وإذا مرض فهي مستعدة للتضحية بروحها من أجله، وكلما كبر الولد تعلقت الأم به أكثر، فتحزن لحزنه وتفرح لفرحه، وتخفف عنه همومه، وتقوي عزيمته، وتتباهى به بين الناس، وتحفّه ليل نهار بدعائها[١].


حقوق الأم على الأبناء

تقدّم الأم كل ما في وسعها لإسعاد ولدها دون انتظار مقابل، وتجهد نفسها لإرضائه دون أن تنتظر منه كلمة شكرًا، وتكبر هي في العمر وتشيخ وتمرض؛ لهذا يجب على الأبناء رد الجميل في تقديم العناية للأمهات، ومن صور تلك العناية ما يلي[١][٨][٥]:

  • المعاملة بقلب عطوف، ويد حانية؛ إذ تحتاج الأم في مكبرها لحنان الولد ورحمته، فيقول الله عز وجل: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24][١].
  • مناداتها بكلمة أمي لأنها الكلمة الأحب إلى قلبها، وتجنب مناداتها باسمها[١].
  • تجنب الجلوس قبلها، أو المشي أمامها[١].
  • مقابلتها ببشاشة وطلاقة وجه، وابتسامة، فهذا ما يدخل السرور إلى قلبها[١].
  • نيل شرف خدمتها، والتماس حاجاتها دون أن تطلب، وإن طلبت يجب القيام بما طلبت[١].
  • عنايتها بالمرض، والبقاء إلى جانبها وتجنب تركها وحدها[١].
  • الدعاء لها بكثرة؛ فهذا يبهج خاطرها، ويسعد قلبها[١].
  • تقديم الهدايا لها بمناسبة ودون مناسبة؛ فهذا يسرّها، وزفّ البشائر لها لتفرحها وتسعدها[١].
  • شكرها على ما تقدمه؛ فيقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14][١].
  • الاستغفار لها إن توفاها الله، والدعاء لها، وأداء الصدقة عنها، وصلة أقاربها، فقد جاء رجلٌ إلى النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله، هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرُّهُما به بعد موتِهما؟" قال: (نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهِما من بعدهما، وصلة الرَّحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما) [عارضة الأحوذي| خلاصة حكم المحدث: حسن][١].
  • التسامح وطلب العفو حتى لو أخطأت الأم في حق ولدها أو زوجته، فعليه أن يعاملها بالحسنى والطيب، وأن يوصي زوجته خيرًا بها، يقول الله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، وقال تبارك وتعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ} [لقمان: 15] يعني إذا حاول الوالدان إجبارك على الشرك بالله: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]، وهذا يعني ألّا تشرك ولكن عاملهم بالمعروف، حتى لو كانا كافرين، لعظم حق الوالدين على الولد، بالكلمة الحسنة، والأسلوب الطيب[٨]
  • كظم الغيظ، وتجنب نهر الوالدين، إذ يقول الله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: 23][٥].

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان (20-5-2008)، "إنها الأم "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  2. د. بدر عبد الحميد هميسه، "تذكرت أمي"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2020. بتصرّف.
  3. فريق إسلام ويب (13-11-2011)، "دعاء للوالدين"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  4. فريق إسلام ويب (28-1-2000)، "أفضل الدعاء للوالدين وللأهل ما ورد بالمأثور"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت سماوية ، "قبل أن تغيب شمس والديك! "، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  6. الإمام بن باز، "الدعاء في الصلاة للوالدين"، binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  7. د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع، "وجوب بر الوالدين والتحذير من عقوقهما "، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب الإمام بن باز، "توجيه لمن يعاني من مشاكل مع أمه"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :