محتويات
ذكر الله
يقصد بذكر الله جميع أنواع العبادات التي يقوم بها المسلم مثل الصلاة والصوم والحج وقراءة القرآن الكريم والدعاء والتسبيح والتحميد والتمجيد وغيرها من الطاعات التي يقوم بها الإنسان، أمَّا على وجه الخصوص فإنَّ ذكر الله بالألفاظ التي وردت عن الله عز وجل من تلاوة القرآن الكريم أو الألفاظ التي وردت على لسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تتميز بالتمجيد والتنزيه والتقديس وتوحيد الله عز وجل، والمقصود بها في السنة النبوية هو المعنى الخاص، وأعظمها تلاوة القرآن الكريم والتعبد في تلاوته، بالإضافة إلى جميع الأذكار المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم[١].
أنواع الذكر
ينبغي عامةً أن يحرص العبد على ذكر الله عز وجل بقلبه ولسانه وليس باللسان فقط، إذ يوجد بعض الأشخاص الذين لا يستشعرون بما يقولوه من الأذكار، لأنَّ الذكر يكون بتحريك اللسان فقط، ولكن لو استشعر القلب وتدبر لزاد ذلك من إيمان الإنسان ورق قلبه أكثر، والذكر من حيث موضعه نوعين هما: الذكر المقيد والذكر المطلق، ويُقصد بالمقيد ما قيد بمكان أو وقت أو حال، أمَّا المطلق فهو ما لم يُعيَّن بشيء من ذلك وإنما في سائر اليوم، والأذكار ما بعد الصلوات أو بعد الأذان أو ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أي مكان ووقت يُقدّم على سائر الذكر المطلق، لأنَّ المسلم من خلاله يتبع الرسول ويفعل فعله من الصلاة المفروضة، والأفضل الإيتان بالأذكار بعد الصلاة حتى لو كان الذكر فاضلًا مثل قراءة القرآن الكريم، لأنَّ الرسول كان يفعل ذلك الأمر بعد الانتهاء من الصلاة[١].
أحوال الذكر
توجد للذكر ثلاثة أحوال، فقد يكون بالقلب واللسان، وذلك يُعد أفضل أنواع الذكر، وقد يكون بالقلب وحده، وتلك هي الدرجة الثانية، وقد يكون باللسان وحده، وتلك هي الدرجة الثالثة، وقال العالم المسلم الحافظ في مؤلَّف الفتح أنه لا يُشترط استحضار الذكر للمعنى الخاص به، ولكن يُشترط ألا يُقصد به غير معناه، وأنَّ النطق بالذكر والقلب من أكمل الأمور، وأفضل الذكر هو ما تواطئ عليه القلب واللسان، ومما لا شكَّ فيه أنه يوجد الكثير من الفوائد التي تعود على الإنسان من الذكر باللسان، وهي كما يلي[٢]:
- تعويد الإنسان على الذكر، وقد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم لذلك بهدف الكف عن الغيبة والنميمة.
- الاستغفار باللسان حسنة خاصة، إذ إنَّ حركة اللسان فيها غفلة عن الخير خاصة عند اغتياب أي أحد أو فضول الكلام.
- تعويد الجوارح على الخير، حتى يصير لها ذلك مثل الطبع الذي يدفع جملة من المعاصي.
فضل الاستغفار
القلب يتميز بجماله الدائم عند التفكير في طرق تحقيق رضا الله عز وجل، كما أنَّ ذلك يتحقق عندما لا يتوقف لسانه عن ذكر الله خاصةً إذا بقيت جوارحه تعمل في طاعته جل جلاله، ومما لا شكَّ فيه أنَّ الاستغفار يعود على المسلم بمجموعة من الفضائل، وهي كما يلي[٣]:
- طاعة الله عز وجل.
- سبب من أهم أسباب مغفرة الذنوب.
- نزول الأمطار والإمداد بالأموال والبنين.
- دخول الجنة وزيادة القوة بجميع معانيها.
- المتاع الحسن ودفع البلاء والكرب عن الناس.
- زيادة الفضل على الناس، وكفارة المجلس، وسبب لنزول الرحمة.
- أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ كان يستغفر الله سبعين مرة، وورد في رواية أخرى أنه كان يستغفر الله مئة مرة.
أوقات الذكر
يأمر الله عز وجل المؤمنين بذكره كثيرًا من خلال التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير بهدف التقرب لله عز وجل، وأقل ذلك أن يلازم الإنسان في الصباح والمساء وبعد إقامة الصلوات الخمسة وعند العوارض والأسباب، وينبغي على وجه العموم مداومة ذلك في جميع الأوقات والأحوال، وهذه العبادة تدعو لمحبة الله عز وجل ومعرفته وتُعين على الخير وتكف اللسان عن القول القبيح، وعامةً إنَّه من الممكن أن يذكر المؤمن الله عز وجل في المضاجع وعند الاستيقاظ من النوم وكلما ذهب أو راح من منزله وعند الجلوس والقيام[٤].
ومن الجدير ذكره لا يُوجد في الآيات القرانية ما يدل على وجوب ذكر الله عز وجل في كل لحظة أو كل ثانية، فإنَّ هذا الأمر لا يُطاق من قبل أي شخص من البشر، كما أنَّ الله عز وجل لم يكلف به عباده وليس صحيحًا أنَّ الشريعة جاءت بمثل هذا الشيء أو أمرت به، ووفقًا لما جاء به الفقهاء فإنَّ أهل العلم لم يجدوا شيء من ذلك، ومن يقول أنَّ كل جزء من أجزاء جسم الصحابة كان يذكر الله فذلك جميعه من الغلو الباطل الذي لا أصل له في شيء، ومع ذلك إنهم كانوا أفضل الناس وخيرهم وخير قرن بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهم كانوا مثلنا بشرًا يأكلون ويشربون ويبيعون ويشترون ويُخالطون النساء والأولاد ويختلفون ويتخاصمون مع غيرهم، وهذا يدل أنَّ ذكرهم لله في جميع الأوقات من المفاهيم الخاطئة الموجودة لدى البعض لأنهم بشرًا ولا يستطيعون ذلك[٤].
آثار الذكر على القلب
إنَّ ذكر الله عز وجل يُعطي القلب الراحة النفسية وشروح الصدر، وهو من الغايات الأساسية التي يسعى لها عدد كبير من الأشخاص، ومن أجل تحقيقها فإنَّ كثير من الناس ينفقون عليها الأموال، كما يقطعون من أجلها المسافات بهدف الحصول على السعادة والطمأنينة في هذا العالم الذي تُسيطر عليه المفاهيم الجاهلية المتعلقة بالقيم والثقافة والوسائل الإعلامية، ومما لا شكَّ فيه أنَّ الإنسان الذي يبحث عن الأمور المادية يتعب كثيرًا ولا يحصل على الطمأنينة وراحة القلب، كما أنه لا يجد في كثير من الأوقات من يدله على المعنى الحقيقي بهدف الحصول على سعادة القلب والراحة النفسية، والعلاج في هذه الحالة هو ذكر الله عز وجل من ناحية القول والفعل، والذكر يعود على الإنسان بثمار طيبة في النفس سواء على الصعيد الفردي أو المجتمعي، وأبرز هذه الثمار[٥]:
- تحقيق سكينة النفس.
- الطمأنينة في القلب.
- السكون إذا اضطربت الروح.
- اليقين إذا شكَّ الناس فيه.
- الثبات عند القلق.
- الأمل عند الشعور باليأس.
- الرضا إذا سُخط عليه من قبل الآخرين.
المراجع
- ^ أ ب الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (20-2-2016)، "ذكر الله تعالى: أنواعه وفضائله"، موقع الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحوال الذكر الثلاث"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الأذكار في فضل الاستغفار"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب الشيخ محمد صالح ، "هل يجب ذكر الله بالقلب مع كل نَفَس ، وفي كل لحظة ؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
- ↑ السيد مراد سلامة (14-10-2019)، "خطبة عن ذكر الله وآثاره على النفس"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.