فوائد الذكر والتسبيح

فوائد الذكر والتسبيح

الذكر والتسبيح

تقسم الأذكار الشرعية إلى قسمين، أولهما ما هو مطلق وغير مقيّد بزمانٍ أو مكان، أو بكيفية معينة، أو بعدد محصور؛ كأن يذكر المسلم ما شاء من التسابيح، والتحاميد، والتكبير والتهليل ما شاء له أن يذكر، وفي أي وقت أراد، سواء كان في ليل، أو في نهار، ولهذا عظيم الفضل من الله تعالى؛ إذ يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه عبد الله بن بسر -رضي الله عنه-: ( أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به قال: لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ) [ المصدر: صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، أما القسم الثاني من الأذكار ما كان مخصصًا بكيفية معينة، أو بزمان محدد، أو بعدد معلوم، إذ يلزم في هذا النوع من الأذكار التقيد بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومثاله ما ورد من أذكار النوم، والصباح، والمساء، وأذكار الصلاة، وماشابه ذلك من أوقات، وأزمان، وأماكن وردت عن النبي الكريم، كما أن لها فوائد جمّة، وآثارًا عظيمة كما لسواها من الأذكار، وفي هذا المقال سنتحدث عن بعض الفوائد للأذكار والتسابيح العظيمة في ديننا الحنيف.[١]


فوائد الذكر والتسبيح

إن للذكر والتسبيح العديد من الفوائد التي تعود على المسلم باليمن والبركة في حياته، وفي آخرته، وفيما يأتي بعض تلك الفوائد:[٢][٣][٤]

  • يعد من الصدقات: تعد التسابيح والأذكار من الأمور التي تعادل بفضلها فضل الصدقات، إذ يقول في ذلك عليه الصلاة والسلام، في الحديث الذي يرويه أبو ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه-، فيقول: (أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ) [المصدر : صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  • غفران الذنوب: إن للذكر عظيم الأثر في محو ذنوب العبد، وغفرانها، إذ يقول عليه الصلاة والسلام، فيما يرويه أنس ابن مالك -رضي الله عنه-: (إنَّ سبحانَ اللهِ، و الحمدُ للهِ، و لا إلهَ إلَّا اللهُ، و اللهُ أكبرُ تَنفُضُ الخطايا، كما تَنفُضُ الشَّجَرةُ ورَقَها) [ المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: حسن].
  • حب الرسول عليه الصلاة والسلام للذكر: إن للذكر قربةٌ عند رسول الله على سائر الأمور، إذ يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ( لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • غراس الجنّة: يروي أبو هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ) [ المصدر: الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • وصية الخليل إبراهيم عليه السلام: ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيما يرويه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ( لقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أسريَ بي فقالَ يا محمَّدُ أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبرْهم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ وأنَّها قِيعانٌ وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ) [المصدر: تخريج مشكاة المصابيح| خلاصة حكم المحدث: حسن كما قال في المقدمة].
  • حصنٌ من الشيطان: إن الذكر والتسبيح من أعظم ما يحفظ المسلم من الشيطان، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ أمر يحيى بنَ زكريا بخمسِ كلماتٍ أن يعملَ بهنَّ، وأن يأمرَ بني اسرائيلَ أن يعملوا بهنَّ، فكأنه أبطأَ بهنَّ، فأوحى اللهُ إلى عيسى: إما أن يُبلِّغَهنَّ أو تبَلِّغْهنَّ، فأتاه عيسى فقال له: إنك أُمِرتَ بخمس كلماتٍ أن تعملَ بهن، وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بهن، فإما أن تُبَلِّغَهنَّ وإما أن أُبلِّغَهنَّ، فقال له: يا رُوحَ اللهِ إني أَخشى إن سبقْتَني أن أُعَذَّبَ أو يُخسَفَ بي، فجمع يحيى بني إسرائيلَ في بيتِ المقدسِ حتى امتلأ المسجدُ فقعد على الشُّرُفاتِ فحمد اللهَ وأثنى عليه ثم قال: إنَّ اللهَ أمرني بخمسِ كلماتٍ أن أعملَ بهن وآمركُم أن تعملوا بهنَّ. وأولهنَّ: أن تعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا، فإنَّ مثلَ من أشرك باللهِ كمثَلِ رجلٍ اشترى عبدًا من خالصِ مالِه بذهبٍ أو ورِقٍ، ثم أسكنه دارًا، فقال: اعملْ وارْفَعْ إليَّ، فجعل العبدُ يعمل ويرفعُ إلى غير سيِّدِه، فأيُّكم يرضى أن يكون عبدُه كذلك؟ وإنَّ اللهَ خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا. وأمرَكم بالصلاةِ، وإذا قمتُم إلى الصلاة فلا تلتَفِتوا فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُقبِلُ بوجهِه على عبدِه ما لم يلتَفِتْ. وأمرَكم بالصيامِ، ومثلُ ذلك كمثل رجلٍ معه صُرَّةُ مسكٍ في عصابةٍ كلُّهم يجِدُ ريحَ المسكِ، وإنَّ خلوفَ فَمِ الصائمِ أطيبُ عند اللهِ من ريح المسكِ. وأمرَكم بالصدقةِ، ومثلُ ذلك كمثل رجلٍ أسَره العدوُّ فشدُّوا يدَيه إلى عُنُقِه وقدَّموا ليضربوا عُنُقَه فقال لهم: هل لكم أن أَفتديَ نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثيرِ حتى فكَّ نفسَه. وأمركم بذكر اللهِ كثيرًا، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا في أثَرِه فأتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه، وإنَّ العبدَ أحصنُ ما يكون من الشيطانِ إذا كان في ذِكرِ اللهِ تعالى. وأنا آمرُكم بخمسٍ أمرني اللهُ بهنَّ: الجماعةُ، والسمعُ والطاعةُ، والهجرةُ، والجهادُ في سبيلِ اللهِ، فإنه من فارق الجماعةَ قيدَ شِبرٍ فقد خلع ربقةَ الإسلامِ من عُنُقِه، إلا أن يراجعَ، ومن دعا بدعوةِ الجاهليةِ فهو من جثَاءِ جهنَّمَ، وإن صام وزعم أنه مسلمٌ، فادعو بدعوةِ اللهِ التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عبادَ اللهِ ) [المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • أجر عظيم: يقول رسول الله صلى اله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو سعيد الخدري وأبو هريرة -رضي الله عنهما-: ( إنَّ اللهَ تعالى اصْطفَى من الكلامِ أرْبعًا: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إِلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ. فمَنْ قال: سُبحانَ اللهِ كُتِبَتْ لهُ عِشرُونَ حسَنةً، وحُطَّتْ عنهُ عِشرُونَ سيِّئَةً. ومَنْ قال: اللهُ أكْبرُ، مِثلَ ذلِكَ. ومَنْ قال: لا إِلهَ إلَّا اللهُ مِثلَ ذلِكَ، ومَنْ قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ، من قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَتْ لهُ ثلاثُونَ حسَنةً وحُطَّ عنْهُ ثلاثُونَ خَطيئَةً) [المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الذكر والتسبيح عملُ عظيم: يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه أبو الدرداء -رضي الله عنه-: ( ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى. قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ: ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ) [المصدر: صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


حكم الذكر والتسبيح للمرأة دون حجاب

كما أسلفنا فإن الذكر والتسبيح له عظيم الشأن في الدين الإسلامي، كما أنه يعد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، لذا فعلى بالمسلم المواظبة عليها في كل حين وفي كل وقت، وذلك تأسّيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يذكر الله في كل حين وفي كل وقت، وعليه فإنه من الجائز للمرأة أن تذكر الله تعالى، وتسبحه، في كل حين وفي كل وقت، حتى لو لم تكن مرتدية لحجابها، فلا بأس في ذلك.[٥]


المراجع

  1. "حكم تكرار الأذكار الشرعية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالليل والنهار"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  2. "كنوز وأجور التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  3. "الأذكار الشرعية بين الاهتمام والإهمال"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  4. "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  5. "حكم قراءة الأذكار بغير حجاب"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :