علامات الساعة الكبرى
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لعبادته وحده ولإقامة شريعة الله في الأرض وعمارتها وفق قواعده، فجعل للإنسان عمرًا محدودًا يعيشه ثم يموت وبعد الموت سيكون يوم الحساب أو ما يُسمى بيوم القيامة فيُحاسب الله جميع الخلائق على ما قدموه في الحياة الدنيا فإما إلى جنة وإما إلى نار، وليوم القيامة علامات تظهر عند قرب حدوثه تدل على مجيئه وعلى قربه، وتُقسَم هذه العلامات لقسمين هما علامات صغرى وهي العلامات التي ظهرت في عهد النبي عليه السلام وبعده ومنها كثرة البخل والقتل وتطاول الناس في البنيان وكثرة الجهل وغيرها الكثير، وعلامات الساعة الكبرى عشر علامات لم تظهر بعد سنتحدث عنها بالتفصيل في موضوعنا هذا[١].
عدد علامات الساعة الكبرى
عند الحديث عن قيام الساعة لا بد أن نأخذ بالأحاديث الصحيحة والآيات الكريمة فلا مجال للرأي الشخصي ولا مجال فيها للاجتهاد، وفي ذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذاكرون» قالوا: نذكر الساعة. قال: «إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر: الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم) [رواه مسلم]، وفيما يأتي تفصيل لعلامات الساعة الكبرى وعددها عشرة:[٢]
- ظهور دخان: يعد ظهور الدخان بلا سبب واضح من العلامات الكبرى للساعة التي أكدها القرآن الكريم في سورة الدخان وفي الأحاديث النبوية الشريفة.
- ظهور ثلاثة خسوف في الأرض: من علامات الساعة الكبرى ثلاثة خسوف تطال جزيرة العرب والمغرب والمشرق.
- ظهور دابة من الأرض تكلم الناس: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [سورة النمل: 82]، في هذه الآية الكريمة تأكيد لعلامة من علامات الساعة الكبرى، وقد ذكرها حبيبنا المصطفى في الحديث المتقدم ذكره.
- فتنة يأجوج ومأجوج: (حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ) [سورة الأنبياء: 96]، يعد ظهور يأجوج ومأجوج من العلامات الكبرى الفاصلة لقيام الساعة فهي من أشد الفتن والمحن التي تمر على الأرض وفيها أحاديث نبوية طويلة.
- ظهور المسيح الدجال: هو شرّ غائب ينتظر وفي ظهوره فتنة كبيرة فقد ذكره النبي الكريم في أحاديث كثيرة لقيام الساعة ومن صفاته أنه أعور ومكتوبٌ على جبينه كافر يقرأها المسلم فقط، وقد أعطاه الله قدرات كبيرة لفتنة ضعاف الإيمان والذين في قلوبهم شكٌ من البعث والنشور.
- نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام: وفي سيدنا عيسى عليه السلام الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فهو ينزل بعد أن يعيث الدجال في الأرض فسادًا ثم يقتله ويعم في الأرض الخير والسلام حتى أن الأرض تنبت أضعاف ما تنبت من البركة والخير الذي حباه الله به، يقول عليه الصلاة والسلام وفي رواية لمسلم: (وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ) [رواه مسلم].
- ظهور الشمس من مغربها: وهذه من أشد العلامات وأكثرها رعبًا فعند ظهور الشمس من المغرب يغلق معها باب التوبة فلا مجال للاستغفار ولا عودة عن الذنوب ولكن كلٌّ على حاله فمن آمن فلنفسه ومن كفر فعليها.
- ظهور نار من اليمن: نارٌ عظيمة تخرج من قعر عدن في بلاد اليمن تسوق الناس فيهربون منها ليجتمعوا في الشام أرض المحشر في الشام، يقول عليه الصلاة والسلام: وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم [صحيح مسلم].
آخر الزمان
هل نحن على أعتاب آخر الزمان؟ يتساءل الكثيرون حول هذا الأمر وللإجابة على هذا السؤال لا بد من نظرة لأحوال الناس في هذا الوقت فقد كثر الربا والزنا وسفك الدماء والمجاهرة بالمعاصي ونكاد نرى أن جميع الذنوب التي اتركبتها الأمم السابقة موجودة في يومنا هذا، ومما لا شك فيه أن الكثير من العلامات الصغرى قد ظهرت وتبصّرها الجميع فمنهم من أخذ بالرجوع إلى الله ومنهم من أعرض عنها بل واستخف بها وهذا من ضرب الغفلة عن المصير الحتمي للبشر وهو الموت يقول الله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) [سورة الأنبياء: 1]، ولم يتبق سوى العلامات الكبرى التي ما إن ظهرت واحدة تتابعت كحبات الخرز عندها لا ينفع الندم وفي هذا قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) [سورة الأنعام آية رقم 158].[٣]
المراجع
- ↑ "علامات الساعة الكبرى (أشراط القيامة الكبرى)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "علامات الساعة الكبرى بالترتيب والشرح"، mosoah، 20-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
- ↑ " هل نحن حقًا على أعتاب النهاية؟ وفي أي مرحلة نكون؟"، tipyan، 20-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.