محتويات
أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى هي صفات المدح والثناء والتبجيل والتعظيم لله تعالى التي أطلقها على نفسه في كتابه، أو ذكرها لأحد من رسله، أو حفظها الله لنفسه في علم الغيب، ولأن الله سمّى نفسه بها؛ فلا يماثله أو يشابهه بها أحد من العالمين، ولا يعلم وافيها إلا الله تعالى، وحث الله تعالى ونبيه -عليه الصلاة والسلام- على معرفة أسماء الله وحفظها حفظ القلب، إذ كلما زادت معرفة العبد بأسماء الله الحسنى زاد حبه لله وإيمانه به وقوي قلبه وعمله في الخير، إذ قال الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه-: ( أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ ) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حثّ على تعلمها والعمل بمقتضاها، فهي من مجيبات الدعاء، فقد ورد عنه -عليه الصلاة والسلام- في حديث عبد الله بن مسعود أنه قال: (ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال: بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها) [المصدر: مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، أما في زمننا الحاضر فقد ظهرت بعض الدراسات والأبحاث التي تزعم أن لها خصائصًا علاجيةً وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.[١]
فوائد أسماء الله الحسنى للعلاج
لقد انتشر في السنوات الماضية العديد من المنشورات، والأوراق، والمقالات التي تتحدث عن العلاج بأسماء الله الحسنى، وأن لها طاقة علاجية لعدد كبير من الأمراض البشرية، وهو ما يدعى علم البايوجيومتري، وأن مبدأ عملها يعتمد على ترديدها بعدد معين يفيد في الطاقة الجسدية، وما إلى ذلك من شروحات، إلا أن هذه الأبحاث لم تستند إلى دليل شرعي واحد يثبت صحتها، بل يُخشى أنها من الإلحاد بأسماء الله الحسنى كما ذكر بعض أهل العلم الشرعي استنادًا إلى قوله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ الأعراف: 180]، كما أن مفهوم العلاج يأتي على ضربين اثنين، أولهما العلاج الحسي؛ وهو ما يعرف بالتجربة، مثل الدواء، والعمليات الجراحية، وما إلى ذلك من أمور طبية، يعرفها أهل الاختصاص.
أما الثاني ما يكون لأسباب شرعية، كالرقى، والدعاء المشروع لنا في الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وهذا أفاد به العلّامة ابن تيمية رحمه الله، كما أفاد أيضًا أن التداوي بالأمور التي تُصنّف من باب إيهام المريض ببعض الأمور النفسية لتخفيف وطأة المرض عنه لا يجوز العمل بها، حتى لا يتتبعها الإنسان فينساب وراء الأوهام، والتخيلات مما يضر به أكثر مما ينفع، لذا حرّم الإسلام لبس الخيط، والحلقات التي يُعتق بها الشفاء، بل يجب الأخذ بالأسباب العلمية للأمراض والسعي إلا التداوي منها على وجهها الطبي، أو الشرعي، كما وصف بعض أهل العلم هذه المزاعم بأنها افتراء على الله، وذلك لوصفهم أسماء الله الحسنى بما لم يثبت عنها في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، بل إن ما يشرع في أسماء الله الحسنى هو الدعاء بها، كأن يدعو المسلم بأسماء الله الحسنى لرفع البلاء، وشفاء الأمراض، وما سوى ذلك، لذا ينبغي الحذر من هذه الأمور.[٢]
حكم مس الحائض لأسماء الله الحسنى
قد تتساءل المرأة الحائض عن حكم مس، أو إمساك ورقة مكتوب عليها أسماء الله الحسنى، أو ذكرها، وهذا عند أهل العلم من المباحات التي لا تشترط فيها الطهارة للمراة، كما يجوز لها مس الأدعية، والأحاديث الشريفة، كما أن الرأي الراجح من أهل العلم أنها لا تُحرم من شيء من العبادات سوى الصلاة، والصيام، وطواف البيت الحرام، والعلاقة الزوجية من الفرج، أما ما سوى ذلك من عبادات فالأصل فيها الجواز؛ استنادًا إلى حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذلكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي) [ المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٣]
أثر أسماء الله الحسنى في حياة المسلم
إن من الأمور التي يجب أن يستزيد بها المسلم خيرًا، هي أسماء الله الحسنى، إذ إنها تدخل محصيها جنّة الرحمن، فلا بد للمسلم أن يُكرم بها نفسه، وأن يأمر بها أهله؛ نظرًا لعظيم فضلها، ومكانتها، وعن إحصائها فقد قال في ذلك العلّامة ابن حجر العسقلاني: أن الأسماء تمر بمراحل ثلاثة لإحصائها؛ الأولى حفظها، والثانية معرفة معانيها ودلالاتها، أما المرحلة الثالثة فهي التخلّق بها، فالذاكر للرحمن يجب أن يكون بالعباد رحيمًا، والذاكر للطيف يجب أن يكون لطيفًا، كما أن النفس تستقر بكثرة تكرارها والعمل بمقتضاها، ومعانيها، إضافً إلى ذلك فقد زاد على ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله أن من تمام إحصائها أن يدعو بها المسلم في أمر حياته، وفي ذلك يقول تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110]، وقال أيضًا: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110]، لذا فإن التزام المسلم بأسماء الله الحسنى فيه صلاح معاشه في الدنيا، ومعاده في الآخرة، إذ إنها تزيد الحسنات والبركات، والمنافع والفوائد لحياة المسلم، إذ يقول تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201].[٤]
المراجع
- ↑ "أسماء الله الحسنى"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "العلاج بالأسماء الحسنى"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "لا حرج في مس الحائض لأسماء الله الحسنى"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أثر أسماء الله الحسنى في حياتنا"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.