الزيادة على الفرض في العبادات

العبادات

خلق الله عز وجل الإنسان لهدف جليل في هذه الحياة، وهو هدف العبادة، قال تعالى [وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون] {الذاريات/56}، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن العبادة أساس الخلق وغايته، وأن من لا يعبد الله عز وجل بعيد كل البعد عن غاية الخلق التي خُلق من أجلها، ومن هنا فإن الله عز وجل جعل معيار التفاضل بين الناس التقوى دون النظر إلى أموال ولا مناصب ولا علم ولا أي شيء آخر، والتي تتمثل بتطبيق أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.


توجد عبادت واضحة ومفروضة جاءت من الله عز وجل، ومثل هذه العبادات الحكم فيها واضح، وعندما يكون الحكم في العبادة أنها فرض، هذا يعني أنه يثاب فاعلها ويعاقب تاركها. [١]


الزيادة على الفرض في العبادات

العبادات المفروضة من الله عز وجل لا يجوز الزيادة فيها أبدًا في أي حال من الأحوال، فلا يجوز مثلًا التلاعب بفترة ومدة الصيام بحجة الرغبة في الزيادة، كأن يصوم الشخص للعشاء بدلًا المغرب، أو أن يُتم في صيامه 24 ساعة، هذا كله مخالف لما جاء به الدين، لأن الفرض واضح هنا ومحدد.


وفي بعض الحالات يمكن أن تأتي الزيادة في حكم مطلق مثل تحديد عدد ركعات الظهر بأربع ركعات فيصليها خمس ركعات، وهذا غير جائز أيضًا، فالأحكام المطلقة والمحددة بقيمة أو بمعدل ثابت من الشارع لا يجوز الإنقاص منها أو الزيادة عليها. [٢]


ضرورة الالتزام في العبادة

للعبادة أشكال كثيرة، وليست كما يتصور البعض أنها محصورة في أركان الإسلام الخمسة، فكل ما أمر به الله عز وجل وأتى به المسلم فيه عبادة وامتثال لأوامر الله عز وجل. [٣]


يمكن تلخيص أهمية العبادة ومنزلتها في الدين الإسلامي بما يلي:

  • العبادة هي الغاية الأولى والأسمى من الخلق، فالله عز وجل خلق الجن والإنس من أجل عبادته.
  • العبادة وتوجيهها خالصة لله عز وجل فيها تحرر من العبودية لأي كائن مهما بلغت قوة هذا الكائن أو نفوذه أو عظمته، ومهما كان هذا الكائن ملموسًا ومحسوسًا أو لا، فالبعض قد يعبد الشهرة بتعلقه بها أو يعبد الجمال بسعيه اللاهث وراءه وهكذا.
  • النصر والتمكين والثبات من الله عز وجل، فمن التزم عبادة الله عز وجل يورث جل جلاله في قلبه القوة والثبات والإيمان القوي الذي لا يشوبه أي تردد أو خوف.


آثار العبادة على المجتمع

للعبادة والالتزام بها الدور الكبير في تطور المجتمع ورقيه، فالعبادة فيها امتثال لأوامر الله عز وجل، وكل أوامر الله ما هي إلا شرائع وأشياء في صالح العباد، فالله يأمر بالتسامح والرحمة والتآخي والعلم والعمل والصفح وصلة الرحم ومقابلة الإساءة بالإحسان، وإلى جانب هذا كله الاقتداء بالنبي الكريم الذي في خلقه كله عبادة وخير وفضيلة، وفي حال امتثل أبناء المجتمع بكل هذه الأوامر فإن هذا حتمًا سيقودهم إلى التطور الأخلاقي والاجتماعي والعلمي بأشكاله المختلفة.


المراجع

  1. "تفسير وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "، alro7، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2019. بتصرّف.
  2. "الذكار الواردة بعد الفريضة وحكم الزيادة عليها "، الامام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2019. بتصرّف.
  3. "العبادة وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع"، الأألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 90-06-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :