الرضاعة
قال الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233]، ورد لفظ الرضاعة في القرآن الكريم أكثر من مرة، وتُعرَّف الرضاعة بأنَّها: الطريقة التي يأخذ فيها الطفل الحليب من ثديّ الأم، وقد أشارت الآية الكريمة إلى مدة الرضاعة وهي حولين كاملين، ومن الجدير بالذكر أنَّ مضمون الآية ليس أمرًا واجبًا وإنّما هي أمر تكليفيّ أي أنَّ تحرص المرأة قدر المستطاع على إرضاع طفلها هذه المدة، لما في ذلك من تحقيق لمنفعته، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أهمية حليب الأم، وكمية الفوائد التي يمتلكها والتي تساهم بدورها في بناء صحة الطفل وتعزيزها، ولذلك نبّهت الآية الكريمة على هذا الأمر وأكدَّت عليه، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّه يوجد الكثير من الحالات الخاصة والتي ينحرم فيها الطفل من حليب الأم سواءً كانت أسباب تتعلق بالأم أو بالطفل، وقد أجاز الدين الإسلاميّ إرضاع الطفل من غير ثدي أمَّه، ولكن بنى على حدوث هذا الأمر مجموعة من الأحكام الشرعيَّة المختلفة التي تتعلق بالزواج، وفي هذا المقال حديث عن أحكام الرضاعة في الفقه الإسلاميّ.[١]
كم عدد الرضعات التى تحرم الزواج
تلجأ الكثير من الأمهات إلى استرضاع أطفالهنّ عند غيرهنّ من النساء لأسباب مختلفة، وقد ورد في أحكام الرضاعة أنَّه إذا رضع الطفل من ثدي المرأة خمس رضعات متفرّقات ترك الطفل في كل واحدة منهنّ الثديّ من تلقاء نفسه لانشغاله بشيء غيره، أو لانقطاع في نفسه، وعاد بعدها للرضاعة من الثدي، ففي هذه الحالة تُعدّ كل واحدة منهنّ رضعة بحد ذاتها، وأمَّا إذا بقي الطفل يرضع من الثديّ دون أن يتركه فهي عبارة عن رضعة واحدة، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ رضاعة الطفل من ثدي المرأة خمس رضعات متفرقات ترك في كل رضعة منهنّ الثدي من تلقاء نفسه ثمّ عاد ليرضع منه مرة أخرى سواءً قل مقدار الرضعة أو كثر وكان عمره قبل بلوغ الحولين، فإنَّها توجب أحكام الرضاعة على الطفل الرضيع، فُتصبح المرأة التي أرضعته أمًّا له في الرضاعة، وينطبق عليه بعدها حكم الابن.[٢]
أحكام الرضاعة
إنَّ رضاعة الطفل من ثدي المرأة خمس رضعات متفرقات قبل بلوغ الحولين تجعل من المرأة المُرضعة أمًّا له في الرضاعة، ويُصبح الرجل الذي جاء حليب المرأة بمجامعته لها أبًا له في الرضاعة، وفي هذه الحالة يكون الطفل ابنًا لكل منهما، وبالتالي يُصبح جميع أبناء المرأة من زوجها ومن غيره، وجميع أبناء الرجل من زوجته ومن غيرها إخوانًا في الرضاعة للطفل الرضيع سواءً كانوا مولودين في فترة الرضاعة أو وولدوا بعدها أو قبلها، ومن الجدير بالذكر أنَّه يترتب على ذلك جميع الأحكام التي تنطبق على الأخوة، فلا يجوز للطفل الرضيع أن يتزوج من المحرّمين عليه من أبناء كل من الزوج والزوجة، فإنَّ ما يحرم في النسب يحرم في الرضاع، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأحكام غير منطبقة على إخوة الطفل الرضيع بالنسب.[٣]
المراجع
- ↑ "آية الرضاع"، موسوعة النابلسيّ، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "مسألة حول عدد الرضعات التي تحرم وكيفيتها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "بعض أحكام الرضاع في الفقه الإسلامي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.