محتويات
أحاديث صحيحة بالنهي عن اللعن
يوجد في السيرة النبوية الكثير من المواقف الدالة على نهي وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم لعْنِ أحَد من المسلمين، أو لعن الريح أو الحيوان، أو لعن أي شيء لا يستحق اللعن ومن أهم هذه المواقف مايلي[١]:
النهي عن لعن المسلم
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ)[الفتاوى الحديثية |خلاصة حكم المحدث:صحيح]، وقال الطيبي: واللعان هو الذي يُكثر من لعن الناس ويبعدهم عن رحمة الله تعالى، كأنّه يقول: لعنة الله على فلان أو تعبير عن غضبه عليه أو أدخله النار.
- عَنْ أبي الدَّرْداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامة) [صحيح ابن حبان |خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]، وفي هذا الحديث يعني أنّ المؤمنين لن يشفعون يوم القيامة للعانين اللذين استوجبو النار، ولا يرزقون الشهادة في ثلاثة أقوال وأشهرها هي أنهم لن يكونوا شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات، والثانية لن يكونوا شهداء في الدنيا أي لا تقبل شهادتهم لفسقهم، والثالثة لن يرزقون الشهادة وهي القتال في سبيل الله تعالى.
- عن سَمُرَة بْن جُنْدُب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار)[الترميذي| خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح].
النهي عن لعن المعاصي
الشخص الذي يخطئ وقد وقع في مصيبة فأنّه بحاجة إلى أنّ نأخذ بيده ولا نزيد عليه من العتب واللوم واللجوء إلى اللعن فنكون بذلك عوناً للشيطان عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَكران، فأمر بضَربه، فمِنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عونَ الشَّيطان على أخيكم) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي رواية آخرى لأبي داوود وصححها الألباني قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)، فإذا دعوا عليه باللعن والخزي فكأنّهم قد حصَّلو مقصود الشيطان، ويُستفاد من ذلك منع الدُّعاء على العاصي بالإبعاد من رحمة الله تعالى.
النهي عن لعن الحيوان
الرحمة بالحيوان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يجوز تعذيبه أو تجويعه، أو حتى تكليفه ما لا يطيق، بل وحرّم تلعينه أيضاً، فعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال:(بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ فضجرت، فلعنَتْها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خُذُوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، وقال القاضي عياض: وقد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الناقة بما أمر من أخذ ما عليها وإعرائها من أداتها، كما قال ابن الجوزي: اللعنة البعد، وإنّما يكون جزاء الغلط، والناقة حيوان غير مُكلف، فلا تقع عليها اللعنة، فتجدر الإلاشارة إلى أنّ لهذا السؤال أربعة أجوبة أولها، خروج الناقة من البركة واليُمن،ودخولها في الشر والشؤم، والجواب الثاني أنّه نهي عن ركوبها لأنّ الناقة ظلمها باللعن فتخوف رجوع اللعنة عليه، والجواب الثالث أنّ دعوة اللاعن للناقة كانت مجابة ولهذا قال:(أنّها ملعونة)، والجواب الرابع أنّما فعل هذه عقوبة لصاحبها لئلا يعود إلى مثل ذلك.
النهي عن لعن الريح أو لعن أي شيء
لعن الريح أمر لا يستحق اللعنة عليه، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه: أنّ رجلاً لعن الرَّيحَ، وفي لفظ آخر (أنّ رجلاً نازعته الريحُ رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنها فأنّها مأمورةٌ، وأنّه مَنْ لعن شيئاً ليس له أهل رجعت اللعنة عليه)[أبو الداوود| خلاصة حكم المحدث: سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]، إذ تجدر الإشارة أنّ الرياح مٌسيرة ومُسخرة بأمر الله تعالى عز وجل، وكل ما تفعله أما بالرحمة أو بالنقمة، وهو أمر من الله لها.
تعريف اللعن
يُعرّف اللعن على أنّه الإقصاء والإبعاد، والدعاء للغير بالطرد من رحمة الله تعالى، ويُعدَّ اللعن من أخطر وأشد أغلاط اللسان، ومن الذنوب الكبيرة التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد عرفنا الرسول الكريم بعقاب اللعانين وهو العذاب الشديد، وتجدر الإشارة أنّ الدعاء باللعن ليس من أخلاق المسلمين الذين أمرهم الله تعالى بالرحمة واللين بينهم، والذين أمروا بالتعاون على البر والتقوى، وجعلهم الله تعالى كالبنيان يسندون بعضهم، وأنّه على المؤمن أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة فأنّه قد لجأ إلى الهجران ووالبغضاء والكراهية، وعن أنس رضي الله عنه قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً، ولا لعاناً، ولا سباباً)[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث:صحيح][٢].
كيفية التوبة لله تعالى بعد التفوه باللعن
اللعن شأنه عظيم ويعود على صاحبه بالضرر، إذ لم يكن الشخص المدعو عليه باللعنة يستحقها، وكل من لعنهُ الله فقد أبعد عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكًا، وتجدر الإشارة إلى أنّه من الممكن أن يكون الملعون كافراً فهذا مطرود من رحمة الله، وأما أن يكون مسلماً ولكنّه فعل الفاحشة ويستحق اللعن كشرب الخمر أو الربا أوسب الوالدين وهذا لا يعني دخوله النار، ومن الجدير بالذكر أنّ التوبة عن اللعن تكون في الندم والعزم على عدم العودة إليها[٣][٤].
فضل حفظ اللسان
من أعظم نِعم الله تعالى على الإنسان هي نعمة اللسان، وهي التي يبين من خلالها ما يحب وما يكره، ويعبر بها عن أحاسيسه ومشاعره، ويبث همومه ويشكو عما يغمّه، فاللسان نعمة عرف قدرها من خاف الله تعالى، فاللسان سلاح ذو حدين من أحسن استخدامه واستغله في مرضاة الله وطاعته، ومن كان غير ذلك، فاستعمل لسانه بما يغضب الله كمن يغتاب الناس ويسبعم ويلعنهم فأولئك عملهم مبثوراً والعياذ بالله، فعلى المرء أنّ يدرك خطورة لسانه، ويعرف عاقبته في القبر، والآخرة.[٥]
المراجع
- ↑ "النهي النبوي عنِ اللعن لا تلاعنوا"، إسلام ويب، 2019-10-16T07:00:00.000Z، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18T07:00:00.000Z. بتصرّف.
- ↑ "النهي النبوي عنِ اللعن لا تلاعنوا"، إسلام ويب، 2019-10-16T07:00:00.000Z، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18T07:00:00.000Z. بتصرّف.
- ↑ "كيفية التوبة من لعن العباد"، إسلام ويب، 2020-01-12T08:00:00.000Z، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18T07:00:00.000Z. بتصرّف.
- ↑ "من فعل ذنوبا تستوجب اللعن هل له من توبة ؟ هل يمكن أن يغفر الله له ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 2012-04-28T07:00:00.000Z، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18T07:00:00.000Z. بتصرّف.
- ↑ يحيى بن موسى الزهراني (2005-03-03)، "اللعن والسباب"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18T07:00:00.000Z. بتصرّف.