حديث عن تربية الكلاب

حديث عن تربية الكلاب

حديث عن تربية الكلاب

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أنَّ الرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما أخرج البخاري ومسلم هذا الحديث إلا أنَّ هذا اللفظ لمسلم[١].


حكم تربية الكلاب

اتضَّح من هذا الحديث عدم جواز اقتناء المسلم للكلاب إلا إذا كان بحاجة لهذا الكلب في الصيد أو لحراسة الماشية أو الزرع، ما يعني أن تربية الكلب حرام إلا في الحالات التي استثناها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذكرها في حديثه، واختلف العلماء في تفسير رواية نقص قيراط، ورواية نقص قيراطين؛ والقيراط هو مقدار من الثواب معلوم عند الله تعالى، وتعني ينقص جزء من أجر العمل، وقيل أنه ينقص من أجره بمقدار قيراطين إذا كان الكلب أكثر أذىً ونجاسةً، وينقص قيراط إذا كان دون ذلك، كما قيل أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأنه ينقص قيراط في بادئ الأمر، ثمَّ زاد العقوبة فيما بعد فأخبر بنقص قيراطين زيادةً في الزجر عن تربية الكلب، ويظهر في هذا الحديث لُطف الله تعالى بخَلقِه في إباحة ما لهم به نفع وما فيه تقديمُ للمصلحة على الأذى[٢].


وتجمع تربية الكلاب دون الحاجة إليها بين ذنبين عظيمين، أولهما أنه ينقص من أجر المسلم قيراطين يوميًا، والثاني أنَّ في فعل ذلك تشبه بالكفار، وقد حذّر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث الصحيح الوارد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وذِراعًا بذِراعٍ، حتَّى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنا: يا رَسولَ اللَّهِ، اليَهُودُ والنَّصارَى؟ قالَ: فَمَنْ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهذا من التشبه باليهود والنصارى[٣].


الحكمة من تحريم تربية الكلاب إلا ما استثني من ذلك

نهى الإسلام عن تربية الكلاب، إلا إذا كانت للصيد أو للحراسة، ويتوجب على المسلم أن يتبع أوامر الله تعالى التي أوردها في شريعته الخالدة وهي الإسلام، ويبتعد عن نواهيه حتى في حال عدم ظهور الحكمة من وراء هذا التشريع، فالإسلام لا يأمر إلا بما فيه خير ولا ينهى إلا عن ما فيه شر، والحكمة من تحريم الإسلام لتربية الكلاب لغير الصيد أو الحراسة هو أنها حيوانات نجسة، بل إنّ نجاستها كثيرةً، إذ لا تطهر إلا بعد 7 غسلات إحداهن بالتراب والأخريات بالماء والصابون، ونجاسة الكلاب لا تطهر حتى لو تم غسل الكلاب، كما توجد حكمة أخرى لمنع تربية الكلاب دون سبب، وهو كون وجود غير المستثنى منها يمنع دخول عباد الله المكرمون وهم الملائكة إلى المكان، علمًا أنّ حضورهم مظهر من مظاهر رحمة الله عز وجل بالمسلمين[٤].


شروط اقتناء حيوان أليف في الإسلام

يعدُّ تربية حيوان أليف في الإسلام أمر مباح، و لا حرج فيه ضمن بعض الشروط والضوابط، ومن أهمها[٥]: 
  • أن لا يكون الحيوان المقتنى كلبًا، فمن المعلوم تحريم الإسلام تربية الكلاب إلا كلب الحراسة والصيد، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ ولا تَصاوِيرُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عدم المبالغة في شراء شؤون هذا الحيوان، إذ يتنافس الناس على شراء الحيوانات معينة حدَّ الإسراف، بل وينفقون الآلاف والملايين من الأموال على المهرجانات الخاصة بالحيوانات التي تقيمها بعض الدول، وبعض الناس يكتب أمواله لحيوانه الأليف، وهذا من مظاهر نقص العقل.
  • الإحسان إلى الحيوان، يجب على المسلم تقديم الطعام والماء للحيوان، وعدم إيذائه بضربه أو اتخاذه كدميه والعبث به، أو تعريضه لحرارة أو برودة شديدة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- أَنَّ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (بينَما رجلٌ يمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بهِ العَطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها، فشرِبَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهَثُ، يأكُلُ الثرَى من العَطشِ، فقال الرَّجُلُ: لقد بلغَ هذا الكلبُ من العَطشِ مِثلَ الَّذي كان بلغَني، فنزلَ البِئرَ فملأَ خُفَّهُ ثمَّ أمسكَه بفيِه فسَقَى الكلبَ فشكرَ اللهُ لهُ، فغَفرَ لهُ. قالوا: يا رسولَ اللهِ و إنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟ قال: في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجرٌ) [صحيح الأدب المفرد| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن ذلك يتبيَّن أن المسلم يفوز بالأجر والثواب على عنايته بالحيوان، بل وصل الحدُّ إلى أّنَّه قد يدخل الجنة بسبب إحسانه له والعناية به بإطعامه وتقديم الماء لسقياه، كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن امرأة دخلت نار جهنم بسبب إهمالها لهرَّة، إذ حبستها دون أن تطعمها أو تطلِقَها لتأكل من نبات الأرض، فماتت من الجوع.


هل لتربية الحيوانات الأليفة منافع تربوية للأطفال؟

أجمع علماء النفس على أنَّ تربية الحيوانات الأليفة تساعد في بناء شخصية الطفل بطريقة صحيحة، فهي تعلِّمه الكثير من الأمور الجيدة، فمثلًا عندما يعتني الطفل بحيوان ويتحمل مسؤولية إطعامه وتقديم الماء له، سينمو لديه الإحساس بالمسؤولية، كما سيكتسب صفة الرحمة وحب الخير والعطف، وسيتعلم النظام كذلك، لأنه سيطعم الحيوان في أوقات معينة، وسنعرض فيما يلي المنافع التربية التي تقدمها تربية الحيوانات الأليفة لأطفالنا، ومنها[٦]:

  • يستشعر الطفل قدرة الله تعالى وعظمة خلقه حين يراقب نمو هذه الحيوانات، فيتعلم احترام الكائنات الحية وتعظيم الخالق سبحانه.
  • يتعلم الطفل النظافة الشخصية، لأنّ الحيوان الأليف يحتاج للإهتمام بنظافته، واهتمام الطفل بنظافة هذا الحيوان الذي يربيه يربِّي لديه شعوراً على وجوب محافظته على نظافته بشكل دائم، لا سيما عند مشاهدة القطط غذ إنّها كثيرًا ما تنظف نفسها.
  • يحفز تربية الحيوانات ملكة التعلم والإبداع عند الطفل، فهم يتعلمون السلوك الاستكشافي، لا سيما عند مراقبة الأطفال دخول الحيوان لمكان جديد وكيفية تفحصهم له لاستكشافه.
  • تمتاز بعض الحيوانات بقدرتها على الصيد، فيتعلم منها أطفالنا مهارة الصيد.


المراجع

  1. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-30. بتصرّف.
  2. "تحريم اقتناء الكلاب إلا ما استثناه الشرع"، الإسلام سؤال وجواب، 2005-06-24، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-30. بتصرّف.
  3. محمد الهزاع (2016-11-05)، "التساهل في تربية الكلاب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-30. بتصرّف.
  4. "الحكمة من منع تربية الكلاب إلا ما استثني"، إسلام ويب ، 4/3/2010، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-12. بتصرّف.
  5. "شروط اقتناء حيوان أليف"، الإسلام سؤال وجواب، 13/11/2008، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
  6. "الحيوانات المنزلية بين القبول والرفض"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :