محتويات
ما سبب صيام يوم عاشوراء؟
يوم عاشوراء هو من الأيام العظيمة التي صامها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فأصبح صيامه سنةً، والكثير ممن يصومون عاشوراء لا يعرفون سبب صيامه، إذ في هذا اليوم نجى الله -عز وجل- سيدنا موسى وأهل الإيمان الذين كانوا معه من بطش فرعون، إذ أغرق فرعون وجنوده، لذا صام موسى -عليه السّلام- هذا اليوم حمدًا وشكرًا لربه، ثمَّ صامه الرسول -عليه الصلاة والسّلام- متابعةً لسيدنا موسى، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، قَالَ: (قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ؟ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِهِ)[١][٢].
فضل صيام يوم عاشوراء
من فَضل الله على عباده أنّ جَعَلَ لهم أجر صيام عاشوراء تكفيرًا لذنوب السّنة الماضية كاملةً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ)[٣].
وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوم عاشوراء رغبةً في الأجر والثواب، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)[٤]، ولكن وجب التنبيه إلى أنّ الفضل الخاص بصيام عاشوراء مُقتصر على تكفير ذنوب الصغائر فقط من السّنة الماضية، أمّا الكبائر فتحتاج لتوبة خاصة من العبد[٥].
وقد يتساءل الكثيرون عن موعد صيام يوم عاشوراء، فعندما قَدِمَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- المدينة المنورة وجَدَ فيها اليهود يُفردون يوم 10 من محرّم لصيام عاشوراء، إلا أنّ الرسول -عليه الصلاةُ والسّلام- أمر بمخالفة اليهود، فصيام يومًا قلبه وهو اليوم 9 أو يومًا بعده وهو يوم 11 من المحرم، أو الاثنين معًا أي يصوم المسلم يوم 9 و10 و11 من الشهر، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (صُومُوا يومَ عاشوراءَ، و خالفُوا فيهَ اليهودَ، صومُوا قبلَه يومًا، و بعدَهُ يومًا)[٦]، وصيام يوم قبله هو الأفضل، لما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم-: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ اليومَ التاسِعَ)[٧][٨][٩].
هل كانت قريش تعظم يوم عاشوراء؟
نعم، كانت قريش تُعظّم يوم عاشوراء، فقد قال ابن القيم عن يوم عاشوراء: (كانت قريش تُعظم هذا اليوم، ويكسون فيه الكعبة، ويعظمونه بالصيام، وكانوا يعدون بالأهلة، وهو عندهم يوم العاشر من محرم، وعندما حَضَرَ إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وجدهم يعظمون هذا اليوم ويصومونه، فأقرَّهم على ذلك ولم يُكذبهم، وكان ذلك قبل الهجرة النبوية، فبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- مُناديًا ينادي في الأمصار بصومه، وإمساك من كان قد تناول شيء من الطعام أو الشراب، والظاهر أنه حَتَمَ عليهم صيام هذا اليوم وأوجبه)[٢].
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1130، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب "ما هو سبب صيام عاشوراء ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 1/8/2019، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو قتادة، الصفحة أو الرقم:5101، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ "فضل صيام عاشوراء"، الإسلام سؤال وجواب، 5/1/2009، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5050، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1421 ، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ "متى يصام يوم عاشوراء؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم صوم يوم عاشوراء ويومًا بعده"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.