سورة النجم
سورة النجم هي إحدى السور المكية التي نزلت على سيدنا محمد في مكة المكرمة، وتحتوي على اثنتين وستين آية، ونزلت بعد سورة الإخلاص، وتأتي في الترتيب الثالث والخمسين في المصحف الشريف، وفي الجزء السابع والعشرين، والحزب الثالث والخمسين، والرُبع الثاني والثالث، وقد بدأت سورة النجم بالقسم، إذ أقسم الله سبحانه وتعالى بالنجم في مطلع هذه السورة، وتتمحور مواضيع سورة النجم حول الرسالة النبوية عمومًا، والإيمان بالنشور والبعث[١]، وسميت بسورة النجم لأن الله أقسم بها بالنجم، وهو سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بالأشياء العظيمة، وهذا دليل على عظمة النجوم، كما أنّ السورة ابتدأت بكلمة النجم في أول آية فيها[٢].
فوائد سورة النجم للزواج
جاء في الحديث الشريف: (اقرَؤوا القُرآنَ، واسأَلوا اللهَ به) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره] رواه الترمذي وحسنه الألباني، فلم يرد في الأحاديث النبوية، أو اجتهاد العلماء أن لسورة النجم دورًا في تسهيل الزواج وتيسيره، لكنّ رسول الله دعا إلى أن يقرأ المسلم القرآن ويطلب من الله ما يشاء من أمور الدنيا والآخرة، ففضل سورة النجم كفضل سائر سور القرآن الكريم، ففي تدبّر آيات الله أجرٌ للمسلم وفضلٌ كبير، قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (ألـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ) [ مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن]، وفضلها أيضًا في تطبيق التعاليم الإسلامية التي جاءت بها، والاستفادة من الدروس والعبر الموجودة فيها[٣].
سبب نزول سورة النجم
ورد في كتاب أسباب النزول لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي أن سورة النجم لم تنزل كاملةً لسبب واحد، فقد نزلت كل مجموعة من الآيات في سورة النجم لسبب، إذ إنها لم تنزل على الرسول محمد صلى الله عليم وسلم إلا في عدة مرات، وفيما يأتي بعض آيات السورة وأسباب نزولها[٤]:
- الآية {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِكم} [النجم: 32] نزلت في اليهود، إذ بلغ رسول الله أن بني يهود يسمّون الصبي الذي هلك بالصدّيق فنزلت هذه الآية في ذلك.
- قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} [النجم: 33-34]، فسّر بعض العلماء أنّ هذه الآية نزلت في الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وابن عباس، فمن المعروف عن عثمان شدة حبه للتصدّق حتى لم يصبح له مال، فلما حدّثه أخوه في ذلك، أخبره عن سبب كثرة تصدقه، وهو كثرة ذنوبه وخطاياه، وأنّه يريد محوها بالصدقة، فقال له عبد الله أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل ذاك العذاب عنك؛ فوافق عثمان ثم أمسك عن الصدقة أو أنقص منها، فنزلت الآيتان، فعاد إلى صدقته أكثر من ذي قبلٍ، وأما عن مجاهد وابن زيد فقالا نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان قد اتبع رسول الله على دينه فَعَيَّرَهُ بعض المشركين، فحين سئل عن سبب ضلاله، قال أنه خشيَ عذاب الله، فضمن له إن أعطاه بعض المال ورجع إلى الكفر سيتحمّل عنه عذاب جهنم، فأعطى الذي عاتبه بعض المال وامتنع عن الآخر، فنزلت هذه الآية.
مقاصد سورة النجم
توجد العديد من المقاصد التي تناولتها سورة النجم، ومنها ما يلي[٢][٥]:
- تناولت آياتها الحديث عن الرسالة النبوية وتأكيد صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الله سبحانه وتعالى، وأنّه صلى الله عليه وسلم مُنزّه ممّا ادعاه عليه المشركون بأنّ القرآن من أقواله.
- أثبتت الآيات أن القرآن الكريم مُنزل من عند الله سبحانه وتعالى، وأنّه وحي من عند الله عز وجل بواسطة الملك المؤتمن الوحي جبريل عليه السلام، وأنّه نزل كما هو من غير أي زيادة أو نُقصان، كما ورد في قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] .
- تناولت الآيات أيضًا الحديث عن معراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعن رؤيته التي تكررت مرتين فقد رأى الوحي جبريل عليه السلام على هيئته وشكله الملائكي، وما رآه في معجزة الإسراء والمعراج والتي رأى فيها من آيات الله تعالى الكبرى.
- تناولت الآيات الحديث عن عبادة المشركين لغير الله سبحانه وتعالى من الأصنام والأوثان والأشجار، والتي لا تضرهم ولا تنفعهم، بالإضافة لذكر ثلاثة مما يعبدون، وهم اللات وقد اشتق اسمه من الإله حسب ما يدّعون وهو من الحجارة، والعُزّى والذي اشتُقّ من العزير وهي شجرة، ومُناة اشتُقّ من المنان وهو من الحجارة أيضًا، وقد ورد في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19-201].
- تناولت الآيات موضوع كرههم للأنثى ودفنهم إياها وهي على قيد الحياة والنظرة الدونيّة التي كانوا ينظروا بها للأنثى دون الذكر، خوفًا من أن يصيبهم العار كما كانوا يعتقدون، وقد ورد ذلك في آيات أخرى من القرآن الكريم وليس فقط في سورة النجم، ومنها قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59]، وقوله: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى} [النجم: 21].
- تناولت الآيات الحديث عن حساب الله سبحانه وتعالى لعباده المشركين، وجزائهم يوم القيامة، وأنّ الإنسان لا يحمل ذنب غيره ولا وزره، لقوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 38-41].
- تناولت الآيات أنّ الرسالة النبوية والدعوة الإسلامية ما هي إلا استمرار وإكمال لما جاء به الأنبياء والرسل السابقون، وأنّ الشرك بالله تعالى باطل، ويُحذّرهم من العقاب المُعجّل والمُنتظر.
- تناولت الآيات في خاتمة السورة مواساة وتسليّة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين أجمعين، وبأنّ سبحانه وتعالى سوف ينصرهم على أعدائهم، ويُحذّر المُشركين من العذاب الذي سيحلّ بهم كما حلّ بالذين من قبلهم من الأمم التي خالفت الأنبياء.
المراجع
- ↑ "سورة النجم 53/114"، e-quran، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "مقاصد سورة النجم"، islamweb، 23-6-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم الالتزام بقراءة سورة ما في جلسة واحدة لقضاء حاجة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "سورة النجم"، e-quran، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "تأملات في سورة النجم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.